بايدن يريد السماح للجيش الإسرائيلي باستنفاد العملية ضد "حماس"، لكنه يضع ثمناً واضحاً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بعد مرور شهرين على الحرب ضد "حماس"، يبدو أن القتال في غزة وصل إلى مرحلة حساسة أُخرى. ففي الأيام الأخيرة، كثّف الجيش الإسرائيلي هجماته، جواً وبراً، ودفع بقواته إلى داخل مدينة خانيونس، وفي الموازاة، تدور معارك في شمال القطاع، في جباليا والشجاعية وحي الزيتون. وتحدث تقرير من مخيم اللاجئين في خانيونس عن تقدُّم قوات الجيش من منزل عائلة زعيم "حماس" يحيى السنوار. ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تباهى بذلك. السنوار غير موجود هناك، لكن من الواضح ان إسرائيل تحاول زيادة الضغط على قيادة الحركة، التي يمكننا الافتراض أنها تختبىء في أنفاق في جنوب القطاع.
  • تقود العملية في منطقة خانيونس الفرقة 98 التي تضم ألوية مشاة نظامية واحتياطية، معززة بألوية مدرعة. وفي مواجهتها، تنتشر ألوية مناطقية لـ"حماس" في المدينة، مع كتائبها الأربع التي لم تتضرر بصورة كبيرة في القتال حتى الهجوم على المدينة. يتحدثون في الجيش عن قتال صعب، لكنهم يدّعون أنه حتى في هذا الإطار، لا تتحرك "حماس" ضمن أطر عسكرية كبيرة، وتفضل تشغيل خلايا صغيرة نسبياً، تعتمد على الخروج من الأنفاق من تحت الأرض.
  • تتركز مقاومة "حماس" على إطلاق كثيف لصواريخ الآر بي جي من مسافة قريبة، وإطلاق نيران القناصة، وتفجير عبوات ناسفة، يحاول "المخربون" لصقها بالدبابات ومركبات عسكرية أُخرى. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل أن تكون حذرة، والامتناع من إلحاق الأذى بالمواطنين الفلسطينيين، فإن هذه المرحلة، لا تشهد أي تغيير مهم في طريقة القتال في جنوب القطاع، مقارنةً بالمعارك التي خاضها الجيش في شماله.
  • من المتوقع أن يصل مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جايك سوليفان إلى المنطقة في الأسبوع المقبل. وهو رجل الاتصال الأساسي ما بين الإدارة الأميركية وإسرائيل بشأن كل ما له علاقة بمواصلة القتال. وهذا الأسبوع، زار البلد مستشاران رفيعا المستوى لنائبة الرئيس كامالا هاريس. وعلى الرغم من اهتمام الإدارة الأميركية الكبير بإنهاء القتال، فإن المستويَين السياسي والعسكري في البلد لا يشعران بأن الأميركيين ينوون توجيه إنذار إلى إسرائيل في وقت قريب. ويبدو أن الرئيس بايدن يعتقد أنه يجب السماح للجيش الإسرائيلي بالاستمرار واستنفاد العملية العسكرية في خانيونس، والضغط الكبير على "حماس"، على أمل أن يؤثر ذلك في إصرار الحركة على الاستمرار في القتال.
  • التقدير المعقول هو أن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بالقتال شهراً، وربما أكثر، إذا لم تتعقد المعارك، ولم تؤدّ إلى مقتل أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، وإذا لم تخرج الأزمة الإنسانية في غزة عن السيطرة، ويبدو أن المعادلة الأميركية حالياً، هي خطوات إنسانية في مقابل الوقت. وما دامت إسرائيل تسمح بدخول مزيد من العتاد والغذاء والوقود والدواء في الشاحنات من أجل السكان في القطاع، سيعطي الأميركيون إسرائيل مزيداً من الوقت للعملية.
  • بعد بضعة أيام، من المفترض أن يُنهي الجيش الإسرائيلي الجزء الأكبر من تحرُّكه في شمال القطاع. التحرك في خانيونس بحاجة إلى عدة أسابيع أُخرى. وهنا يُطرح السؤال: هل سيكون هناك تحرُّك برّي أيضاً في اتجاه رفح، المدينة التي تقع في أقصى جنوب القطاع. ولهذه المنطقة حساسية خاصة، نظراً إلى قربها من الحدود المصرية وتخوُّف النظام المصري في القاهرة من تدفُّق كبير للسكان الفلسطينيين، عبر الحدود، إلى سيناء.
  • يتوقع الأميركيون من إسرائيل خطوات أُخرى، بينها محاولات لتهدئة الوضع في الضفة الغربية الذي يقلقهم كثيراً. وضمن هذا الإطار، جرى البحث في إمكان إعطاء التصاريح ضمن نطاق محدود، بعد الفحص الأمني من الشاباك لعمال فلسطينيين من الضفة، سيعودون إلى العمل في إسرائيل. الوضع الاقتصادي في الضفة سيئ للغاية، بسبب حسم أموال الضرائب [التي تجبيها إسرائيل على المعابر لمصلحة السلطة الفلسطينية]، وبعد توقُّف عمل الفلسطينيين من الضفة الغربية في إسرائيل، بعد "المجزرة" التي نفّذتها "حماس" في "غلاف غزة" في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
  • لكن هذه الخطوة، وكذلك المطالبة الأميركية بزيادة كميات الوقود التي تدخل إلى القطاع، هما موضع خلاف في الائتلاف الحكومي. على ما يبدو، سيطلب نتنياهو الحصول على موافقة المجلس السياسي المصغر، ومن المنتظر أن يُواجَه بمعارضة من وزراء الجناح اليميني - المتطرف.
 

المزيد ضمن العدد