الجيش الإسرائيلي قلِق- من دون تحرُّك سياسي، ستتآكل الإنجازات. التقديرات تشير إلى أنه سيكون من الصعب جذب السنوار إلى صفقة
تاريخ المقال
المصدر
- هذا هو اليوم الخامس والثمانين من الحرب، والجيش منزعج لأن دوائر صُنع القرار لم تقُم بعد، بتعريف أهداف استمرار القتال. وبحسب مصادر عسكرية، فإن الإنجازات الميدانية ستتآكل بمرور الزمن، من دون وجود تحرُّك سياسي. يجب ترسيم أهداف جديدة للحرب، وهذا ليس مقصوراً فحسب، على "اليوم التالي" فيما يتعلق بغزة والتصعيد على الحدود الشمالية.
- لقد تحققت، عسكرياً، حتى الآن، إنجازات حقيقية: إذ تم القضاء على أغلبية الأنفاق الاستراتيجية في شمال القطاع، كما قُتل 8500 "مخرباً" في غزة منذ بدء الحرب. في هذه المرحلة، تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بتركيز جهدها الحربي في خان يونس بطريقة فريدة، فوق الأرض وتحتها، بهدف الوصول إلى قائد "حماس" في غزة، يحيى السنوار، وسائر قادة التنظيم. يمكن الافتراض أن الجيش سيبقى في خان يونس، المعروفة بأنها مركز لحركة "حماس"، إلى أن تتم تصفية قيادة التنظيم في غزة.
- إلى ذلك، تشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه سيكون من الصعب دفع السنوار إلى الموافقة على خطوط عريضة لصفقة إطلاق مخطوفين جديدة، منذ انهيار وقف إطلاق النار. هذه التقديرات تعود، من ضمن أمور أُخرى، إلى أن السنوار يفترض، على ما يبدو، أن إسرائيل ستبدأ بالانسحاب من أراضي القطاع خلال أسابيع قليلة، وهذا ما يدعوه إلى التصلب في مواقفه. بعد أن رفضت "حماس" المقترح المصري، قال مصدر في "حماس" إن جميع الفصائل الفلسطينية تُجري مشاورات بشأن تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وبحسب مصدر عربي، فإن السلطة الفلسطينية رفضت المقترح المصري بشأن إقامة حكومة تكنوقراط، في حين صرّح مصدر فلسطيني لأخبار 12 بأن "حماس هي التي ستصادق على هوية مَن يرثها في غزة، بشرط وجود تسوية إقليمية".
- لم يدخل إلى قطاع غزة أي وقود منذ أكثر من أسبوع، بسبب المصاعب التي تواجهها المنظمات الدولية في نقل الوقود داخل القطاع. لا ينظر الجيش الإسرائيلي إلى الأمر على أنه عائق، ويُحتمل أن يحاول إطالة أمد تلك المصاعب على مدار عدة أيام إضافية، في إطار ممارسة الضغط على "حماس". ومع ذلك، فهناك من يقول إن المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر، لأنها تضمن استمرار الموافقة الأميركية على نشاط الجيش في غزة.
- ونشرت وسائل إعلام فلسطينية أخباراً عن ارتفاع ملموس في الاحتكاك، على مدار اليوم الماضي، بين قوات الجيش وناشطي "حماس" في القطاع، الذين يحاولون ملاحقة القوات الإسرائيلية بالضربات، والوصول إلى مواقع قريبة منها. وفي موازاة ذلك، تحاول "حماس" توثيق كل ما يحدث، وهكذا، فإن كثيراً من مقاطع الفيديو يصدر من القطاع، وتحاول إظهار الخسائر الإسرائيلية، بقدر الإمكان.
- أما بشأن الأوضاع في جنوب القطاع، فلا تزال صعبة: إذ يعتمد الآلاف من سكان غزة على الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية، بهدف الحصول على غذاء من المصادر الشحيحة الموجودة. إن أغلبية المساعدات، التي مصدرها التبرعات، وصلت إلى القطاع، ثم تم نهبها، أو قامت "حماس" ببيعها. هناك عدد كبير من السكان لا يوجد مكان يعودون إليه في "اليوم التالي للحرب"، إذ إن 70% من مساحة القطاع مدمرة بالكامل.
- حالياً، تقاتل إسرائيل في أصعب ميدان معارك في العالم. يقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير الأنفاق وتحقيق الإنجازات التي مكّنت، حتى اللحظة، من القضاء على نحو ثلث قدرات "حماس"، لكن إسرائيل، بحسب التصور الفلسطيني، لم تحقق بعد أي إنجاز ذي قيمة، في ضوء مقاطع الفيديو التي تنشرها "حماس" بشأن خسائر الجيش الإسرائيلي. من وجهة النظر الفلسطينية، ما دام الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من القضاء على القيادة العليا للحركة، والتي تشمل السنوار، ومحمد الضيف، رئيس الذراع العسكرية لـ"حماس"، ونائبه مروان عيسى، وغيرهم، فلن يحقق الجيش الإسرائيلي إنجازات حقيقية.