إسرائيل قد تفقد السيطرة وتحوّل غزة إلى الصومال
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • في هذه المرحلة من القتال، لم نصل بعد إلى اليوم التالي للحرب على غزة. و"اليوم التالي" ليس مصطلحاً يحدد زمناً، أو وقتاً معيناً، بل يجب أن يُستخدم ضمن إطار رؤيا مستقبلية، تحدد واقعاً مختلفاً تماماً في غزة، وعلى حدودنا الجنوبية، وأيضاً الشمالية. هذا إلى جانب الواقع الجيو-سياسي الجديد والمختلف في الشرق الأوسط كله.
  • ومع صعوبة الأمر، وعلى الرغم من أننا ما زلنا بعيدين عن نهاية الحرب في غزة، فإن الرئيس جو بايدن ينتظر أن يجري الآن وضع البنى التحتية السياسية التي تمنح غزة فرصة التحول إلى سنغافورة. وفي نظر الأميركيين، سيكون هذا الأمر هو الرافعة التي ستنعكس على الشرق الأوسط بأسره، وتكبح مخاطر إيران ومَن يدور في فلكها. لهذا الغرض، المطلوب تعاوُن إقليمي كثيف بقيادة الولايات المتحدة، من غير الواضح مدى حظوظ نجاحه، ومع ذلك، يجب تجربته.
  • من دون هذا التعاون، فإن التوجه في غزة هو نحو فقدان السيطرة والحوكمة بصورة خطرة شبيهة بما حدث في الصومال، وسيكون لذلك تداعيات مباشرة علينا، وعلى المنطقة كلها. إن التأييد الأميركي الكبير لإسرائيل سيستمر لأنه يشكل مصلحة أميركية حيوية، لكن هناك خيبة أمل متزايدة في واشنطن إزاء قصر النظر السياسي الإسرائيلي ورفض الحكومة إجراء نقاش سياسي عميق  في "اليوم التالي".
  • يقف بايدن بشجاعة في وجه ثلاثة أنواع من الضغوط: سياسية داخلية- حزبية ودولية، وخصوصاً من الدول العربية التي تضغط من جانب جزء من الهيئات المهنية في داخل إدارته. مع ذلك، كونه رئيساً مخضرماً وصاحب تجربة بسبب سنّه، فهو يُعتبر من أهم الخبراء في الشؤون الخارجية، ويفهم أن الزعامة الحقيقية هي أكبر بكثير من اتخاذ هذا الموقف، أو ذاك. من هنا، فإن دعمه سيستمر، على الرغم من مواقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الصدامية وقصر نظره.
  • نحن لا نقدم خدمة للأميركيين بالتخطيط لليوم التالي، بل نفعل ذلك من أجل أنفسنا فقط. وعندما يدعو بايدن، الذي أثبت أنه صهيوني حقيقي، إلى تغيير في الحكومة في القدس، فإنه لا يفكر فقط  في مصلحته ومصلحة الولايات المتحدة، بل يفكر  في مصلحة إسرائيل ومستقبلها.