ترانسفير؟ تهجير؟ بحسب الحملة الجديدة لليمين، إنه "Relocation" وهذا هو الحل الأخلاقي
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الأيام العادية، يقوم مقدم برنامج "هتسينور" في القناة 13 بعرض فيديوهات ترفيهية واحتجاجات المستهلكين والنقاش فيها. لكن في اليوم الـ26 من حرب إسرائيل و"حماس"، توجّه غاي ليرر إلى متابعيه على موقع "تويتر" بمعضلة فكرية، وقال: "سؤال جدي: لماذا خرج ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا، وملايين الأوكرانيين إلى أوروبا، لماذا توجد ظاهرة لجوء في كل حرب، باستثناء غزة؟ (طبعاً بافتراض أننا سنسمح لهم إذا كان هناك دول تستقبلهم)".
- سؤال ليرر: مع الترانسفير، أو ضده؟ لم يأتِ من فراع. في اليوم نفسه، استضاف رافي ريشف في استوديو القناة 12 عضو الكنيست رام بن باراك الذي طرح فكرة شبيهة وحلاً "عادلاً". وقال "إذا كانت غزة كلها لاجئين، إذاً لنسمح لهم بالانتشار في العالم. يوجد هناك 2.5 مليون شخص. كل دولة يمكن أن تستقبل 20 ألفاً، 100 دولة. هذا إنساني ومطلوب، إنهم لاجئون في جميع الأحوال. ومن الأفضل أن تكون لاجئاً في كندا، بدلاً من أن تكون لاجئاً في غزة. إذا كان العالم يريد فعلاً حل هذه المشكلة، فإنه يستطيع". أما الصحافي أوهاد حيمو، فتدخل وعزّز أقواله، قائلاً: وبالمناسبة رام، أنت تعلم أن حلم كل شاب في غزة هو الهجرة إلى الخارج".
- ليرر وحيمو، وأيضاً بن باراك، ليسوا من أتباع كهانا كما هو معروف. وعلى الرغم من ذلك، فإنه في ظل الواقع السياسي في إسرائيل خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2023، يمكن سماع عضو كنيست من حزب "يوجد مستقبل"، يطرح حلاً كان محصوراً سابقاً في صفوف اليمين المتطرف فقط. العفوية التي تم فيها طرح فكرة الترانسفير، من دون أن يدفع ذلك إلى أي نقاش جدّي في الاستوديو، أو المجتمع، لم تغِب عن عيون هؤلاء الذين يطرحون فكرة الترانسفير طوال عشرات الأعوام.
- عضو الكنيست السابق ميخائيل بين أري، الذي كان تلميذاً لكهانا، وأيضاً ناشطاً في حركة "كاخ"، شارك بلهفة في النقاش في استوديو القناة 12. وكتب أنه "مقطع فيديو تأسيسي بكل معنى الكلمة"، مضيفاً، "في ذكرى وفاة الحاخام كهانا، يجلسون الآن في الاستوديو الأكثر يساريةً في التلفاز، ويتحدثون براحة عن "ترانسفير" لكل سكان قطاع غزة !! لا، هذه ليست نكتة. هذا بالضبط ما يقولونه هناك، هم وجميع الذين يجلسون في الاستوديوهات اليسارية، ببساطة، إنهم يعيدون التكرار باتفاق... صدق الحاخام كهانا".
- منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، نشر الإعلام في إسرائيل والعالم، بتوسُّع، تصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست من اليمين بإعادة بناء "غوش قطيف". حتى إن وزراء وأعضاء كنيست قالوا لأمير تيبون، مراسل "هآرتس"، إن هذه التصريحات كانت لهواً من الوزير عاميحاي إلياهو في المقابلة، عندما طالب بإلقاء قنبلة نووية على غزة، وهي تُلحق ضرراً بجهود "الهسبراه" الإسرائيلية. لكن في الوقت نفسه، ومن دون انتباه كبير، يبدو أن الحديث عن "الترانسفير" بدأ يتعزز لدى فئات جديدة من اليمين واليسار.
