في إطار الضغط الأميركي على إسرائيل بعد استئناف القتال في غزة، التقى مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأميركية مسؤولين كباراً في المؤسسة الأمنية، وأوضحوا لهم أن عليهم مضاعفة كميات الوقود التي تدخل القطاع للحؤول دون تفشي الأمراض كالكوليرا والتسبب بكارثة إنسانية، كما طلبوا زيادة كميات الوقود المخصصة للقطاع من 60,000 ليتر إلى 120,000 ليتر، وفي المقابل، زيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية.
أمّا الطلب الثاني الذي قدمه الأميركيون، فهو منع هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية. وأشار هؤلاء إلى أن الولايات المتحدة أعطت إسرائيل تفويضاً كي تعمل في المناطق ضد المسلحين، لكن في موازاة ذلك، عليها منع عنف اليهود ضد الفلسطينيين.
وعُرِف أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان يفكر في زيارة إسرائيل هذا الشهر، ومواصلة المحادثات بشأن استمرار خطة القتال في القطاع وزيادة المساعدات الإنسانية وفي مسألة اليوم التالي للحرب. وذكر سوليفان في لقاء مع الصحافيين هذا المساء، أنه أجرى في نهاية الأسبوع محادثات مع نظرائه في إسرائيل ومصر وقطر ودول أُخرى، وبحث معهم التطورات الأخيرة.
وذكر أنه اجتمع بعائلات مواطنين أميركيين لا يزالون محتجزين لدى "حماس"، وقال لهم إن الإدارة تبذل كل ما في وسعها، وأن الرئيس يتدخل شخصياً من أجل إعادة المختطفين إلى منازلهم.
وسُئل سوليفان: "هل الولايات المتحدة راضية عن الخطوات التي تقوم بها إسرائيل للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين في غزة؟"، فأجاب بأن الحكم في هذه المسألة سابق لأوانه، وأضاف: "لقد اتخذت إسرائيل خطوة غير عادية بالنسبة إلى جيش حديث عندما حددت بالضبط المنطقة التي ستجري فيها المناورة البرية، وطلبت من المدنيين إخلاءها." وأضاف: "نحن نعمل على تأمين دخول المساعدات الإنسانية، وتأمين كميات كافية من الغذاء والدواء والمياه، لكن هذا وضع له دينامية خاصة ونستمر في فحصه. من حق إسرائيل العمل ضد "حماس" التي لا تزال تطلق الصواريخ على مناطق مدنية، ومن حق إسرائيل الدفاع عن مواطنيها."
ووصل أمس وفد من البيت الأبيض برئاسة فيل غوردون، المستشار القومي لنائبة الرئيس كاميلا هاريس، في زيارة تستغرق يومين، سيزور بعدها السلطة الفلسطينية، وسيبحث في أمر اليوم التالي للحرب على غزة. ومن المنتظر أن يلتقي غوردون الرئيس هرتسوغ ورئيس مجلس الأمن القومي تسحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر، بالإضافة إلى أنه طلب الاجتماع بوزير الدفاع غالانت.
وتجدر الإشارة إلى أن إصرار الإدارة الأميركية على مناقشة مسألة اليوم التالي للحرب يدل على عدم رضاها عن تهرُّب إسرائيل من مناقشة المسألة، ويريد الأميركيون أن يفهموا إلى أين تتجه إسرائيل، وإفشال مخططات لا يريدونها؛ كاحتلال سائر قطاع غزة.