إسرائيل تدرس تقديم تنازلات من أجل صفقة تبادُل للمخطوفين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

نشرت "حماس" في الأمس فيديو للمخطوفين حاييم بيري ويورام متسغار وعميرام كوفر المتقدمين في السن، أثار قلقاً كبيراً على حياتهم في وسط عائلاتهم. في إسرائيل، يعلمون بأن ثمن تبادُل مخطوفين كبار في السن، بالنسبة إلى "حماس"، سيكون كبيراً، وهم يدرسون التساهل وإطلاق سراح أسرى أكثر أهميةً من الأسرى الذين أطلقتهم في الصفقة السابقة.

لكن القرار الإسرائيلي بشأن استئناف محادثات إعادة المخطوفين محفوفة بالمخاطر، بينها تأثير ذلك في المناورة البرية. يحرص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت على القول إن الضغط العسكري هو الأمر الوحيد الذي يؤثر في "حماس"، وفي المقابل، تدّعي الحركة أنها لن تُجري مفاوضات تحت النار، لكن يبدو أن عجلات المفاوضات بدأت تدور من جديد.

جاء قرار إسرائيل بشأن المضي في الصفقة، بعد حادثة يوم الجمعة في حي الشجاعية، والتي قُتل فيها ثلاثة مخطوفين بنيران الجيش الإسرائيلي، عن طريق الخطأ. كما ساهم في هذا القرار ازدياد عدد المخطوفين الذين قُتلوا في الأسر، والذين أعاد الجيش الإسرائيلي جثامين بعضهم.

كما اتُّخذ قرار إرسال رئيس الموساد دافيد برنياع إلى وارسو للاجتماع برئيس السي آي إي ورئيس الحكومة القطرية، حاملاً ثلاثة مبادىء: المبدأ الأول: أي مفاوضات مع "حماس" ستكون تحت النار، ولن يكون هناك يوم من الهدنة، من دون عودة المخطوفين؛ ثانياً، تستمر المفاوضات بشأن الصفقة من النقطة التي توقفت فيها، أي لا تنازُل عن عودة النساء اللواتي بقين في الأسر؛ والمبدأ الثالث، يصرون في إسرائيل على إجراء عملية الإطلاق وفق معايير واضحة لكل فئة. وتريد إسرائيل، ولا سيما بعد عرض الفيديو يوم أمس، إعادة المخطوفين الأكثر تقدماً في السن مع النساء والمرضى. كما تشدد على أن تشمل صفقة التبادل الأسرى الأحياء فقط.

مصدر سياسي إسرائيلي قال في الأمس: "إن الأيام القادمة ستكون حاسمة، وستشهد ضغوطاً. في هذه الأيام، الكرة ليست في يد إسرائيل. رئيس الموساد قام بخطوته، والآن، ستنتقل الضغوط من الولايات المتحدة إلى قطر، ومن قطر إلى "حماس"، وهذا سيستغرق أياماً".

فيما يتعلق بنية إسرائيل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين "أكثر أهميةً"، وحتى "مخربين" أياديهم ملطخة بالدماء، في مقابل إطلاق مجموعة جديدة من المخطوفين، أجاب المصدر السياسي أن هذا ممكن.

حالياً، ترى إسرائيل أن هناك إصراراً أميركياً على التوصل إلى صفقة أسرى جديدة. لكنها تعتقد أن المفاوضات هذه المرة ستكون أكثر تعقيداً من المرة الماضية، ولأن هدف "حماس" الحصول على فترات طويلة من وقف إطلاق النار، وإسرائيل ليست مستعدة لإعطائها ذلك، بل ستظل تعمل وفق مبدأ إطلاق مخطوفين لقاء أيام من الهدنة، لا أكثر.

والتقدير في إسرائيل أن توقيت نشر فيديو المخطوفين الأخير لـ"حماس" واختيارها هذه المجموعة من المخطوفين الكبار في السن، يشير إلى رغبتها في الانتقال إلى مجموعات جديدة. وفي الواقع، قبل انهيار المفاوضات، كانت "حماس" اقترحت إطلاق سراح كبار في السن، لكن إسرائيل رفضت ذلك.