- فكرة "الترانسفير" ليست جديدة على النقاش الإسرائيلي، لكنها حتى الآن، كانت محصورة في أوساط اليمين المتطرف. أحد الأسباب المركزية لذلك هو منظومة التبرير التي طرحها الكهانيون طوال أعوام، إمّا عبر روايات عنصرية، مثل "العرب لا يفهمون إلا بالقوة"، وإمّا عبر ادعاءات دينية، مثل "وعدُ الرب لإبراهيم بالأرض". وفي الوقت نفسه، فإن المجتمع الواسع من اليمين واليسار، يعرف أن "الترانسفير" هو خرق واضح للقانون الدولي، وقد يؤدي إلى عزل إسرائيل عن داعميها في العالم. لكن يبدو أن المنظمات اليمينية البارزة دخلت في النقاش الإسرائيلي العام، في محاولة لمنح تبريرات جديدة وقاموس مصطلحات جديد غربي للفكرة القديمة نفسها التي طرحها كهانا.
- بعد 10 أيام من هجوم "حماس"، تم نشر ورقة تقدير موقف أولى، طالبت بإعادة صوغ مصطلح "الترانسفير"؛ د. رفائيل بن ليفي، رئيس وحدة دراسة "تشرتشل" في الجمعية اليمينية "كيرن تكفا"، والباحث في "معهد مسغاف للاستراتيجيا الصهيونية"، يقول إن "الطريقة الممكنة الوحيدة لدفع الحدود الجنوبية إلى الاستقرار هي في العمل على تحريك المجتمع إلى داخل سيناء، وإقامة مبادرة دولية لاستقبال المهجرين من غزة إلى الدول الأجنبية. وعلى الرغم من المعارضة المتوقعة، فإن على إسرائيل العمل بتصميم كبير لخلق حالة لا تُحتمل في غزة، تدفع الدول الأُخرى إلى مساعدة السكان على الخروج، والولايات المتحدة إلى تفعيل ضغوط كبيرة لتحقيق ذلك".
- منذ ذلك الوقت، نشر معهد "مسغاف" ورقة تقدير موقف أُخرى موقّعة باسم كبير الليبراليين في حزب "الليكود"، أمير ويتمان، الذي اقترح خطة مفصلة أكثر لتوطين فلسطينيي غزة كلهم في مناطق مصرية، ومن ضمن الخطة أيضاً التكلفة الاقتصادية التي ستبلغ نحو 8 مليارات دولار. ويتمان يقول إن اقتراحه "خطوة فورية، واقعية، ويمكن تطبيقها لإعادة التوطين وتحسين الوضع الإنساني للمجتمع العربي في قطاع غزة".
- بصورة خاصة، حاز هذا الاقتراح الاهتمام، لكن ليس الاهتمام الذي طمحوا إليه. خلال الأسبوع الثالث من الحرب، كشفت صحيفة "كلكاليست" عن ورقة داخلية في وزارة الاستخبارات، برئاسة غيلا غملئيل، توصي بتهجير سكان قطاع غزة بالإكراه إلى مناطق مصرية، وتحمل روح الورقة التي أصدرها معهد "مسغاف". وإلى جانب الورقة، حازت ورقة الحكومة تأييداً كبيراً بسبب القرب بين الذين صاغوا المبادرة ومتّخذي القرار على طاولة الحكومة.
- يجب القول إن معهد "مسغاف" هو جمعية قديمة أسسها يسرائيل هرئيل، وعملت أعواماً طويلة تحت اسم "المعهد للاستراتيجيا الصهيونية". لكن يبدو أن المعهد مرّ بحالة تغيير دراماتيكية قام بها المسؤولون الكبار في "فوروم كوهيلت". ففي شهر أيار/مايو، وفي أعقاب الانقلاب الدستوري، حصل المعهد على اسم جديد وإدارة جديدة. وظهر إسمان جديدان في مجلس الإدارة، مدير عام "فوروم كوهيلت"، مئير روبين، والمقرب من الفوروم عادي أربيل، بالإضافة إلى مدير "فوروم كوهيلت" وموشيه كوبيل، اللذين باتا مخوّلين التوقيع في المعهد.
- مدير معهد "مسغاف"، مئير بن شابات، عزل نفسه عن اقتراح ويتمان في رده على "كلكاليست"، وقال إن "المنشورات في المعهد تعبّر عن رأي الكاتب فقط". إلا إن مقالات ويتمان وبن ليفي نُشرت أيضاً في النشرة الخاصة الصادرة عن المجلة الرسمية لمركز "كيرن تكفا" الموجود في مانهاتن. جمعية يمينية تعمل منذ أعوام لخلق مجتمع محافظ في إسرائيل، على نمط أميركا، ولذلك، ينظمون أيضاً مؤتمر محافظين سنوياً، إلى جانب مبادرة "الفوروم من أجل القانون والحريات"، ووظيفته تعيين قضاة وقانونيين يمينيين. "كيرن تكفا" تعمل بنجاح منذ أعوام، للدفع بحوارات فكرية تبرر مواقف اليمين الاستيطاني في قاموس مصطلحات كوني.
