السنوار هو العقبة في وجه صفقة التبادل. وهكذا تحاول إسرائيل تغيير موقفه
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • على مدار الأيام الماضية، غيّرت إسرائيل في سياساتها تجاه قضية المختطفين، وبدأت بأخذ زمام المبادرة، بدلاً من انتظار الاستماع إلى مطالب "حماس"، أو الاستماع إلى البنود العريضة التي يقترحها القطريون والمصريون. إلا إن المبادرة الإسرائيلية تُقابَل بموقف متشدد من قيادة "حماس" في غزة، بقيادة يحيى السنوار والجهاد الإسلامي. إذ يطلب التنظيمان وقفاً تاماً ودائماً لإطلاق النار، بمعنى وقف الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخطوط التي يتم الاتفاق عليها، وبعدها فقط، يمكن الشروع في مفاوضات بشأن صفقة شاملة، عبر مرحلة واحدة، يتم في إطارها إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في مقابل إعادة جميع المختطفين.
  • هذا المطلب لا يكاد حتى يقترب من العرض المبدئي الذي تقترحه إسرائيل، والذي يتضمن وقفاً لإطلاق النار مدة أسبوع، وربما أكثر قليلاً، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين  من السجون الإسرائيلية، بما في ذلك مَن تم اتهامهم بالمشاركة في قتل يهود، وهذا ما يشكل تجاوزاً للسقف الذي وصلت إليه الصفقة السابقة [صفقة شاليط، التي كان الإسرائيليون فيها أكثر تشدداً فيما يتعلق بهوية الأسرى المحررين، والتهم الموجهة إليهم، وظروف ما بعد إطلاق سراحهم، بالإبعاد، أو تحويل أحكامهم إلى أحكام مع وقف التنفيذ]. يهدف هذا العرض الإسرائيلي السخي إلى إثبات أن الحكومة والكابينيت وضعا مسألة الأسرى على رأس جدول أعمالهما، أمام عائلات المختطفين، حتى على حساب خطوة تفكيك "حماس"، التي يتم تحقيقها حتى الآن بوتيرة مُرضية، لكن لم يتم استكمالها بعد (تمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة على 60 في المئة فقط من أراضي القطاع، وقد ظل أمامه عمل كثير، فوق الأرض وتحتها)
  • بينما يبدو أن يحيى السنوار وشقيقه محمد، يفرضان على القيادة السياسية لحركة "حماس" في الدوحة طريقة عمل الحركة، مقتنعان، حتى الآن، أن في إمكانهما وقف الجيش الإسرائيلي بواسطة الضغط الدولي، وبناءً عليه، فإن مطلب الوقف التام لإطلاق النار كشرط لتحقيق الصفقة، هو شرط يطرحه أيضاً أعضاء القيادة السياسية لـ"حماس"، إسماعيل هنية، وخالد مشعل، وموسى أبو مرزوق، وآخرون، وصلوا إلى القاهرة مع أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، للنقاش في مسألة المفاوضات. تفترض إسرائيل أن تصفية السنوار، في حال تحقّق الأمر، سيُنهي العائق الذي وضعته قيادة "حماس" في القطاع أمام المفاوضات.
  • أما فيما يتعلق بالمختطفين، فإن إسرائيل تنسّق بصورة تامة مع الولايات المتحدة التي تدعم أيضاً خطة الحرب التي عرضها مسؤولو المؤسسة الأمنية وكابينيت الحرب أمام كلٍّ من المستشار الأميركي لشؤون الأمن القومي، ووزير الدفاع، ورئيس القوات المشتركة، الذين زاروا البلد. ويفيد هذا المخطط بأن الجيش الإسرائيلي سينتقل عمّا قريب إلى المرحلة الثالثة التي ستخاض الحرب في إطارها بوتائر مختلفة في مواقع مختلفة من القطاع. ففي شمال القطاع، ستخاض حرب بشدة منخفضة، وبناءً على أوامر وزير الدفاع يوآف غالانت، فإن الجيش سيصب جهوده على مسائل هدم وتحييد مدينة الأنفاق التي أنشأتها "حماس".
  • في المقابل، سيتواصل القتال في وسط القطاع بكثافة عالية، لكن بطرق أُخرى، وسيكون مركّزاً بصورة أساسية، ومستنداً إلى المعلومات الاستخباراتية، بهدف القضاء على القيادة الغزية والعثور على المختطفين. سيتم استخدام سلاح الجو في هذه المنطقة، لكن بدقة أكثر في تحديد الأهداف، لأسباب، من ضمنها طبيعة عمل الوحدات الإسرائيلية على الأرض التي لا تتطلب سحقاً للمواقع، استعداداً للاشتباك فيها، إلى جانب وجود كثير من اللاجئين في وسط وجنوب القطاع.
  • وتأمل إسرائيل بأن يؤدي استمرار الجهد الحربي في منطقة خان يونس، وسط القطاع، إلى دفع السنوار إلى الاعتراف بأنه عاجز عن فرض وقف القتال، لعدة أسباب، بينها أنه سيرى أن الموقف الأميركي داعم تماماً لإسرائيل وأهدافها العسكرية، وعندها، سيُظهر استعداده للتفاوض بصورة أُخرى.
  • هناك وسيلة ضغط أُخرى تأمل إسرائيل بأن تكون فعالة، وتتمثل في الضغط القطري والمصري على "حماس". هكذا يعمل تسلسُل الضغط الذي تتّبعه إسرائيل: إذ إنها تمارس ضغطاً على الولايات المتحدة، لتضغط بدورها على قطر ومصر، ولكي يقوم البلدان بدورهما بممارسة الضغط على قيادة "حماس" السياسية، وصولاً إلى ممارسة القيادة السياسية الضغط على قيادة غزة، أي على السنوار. وتأمل إسرائيل بأن يؤدي الأمر، بالتوازي مع الضغط العسكري الذي تمارسه في خان يونس، وتشديد حلقة الحصار على قيادة "حماس" هناك، إلى تغيير في موقف "حماس".
  • إذا حدث هذا، فإنه لن يجري إلّا بعد أسبوع أو أسبوعين، في أقل تقدير. العلامة الوحيدة المشجعة بهذا الشأن تتمثل في ظهور خلاف، على ما يبدو، بين قيادة "حماس" السياسية التي وصلت إلى مصر، وبين السنوار. وقد تم التلميح إلى هذا الشقاق يوم الأربعاء في مقابلة أجرتها وسيلة إعلامية أميركية مع حسام بدران، أحد القادة السياسيين لحركة حماس. لكن علينا أن نعلم بأننا، حتى الآن، أمام طريق مسدود فيما يتعلق بالصفقة. والأمر الوحيد المشجع هنا، هو أن القتال يتقدم بصورة جيدة في جميع القطاعات، وبحسب المخطط، بل إنه يحقق أهدافه قبل مواعيده المحددة.
 

المزيد ضمن العدد