الضغط الأميركي يتصاعد، لكن الثمن ما تزال إسرائيل قادرة على دفعه
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • كان المخطوفون، وظلوا، على رأس سلّم الأولويات الأميركي، ابتداءً من اليوم الأول للحرب. لقد قال الرئيس جو بايدن هذا، وعاد إلى تكراره. كما أن الإدارة الأميركية تكرّس كثيراً من الجهود والموارد لهذا الموضوع. في هذا الصدد، يُشار إلى أن الفضل في مسألة عدم فشل عدة جولات من عمليات إطلاق سراح المخطوفين، يعود إلى الأميركيين وحدهم، لا إلى المصريين، أو القطريين؛ فالضغط الأميركي الذي لا يتوقف على قطر ومصر ساعد في تنفيذ هذه الجولات من إطلاق المخطوفين.
  • في هذه المرحلة أيضاً، هناك طاقم أميركي يعالج مسألة المخطوفين طوال الوقت، ويعمل مع قطر ومصر، من أجل التوصل إلى صفقة إضافية. لقد وفّرت الولايات المتحدة الدعم الكامل لإسرائيل عندما يتم تنفيذ الجولة الأخيرة من جولات إطلاق سراح النساء والأطفال. كان من الواضح للأميركيين أن حركة "حماس" هي التي خرقت الاتفاقية بين الطرفين. وإلى جانب عمل الطاقم الأميركي المتخصص في مسألة المخطوفين، يعمل الأميركيون على جمع المعلومات الاستخباراتية عبر عدة وسائل، من ضمنها الطائرات المسيّرة، كما قاموا بتجنيد البريطانيين لهذه المهمة. ومن الواضح لهؤلاء أنه سيكون من الصعب، لدى عودة العمليات البرية، التوصل إلى صفقة إضافية، لكن الجهود الأميركية مستمرة للدفع قدماً بمسألة إطلاق سراح المخطوفين.
  • من ناحية أُخرى، يُشار إلى نوعين من الضغوط التي تمارَس على الإدارة الأميركية، وهي ضغوط متصاعدة على الدوام: الضغط الدولي الخارجي، والضغط الآتي من داخل الحزب الديمقراطي. ونتيجةً لهذه الضغوط، وضعت الإدارة الأميركية عدة مطالب تكتيكية أمام إسرائيل، تضاف إلى المطلب الاستراتيجي الشامل، المتعلق بـ "اليوم التالي للحرب". فأولاً، ترغب الإدارة الأميركية في إدارة المعركة في جنوب القطاع بصورة مختلفة عمّا جرى في شماله. من المرتقب أن يطرح الأميركيون مطلبهم هذا، مراراً وتكراراً، لكن تنفيذ هذا الأمر، ميدانياً، صعب. ومع ذلك، ولأن خان يونس مبنية بصورة مختلفة، يمكن للإسرائيليين، إلى حد ما، الاستجابة إلى هذا المطلب.
  • الطلب الثاني يتعلق بالوقود. لقد طلب الأميركيون إدخال 180 ألف ليتر من الوقود، ووافقت إسرائيل على إدخال 120 ألف ليتر. يطلب الأميركيون إدخال 400 شاحنة، في حين وافقت إسرائيل على دخول 200 شاحنة في اليوم. من الواضح أنه لم تتم الموافقة على الطلب الأميركي كاملاً، لكن إسرائيل تدرك، في أي حال، أنه يجب الاستجابة للضغوط الأميركية إلى حد معين، وذلك، على وجه التحديد، نظراً إلى هذا الكمّ من الذخيرة والسلاح، والذي يوفر الأميركيون، إلى جانب سلسلة من القضايا التي هم على علاقة فيها.
  • على الرغم من كل شيء، فإن الموافقة الإسرائيلية على إدخال المساعدات والوقود، تُعتبر ثمناً زهيداً جداً، مقارنةً بالمقابل الذي نتلقاه من الحكومة الأميركية في هذه الحرب.