زعماء المستوطنين يخططون للاستيطان في شمالي قطاع غزة، فهل هذا الأمر "غير واقعي"؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة، وحقيقة أن الجيش الإسرائيلي تمكن منذ الآن، وفعلياً، من احتلال أقسام كبيرة من الجزء الشمالي من قطاع غزة، يتصاعد، أكثر فأكثر، مزيد من الأصوات التي تطالب بالعودة إلى استيطان منطقة "غوش قطيف". وبناءً عليه، انتظمت طوال الأسابيع الماضية عدة منظمات يمينية لتشيكل ائتلاف من المنظمات التي تهدف إلى "العودة" إلى مستوطنات "غوش قطيف". يقوم رئيس مجلس "السامرة" الإقليمي الاستيطاني، يوسي داغان، بتجميع المنظمات وتركيز نشاطاتها، بحيث تشمل، في مراحل متأخرة أيضاً، نوىً استيطانية، مع التركيز على الاستيطان في شمالي قطاع غزة كخطوة أولى.
  • علينا أن نُذكّر بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرّح قبل بضعة أيام، رداً على سؤال تم توجيهه إليه عن الاستيطان في "غوش قطيف"، بأن هذا الهدف "ليس هدفاً واقعياً"، مضيفاً أن "قطاع غزة سيكون منزوع السلاح، ولن يكون هناك تهديد من القطاع لإسرائيل. ولكي يحدث هذا، هناك حاجة إلى بسط سيطرة إسرائيلية أمنية كاملة على قطاع غزة". لكن على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء، فإن المستوطنين لا يتوانون عن الاندفاع نحو هذا الهدف. لقد عقد رؤساء المنظمات الاستيطانية لقاءات في ديوان داغان، حيث يستوحي هؤلاء تشجيعاً من نجاح نضالهم في إلغاء قانون "الانفصال" في شمالي الضفة الغربية، والعودة إلى مستوطنة "حومش"، والتي تحققت بعد سنوات [من المرافعات أمام المحاكم].
  • ائتلاف المنظمات، الذي يضم في صفوفه عناصر "حومش أولاً"، و"نحلاة"، و"إيمونيم" و"تورات لحيماة"، يعتزم القيام بنشاطات استيطانية، بالتنسيق مع الحكومة والجيش الإسرائيلي. "لقد بات واضحاً للجميع اليوم أننا دفعنا ثمناً باهظاً جداً، لكي نتمكن من التوصل إلى إدراك التالي: حيثما وُجد الاستيطان، يتوفر الأمن. أما في الأماكن التي جرى فيها تنفيذ اجتثاث شامل للاستيطان، كما هي الحال في "غوش قطيف"، فقد ووجِهنا بنشوء ’وحش’ إيراني ’نازي’، على عتبات منازلنا"، حسبما صرّح داغان، مضيفاً: "سيتمثل الانتصار على حركة ’حماس’ في استعادة أرضنا، ولنبدأ بشمالي القطاع أولاً".
  • لقد زعم داغان أن "الخريطة باتت واضحة أمام مَن يريد فتح عينيه. فالمكان الذي اقتلعنا منه المستوطنات تماماً، كما جرى في "غوش قطيف"، تلقينا مجزرة وقتل أطفال رضّع في مهودهم. والأماكن التي تم إخلاء المستوطنات فيها، على الرغم من بقاء الجيش مسيطراً سيطرة أمنية تامة، كما جرى في شمالي "السامرة، حصلنا على ’وكر إرهاب’ في قلب جنين، وعمليات إطلاق نار في تل أبيب، وعلى شوارع منطقة "السامرة". أما في الأماكن التي يوجد فيها استيطان إسرائيلي، كما هي الحال في "يهودا والسامرة"، فقد حصلنا على هدوء. ينبغي أن نكبّد حركة حماس أبهظ الأثمان التي يمكن لها أن تتكبدها: الأرض".
  • من جهته، صرّح رئيس حركة "نحلاة"، تسفي إليميلِخ شرباف، بأنه "على مدى تاريخ الصهيونية، كان الاستيطان والأمن يتقدمان، جنباً إلى جنب. إن الانسحاب من قطاع غزة، بالاستناد إلى اتفاقيات أوسلو، أضرّ بأمن إسرائيل بأسرها".