- أحد أكثر النماذج لإعادة صوغ مصطلح "الترانسفير" من دون ذِكر الكلمة، صاغه يوآف شورك، أحد المسؤولين الكبار في "كيرن تكفا" في إسرائيل، ويعمل محرراً في صحيفة "هشيلوح". إذ كتب في نشرة خاصة من مجلة "هشيلوح"، مخصصة للحرب على غزة، وتحت عنوان "ضروري، أخلاقي وممكن: عدم السماح لهم بالعودة إلى غزة"، اقترح شورك على اليمينيين عدة ادعاءات منطقية ومنظمة، تشكل إطاراً فلسفياً جديداً يبرّر "الترانسفير".
- يجب التذكير بأن مقالة شورك موجهة إلى النخب المحافِظة التي تنمو في إسرائيل، وبدأت بإعادة نشر الرسائل الواردة في شبكات التواصل الاجتماعي، وأيضاً الحلفاء في الائتلاف في الكنيست. ويطرح شورك ثلاثة مبادئ أساسية:
"1. قتل جماعي، لا يكون في إطار حسم الصراع مع عدو 'غير أخلاقي'.
2. ترك مجتمع و'نظام قاتل' في بلدنا، أو بالقرب من حدودنا، سياسة غير أخلاقية. لا يوجد حق بقاء في البلد لمن لا يتصالح مع وجودنا، ولمن ينظر إلى دمنا على أنه ماء.
3. نقل المجتمع الذي لا يتدخل، إلى متابعة حياته في مكان آخر، وذلك عبر تشجيع الهجرة ومنع العودة إلى غزة، هو العمل الأخلاقي".
- إعادة صوغ "الترانسفير" كعملية "أخلاقية"، عملياً، هي إعادة صوغ الكهانية بطريقة ذكية، ولم يُستثمَر الوقت الكافي للبحث في الرد الدولي، وعلى الرغم من ذلك، فإن شورك يبدو واعياً لإسقاطات كل فقرة، إذ من الواضح أن التبريرات موجّهة إلى الغرب. فيقول "إذا كان لدينا وضوح أخلاقي، وبشكل خاص استعداد للخروج من الرؤى التي سقطت، فيمكن الافتراض أننا نستطيع الحفاظ أيضاً على العالم إلى جانبنا في الحرب ضد ’الشر البربري’".
- المسار الذي يطرحه شورك، يبدأ من رفض "المطالبة بالانتقام" وقتل المدنيين، وذلك فقط من أجل إعادة تعريف "الترانسفير" بأنه حل إنساني بديل. ويشرح "الامتناع من قتل ممنهج للمجتمع المدني هو فهم أخلاقي تقدمت الإنسانية نحوه". وهذا الشرح يؤسس للقادم: "نقل المجتمع، أو تبادُل السكان، هو التكتيك الأفضل لإنهاء الصراعات، ولا يمكن وضعه في سياق "التطهير العرقي". وأكثر من ذلك، فإن شورك يستغل أيضاً مكانة الفلسطينيين في غزة كلاجئين، ويعرّف "الترانسفير" بأنه "تحسين للّجوء". وبحسبه، هو عمل إنساني.
- مصطلح واحد يبرز عندما تتم قراءة شورك - "الوضوح الأخلاقي". هذا المصطلح غير منتشر في إسرائيل، ودخل إلى قاموس المصطلحات الأميركية خلال رئاسة رونالد ريغان. الموظفون في وزارة الخارجية في إدارة ريغان استعملوا المصطلح بشكل واسع لانتقاد المواقف الليبرالية في إطار الحرب على "الإرهاب". ففي الوقت الذي تحدث الليبراليون، مثل جيمي كارتر، عن حقوق الإنسان والظروف التي تخلقها الحرب في المجتمع والتوجه نحو "الإرهاب"، ردّ المحافظون في إدارة ريغان بالقول: إن "الإرهاب" يخلق وضوحاً أخلاقياً يجعل أميركا غير مرغمة على البحث في دوافع المهاجمين. في نظرهم، "الإرهاب" هو عملية غير أخلاقية، إلى درجة تبرر كل رد أميركي عليه. إنه صراع أخلاقي بين الخير والشر، بين الضوء والظلام.
