من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
الإدارة الأميركية وحكومات مؤيدة لإسرائيل في أوروبا تزيد في الأيام الأخيرة في ضغوطها على إسرائيل من أجل إنهاء القتال الواسع في قطاع غزة خلال أسابيع، واستبداله بأسلوب الاقتحامات المركزة واغتيال زعماء "حماس". وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين، الذي يزور إسرائيل حالياً، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان، الذي زار البلد في الأسبوع الماضي، نقلا رسالة واضحة بشأن هذا الموضوع إلى أعضاء كابينيت الحرب.
على الصعيد العلني، لا تزال الإدارة في واشنطن تعرب عن تأييدها الكامل لأهداف إسرائيل. الناطق بلسان مجلس الأمن القومي جون كيربي، قال في نهاية الأسبوع، إن إدارته تعتقد أن الحرب "يمكن أن تستمر عدة أشهر". مع ذلك، أوضح كيربي أن الولايات المتحدة وإسرائيل بحثتا في "الانتقال من عملية عسكرية شديدة القوة إلى عمليات عسكرية أقل كثافةً وأكثر دقةً".
أوستين أصدر، بعد اجتماعه بوزير الدفاع غالانت، بياناً قصيراً، جاء فيه أنهما بحثا في أهداف الحرب، وفي المراحل، وفي الحفاظ على المدنيين. ووفقاً لمصدر إسرائيلي مطّلع على تفاصيل الاجتماع، أوضح أوستين أن المرحلة الحالية من الحرب، التي تتحرك في إطارها قوات كبيرة من الجيش في عمق غزة، وتُلحق ضرراً واسع النطاق بالبنى التحتية المدنية، يجب أن تتوقف في مطلع سنة 2024. وأضاف المصدر في حديث مع "هآرتس" أن "أوستين لم يضع تاريخاً دقيقاً، لكن الرسالة كانت واضحة جداً".
في إحاطة مع وسائل الإعلام، قبل وصول أوستين، قال مصدر أمني أميركي إن تجربة الوزير التي راكمها في أفغانستان والعراق عندما كان قائداً في الجيش، لها صلة بالمعضلة التي تتخبط فيها إسرائيل اليوم. وأوضح المصدر أنه "في إمكان أوستين تقديم وجهة نظر مهمة في هذه المسائل، وهذا ما يريد أن يفعله"، وتابع "هو يريد أن يتحدث مع الإسرائيليين عن وسائل الانتقال ما بين المراحل المتعددة للقتال".
إدارة بايدن ليست وحدها التي نقلت رسائل إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة. لقد دعت حكومتا بريطانيا وألمانيا، وهما من الدول المؤيدة لإسرائيل في الغرب، في بداية الأسبوع، إلى العمل من أجل "وقف إطلاق نار ثابت" بين إسرائيل وغزة. أما فرنسا فكانت دعت إلى ذلك قبلهما، وتعرضت لانتقادات من إسرائيل، لكن القدس لم تردّ رسمياً على الدعوة المشتركة البريطانية الألمانية. لقد بقيت إدارة بايدن وحدها التي تعارض الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو ما عبّر عنه التصويت في مجلس الأمن قبل أسبوع ونصف الأسبوع.
في تقدير المصدر الإسرائيلي الذي تحدثت معه "هآرتس"، أن الدعوات إلى وقف إطلاق النار من طرف حكومات في أوروبا، والانتقادات لنتنياهو في مجلس الشيوخ والكونغرس في الولايات المتحدة، يجري تنسيقها مع الإدارة الأميركية. وفي رأيه، أن "بايدن يفكر في الأمور نفسها، لكنه لا يذكرها مباشرة، إلا إنه يتحدث مع أشخاص آخرين، وهؤلاء يحرصون على نقل رسالته".
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، برزت أصوات في الحزب الجمهوري تدعو إسرائيل إلى التفكير في تداعيات العملية في غزة. وقال السيناتور ليندسي غراهام، الذي يُعتبر من كبار المؤيدين لإسرائيل، يوم الإثنين، في مقابلة أجرتها معه قناة NBC، إن على إسرائيل الأخذ في حسابها تداعيات الحرب في غزة على جهود تطبيع العلاقات مع السعودية. وتابع: "مَن يريد إضعاف إيران في المدى البعيد، يجب ألّا يسمح لها بتخريب العلاقات بين إسرائيل والسعودية. السعودية ودول أُخرى لا يمكنها التقدم في التطبيع مع إسرائيل، لأنها ستبدو أنها تتخلى عن الفلسطينيين". وأضاف غراهام "بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، هناك خياران: الاستمرار في حلقة الموت، أو استخدام الكارثة كحافز للتغيير. وأعتقد أن العرب سيطالبون بما يشبه حل الدولتين، وأن إسرائيل ستطالب بمنطقة أمنية فاصلة. لا أعرف كيف سينتهي هذا، لكن من الواضح أنه إذا لم ننجح هذه المرة، فسيستغرق الأمر أجيالاً، قبل التوصل إلى اتفاق".