واصل حزب الله، أمس (الخميس)، إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه مناطق الجليل الأعلى والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية للحدود، بينما قصف الجيش الإسرائيلي العديد من المواقع في الجنوب اللبناني.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ أمس سلسلة غارات على أطراف بلدات في الجنوب اللبناني، بينها يارون ومارون الراس وعيترون وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، بالإضافة إلى قصف مدفعي استهدف مواقع هناك.
وأفاد الدفاع المدني في الجنوب اللبناني أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل امرأة وإصابة زوجها بجروح في مارون الراس.
في المقابل، قال حزب الله في بيان صادر عنه إنه استهدف أمس بصواريخ الكاتيوشا وصواريخ حارقة ومسيّرات انقضاضية مواقع عسكرية ومستوطنات شمال إسرائيل، رداً على استهداف منازل ومدنيين في الجنوب اللبناني. وأكد أنه أوقع عدداً من الإصابات، بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية. وجدد البيان تأكيد الحزب أنه لن يتهاون إطلاقاً بالمسّ بالمدنيين، ولن يسمح باستباحة قرى الجنوب اللبناني وبلداته، وسيردّ على ذلك بضرب المستوطنات في الأراضي الإسرائيلية.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي قام بجولة تفقدية في منطقة الحدود الشمالية مع لبنان أول أمس (الأربعاء)، قال خلالها إن إسرائيل لن تعود إلى الوضع السابق على الحدود، وستضمن وضعاً آخر أكثر أماناً لسكان البلدات الحدودية. وأكد هليفي أنه سيكون هناك كثير مما يمكن إنجازه هنا في العام المقبل.
وحذّرت إسرائيل كثيراً من أنه إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من دفع قوات حزب الله بعيداً عن حدودها من خلال الوسائل الدبلوماسية، فستقوم هي باتخاذ إجراءات. وفي الأيام الأخيرة، سعى مسؤولون من الولايات المتحدة وفرنسا، زاروا المنطقة، لتجنُّب التصعيد على الجبهة اللبنانية.
وقالت إسرائيل أنها لن تقبل بعد الآن وجود حزب الله على طول حدودها الشمالية، بعد هجوم "حماس" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي اقتحم خلاله آلاف المسلحين الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة، وقتلوا نحو 1200 شخص، وخطفوا 240 آخرين. ومنذ ذلك الهجوم، وما تلاه من إعلان الحرب على غزة، تقوم قوات حزب الله بمهاجمة البلدات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود بشكل شبه يومي، ويؤكد الحزب أنه يفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب هناك.