- عندما تحدث جورج بوش الابن عن "محور الشر"، برر العلاقة بين القاعدة والعراق وكوريا الشمالية، في إطار "الوضوح الأخلاقي". إليوت أبرامز خريج إدارة ريغان وبوش (وترامب)، يُعتبر قيادياً اليوم في "كيرن تكفا". وعلى الرغم من أنه يوجد ذِكر كبير للمصطلح في العبرية، فإنه تحول خلال الشهر الماضي إلى أحد المصطلحات الأكثر انتشاراً في النقاش المحافظ داخل الشبكة.
- رونين شوفال مثلاً، أحد مؤسسي "إم ترتسو" وباحث كبير في "كيرن تكفا" اليوم، نشر هو أيضاً مقالة في النشرة الخاصة بالحرب التي صدرت عن "هشيلوح"، وهدفها الدفع "بالترانسفير". وكتب للمتابعين في "تويتر" أنه يوصي بقراءة "مقال قصير كتبته عن الوضوح الأخلاقي، وأشتق منه استخلاصات عملية". مقالته تحت عنوان "تذكّر ما قامت به حماس"، لكن مقالته أقل تماسكاً من مقالة شورك. فهو ينتقل بين ادعاءات دينية وأخلاقية، وبين مقارنات بين النازيين وغيرهم. إلا إنه هو أيضاً يغلف كل شيء بادعاءات أخلاقية: يجب على الغرب عموماً، وإسرائيل بشكل خاص، التزود بالوضوح القائل إن استمرار وجود مجتمع ونظام قاتل يعبّر عن سياسة غير أخلاقية، ونقل السكان إلى مكان آخر لمتابعة حياتهم هو العمل الأخلاقي".
- قاموس المصطلحات الذي تستورده "كيرن تكفا" إلى إسرائيل، يهدف إلى منح سلاح فكري للنقاش الجماهيري المستقبلي في إسرائيل بشأن مستقبل قطاع غزة. وعلى الرغم من ذلك، فإن "كيرن تكفا" وأعضاءها ليسوا الوحيدين. هناك حملة جديدة في الشبكة تطالب بتوسيع تعريف "الترانسفير" باللغة المستعملة اليوم، إذ تسميه "نقل مكان السكن (Relocation). موقع الإنترنت وصفحة الفايسبوك المسماة "خطة إعادة ترميم غزة في مصر"، لديها تقريباً 2000 متابع ينشرون بشرى "الترانسفير" بروح ويتمان.
- وفي الموقع المسمى “Relocation Gaza”، فإن فكرة "الترانسفير" تحصل على صورة جميلة مع صور تتضمن كاميرا ومرشداً سياحياً وخريطة وقلم رصاص. وفي الوقت الذي تبدو الصور أنها رحلة، فإن الرسائل معروفة: حل إنساني: إجلاء سكان غزة كلهم، عبر رفح". ويتضمن الموقع صفحة "أسئلة شائعة"، كما هو متّبع في الشبكة: كيف يمكن القيام بـ"Relocation" من غزة؟ هل حدث هذا سابقاً؟ وما هو المطلوب بعد ذلك؟" هذه كلها أسئلة مركزية، والإجابة عنها كلها واحدة: "تهجير الفلسطينيين من غزة هو مسؤولية أخلاقية، وكذلك إعادة توطين المستوطنين من غوش قطيف".
- تبدو خطة "الترانفسير" هامشية، لكن يجب التذكير بأن هذه المؤسسات لها تأثير كبير، وكان لها دور في صوغ الانقلاب الدستوري. ويبدو أنها تتوسع منذ الآن. وبحسب موقع "واينت"، فإن حكومة إسرائيل حاولت إقناع المصريين باستقبال لاجئين فلسطينيين في أراضيها، في مقابل شطب دينها للبنك الدولي. هذا الاقتراح برز في الورقة نفسها التي كتبها ويتمان في معهد "مسغاف". خبر آخر في "إسرائيل اليوم"، أشار إلى حوارات مع قطر للدفع "بالترانسفير".
