حسناً بيبي؛ فهمنا ما ترفضه إذاً ماذا تقبل؟
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
- لمن لا يعرف قصة الأطفال التي كتبها إسحاق أفنون عن الدب الصغير لالا- فالمضمون واضح من العنوان. كان يا ما كان، دب صغير اعتاد أن يقول "لا". كان يقول لا، رداً على كل ما قالوا، أو اقترحوا، أو طلبوا. لذلك، ألقى عليه ملاك تعويذة منعت جميع الكلمات باستثناء كلمة واحدة: لا. وهو ما أدى إلى الإحباط والصعوبة في التواصل مع المحيط، وفي نهاية المطاف، الانعزال. وكما هو متوقع في الأساطير ذات النهاية السعيدة، تخلص الدب الصغير من التعويذة، وكل شيء عاد إلى مكانه بسلام. حالياً، يتزعم دولة إسرائيل دب صغير خاص بها، تحول منذ وقت طويل إلى دب كبير، أخرق، ومتعب، قال في الأسابيع الأخيرة: "لن أسمح باستبدال حماستان بفتحستان"؛ أيضاً "لن يكون هناك دولة فلسطينية"؛ "لن نمنح غزة لقوى خارجية"؛ "لن نخضع للضغط الدولي، وضمنه ضغط الولايات المتحدة". قال لا، ولا، ولا.
- القضايا التي يتم الحديث عنها معقدة، لا توجد معادلات سحرية، ويمكن القول إنه توجد إشكاليات في كلٍّ من السيناريوهات التي رفضها. هناك ثمن لكل طريق يتم اختيارها. لكن، هل يمكن لمن قال إنه يتحمل المسؤولية عن المستقبل، أن يقول لنا ما هو الشيء المقبول لديه؟ إن لم يكن هناك أمل، على الأقل، امنحنا خطة؟
- من المبالَغ فيه الكتابة هنا أننا نعيش في فترة صعبة جداً. التخوف الدائم من "سُمح بالنشر" وقصص المذابح التي تُنشر، ولا تزال تتوالى، بشأن الخطف والقتل، وصور الهدم، والمقابلات مع الذين تم إجلاؤهم عن منازلهم ويعيشون في حالة إحباط، كذلك الإسقاطات المتوقعة على الأعمال، وعلى الاقتصاد عموماً - هذا كله يدفع إلى الإحباط. لكن ماذا بعد "سننتصر معاً" (من دون أن نناقش ما المقصود في "ننتصر"، ومَن هم "معاً")؟ وهل ستثمر جهود الحفاظ على الائتلاف؟ وما هي الرؤية التي سنسير في ضوئها؟ ربما ليس على الفور، بينما لا نزال نواجه تحديات لا يمكن تصوُّرها، لكن بعد 10 أعوام، أو بعد 25 عاماً؟ ما هي خطته بشأن إسرائيل في عامها الـ100، وكيف ستبدو؟ ما هو الهدف؟ وإلى أين نتّجه؟
- اتضح يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، أن اتفاقيات أبراهام والخطط المستقبلية من الروحية نفسها، لن تخفي ساحتنا الخلفية. إذا لم تنشأ هناك دولة فلسطينية، فماذا سيحدث؟ تسريع الاستيطان؟ وما هو ردّ الفلسطينيين أنفسهم على ذلك؟ وكيف ستكون الإسقاطات في الساحة الدولية؟ وبعد أن قال لنا مَن الذي لن يحكم غزة، إذاً مَن الذي يمكن أن يحكمها؟ إسرائيل؟ وإذا كان الأمر كذلك، فماذا يعني ذلك؟
- أما بشأن القضايا الداخلية، فنُشر مؤخراً خبر نية زيادة سنوات الخدمة في جيش الاحتياط للسماح للجيش بالقيام بمهماته. وفي المقابل، وبعد مطالبات من الأحزاب الحريدية، تم إقرار إلغاء الضريبة على السكر (وهو موجود في 85 دولة، ومساهمته في الصحة مثبتة). إذاً، فعلى الرغم من الأزمة الحادة التي تعيشها إسرائيل، من غير المتوقع أن يكون هناك أي تغيير في مجال الاستجابة لمطالب الطائفة الحريدية الآخذة بالازدياد، وبالتالي زيادة العبء على ما تبقى من المجتمع، والذي من المتوقع أن يزداد أيضاً. واستناداً إلى ما ورد سابقاً هنا، من المهم فهم ما إذا كان لدى الحكومة أي أهداف بعيدة المدى تتعدى الشعارات العامة التي لن يعارضها أحد، كالسلام والأمن والرفاهية والأخوة.
- على مَن يعتقد أن الوقت غير ملائم، أن يعلم بأن - هذا هو الوقت الملائم. السياسيون الذين يحددون مصيرنا ومستقبلنا، منشغلون طوال الوقت بالسياسة. يقومون بصفقات، ويجرون استطلاعات للرأي، ويبحثون عن عناوين، ويتجهون نحو الانتخابات المقبلة. القول إن "هذا ليس الوقت الملائم"، معناه منحهم الحرية بشأن كل ما يريدونه. مَن يثق بالحكومة ورئيسها، مدعو إلى مباركة كل ما تقوم به. أما مَن لا يثق بهما - والاستطلاعات تثبت أننا الأغلبية العظمى الآخذة بالازدياد أكثر - عليه أن يطالب بإجابات.
- مَن نحن، على سبيل المثال؟ الشابة التي هاجرت من أستراليا، وتزوجت من مهاجر من فرنسا، وأنجبت 3 أولاد، وهم جميعاً في غزة. وفي الليالي الطويلة، من دون نوم، تريد أن تعرف ما هو مستقبلهم. أو مَن يود استثمار جميع أموال التعويضات في مبادرة سياحية، ويريد أن يعرف ما هو المستقبل الذي تذهب إليه الدولة. وماذا سنقول للشاب الذي يخطط للذهاب لاستكمال تعليمه الجامعي في الخارج؟ عندما ينهي التعليم، إلى أي إسرائيل سيعود، إذا عاد أصلاً؟ لسنا بحاجة إلى تفاصيل، بل إلى التوجه العام. نحن نعرف ما هو الشيء الذي لن يحدث. لكن ما الذي سيحدث؟ من فضلكم، قولوا لنا، ما هو؟
الكلمات المفتاحية