- في صفحة "Relocation Gaza"، أوضحوا العلاقة بالكنيست، من خلال نشر محادثة عبر "زووم" بين ويتمان وعضو الكنيست من "الليكود" أريئيل كلنر. وقال كلنر لويتمان إنه "يجب التفكير خارج الصندوق. الأفكار التي تطرحونها - نقل السكان إلى مصر- هي حلول منطقية ومطلوبة. لقد رأيت دولاً قلقة بشأن الوضع الإنساني في غزة. يجب تشجيع المجتمع على المغادرة وبدء حياة جديدة في أماكن أُخرى في العالم. هناك خطط لتحسين ظروف اللجوء، لقد كانت موجودة دائماً. مصر قريبة ومطلوبة، لكن لا يجب أن ننغلق على فكرة مصر. يجب البدء بالحديث بشكل واضح عن حلول أُخرى غير منح الأراضي".
- ويتمان نفسه قال إن "الرؤى القديمة انهارت. الاستعداد للسلام والتعايش مع الأشخاص الذين يعيشون هناك، ويحتفلون بالكوارث التي رأيناها في الجنوب، لا يُعقل. يجب إجلاء المجتمع المدني من هناك، وأن نوضح للعالم أنه لا يوجد حل آخر. إذا أرادوا حرباً لا تنتهي، فهذا خيار أيضاً. لكن لن نقبل قط إعادة تكرار هذا، لذلك، يجب التفكير بطريقة إبداعية. هناك ساعة ملائمة، والعالم يفهم، ونحن نفهم. المرحلة المقبلة هي أن نشرح أنه يوجد حل". ولخّص ويتمان: "إن شاء الله، سننجح معاً في تحويل هذه الخطة إلى واقع".
- القاموس الجديد لمصطلحات شورك وويتمان وغيرهما، انعكس علناً في مقال مشترك نشره عضوا الكنيست رام بن باراك وداني دانون في الصحيفة الأميركية "وول ستريت جورنال". لا يوجد فيه أي كلمة عن "الترانسفير"، أو نقل السكان بالإكراه، وبدلاً من ذلك، يمكن إيجاد ادعاءات تستند إلى الأخلاق الغربية. ففي المقالة القصيرة، يذكران كلمة "ريلوكيشن" 5 مرات، ويقترحون على المجتمع الدولي إيجاد "حل" يكون "أخلاقياً"، بمساعدة الغزيين. الوزير بتسلئيل سموتريتش بارك المبادرة، وعرّفها بأنها "الحل الإنساني" الوحيد الذي يمكن لدول العالم القيام به.
- في مصر، يبدو أنهم يتعاملون بجدية مع هذه الأفكار الصادرة عن اليمين في إسرائيل. فصحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت أن رئيس الحكومة مصطفى مدبولي قال في خطاب ألقاه في سيناء مؤخراً، إن مصر ليست العنوان لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وحذّر "نحن مستعدون للتضحية بحياة الملايين من أجل ضمان عدم دخول أحد إلى أراضينا".
- حتى الحلفاء الأيديولوجيين لليمين في إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، سارعوا إلى التحذير من أنهم غير سعداء بمبادرات إرسال الفلسطينيين إلى أراضيهم. الإعلامي تاكر كارلسون ناقش الموضوع في مقابلة أجراها مع قائد مبادرة البريكسيت نايجل فراج. وقال كارلسون "إذا سألتم إسرائيل عن اللاجئين، فإن الجواب سيكون عنيفاً وفورياً - لا. هذا خطِر، وسيزعزع الاستقرار في الدولة. هذا فعلاً صحيح". مضيفاً "هناك مطالبات بنقل اللاجئين إلى دول تتحدث بالإنكليزية، مثل بريطانيا والولايات المتحدة. هل علينا أن نقبل لاجئين؟ ماذا سيحدث هنا؟"
- وفي اللقاء مع فراج، أبدى كارلسون استغرابه من أن هناك مَن يرى في اللاجئين الفلسطينيين خطراً على إسرائيل، ويطالبون الدول الغربية بقبولهم. وسأل: "الأشخاص ذاتهم يقولون إن على الغرب قبولهم. ما هذا التفكير؟". فردّ فراج: "حماس تتمتع بدعم واسع في غزة، وإذا استقبلت لاجئين غزّيين، فسيكون بينهم داعمون كثر لحركة "حماس"، وهذا تهديد للأمن القومي".