تقرير: نتنياهو عقد مؤتمراً صحافياً بمفرده، بعد رفض غالانت وغانتس المشاركة فيه، أكد خلاله أن الحرب على غزة ستستمر شهوراً طويلة حتى تحقيق أهدافها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس (السبت) مؤتمراً صحافياً بمفرده، وذلك بعد أن رفض كلٌّ من وزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير في "كابينيت الحرب" بني غانتس [رئيس تحالُف "المعسكر الرسمي"]، دعوته إلى المشاركة في مؤتمر صحافي مشترك.

وقال نتنياهو في مؤتمره الصحافي هذا إن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ستستمر شهوراً طويلة، وذلك حتى تحقيق أهدافها المتمثلة أساساً في القضاء على حركة "حماس" وإطلاق سراح جميع المخطوفين، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي حقّق نجاحات كبيرة، حتى الآن، لكنه في الوقت عينه، أكد أن هناك أثماناً مؤلمة أيضاً. كما أشار إلى أن هناك ضغوطاً دولية من أجل وقف الحرب، لكنه يرفضها جميعها. وأوضح أنه سيضمن ألّا تكون غزة مشكلة، أو أن تسبب مشكلة أمنية، أو تهديداً لإسرائيل فيما بعد.

وتطرّق نتنياهو إلى منطقة الحدود الشمالية [مع لبنان] فقال: "إذا قام حزب الله بتوسيع الحرب، فسيتلقى ضربات لم يتلقّها من ذي قبل، وكذلك إيران. وسنعمل بكل الطرق من أجل استعادة الأمن لسكان الشمال". وبشأن إيران، قال: "إن إيران تقود هجمات ضدنا في الجبهات الأُخرى، ونحن نعمل ضدها طوال الوقت، وبكل الطرق، وفي كل مكان، وهدفنا لا يزال نفسه، وهو القيام بكل شيء من أجل منعها من الحصول على سلاح نووي".

وبشأن صفقة تبادُل أسرى محتملة مع "حماس"، قال نتنياهو إن هناك تحوّلاً معيناً، لكنه لم يفصح عنه، تجنبّاً لإثارة أي توقعات في هذا الوقت.

وردّاً على سؤال، قال نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تسيطر على منطقة محور فيلادلفي الحدودي [محور صلاح الدين] بين قطاع غزة ومصر، وشدّد على أنه لن يقبل أي ترتيب غير هذا، علماً بأن هذا المحور هو عبارة عن شريط حدودي بطول 14 كيلومتراً بين القطاع ومصر.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نفى الأسبوع الفائت وجود أي نيّة لدى الجيش الإسرائيلي لاحتلال رفح أو محور فيلادلفي المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة.

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 14 عن غالانت قوله إنه لا نية لاحتلال محور فيلادلفي مطلقاً في هذه المرحلة، كما أشار إلى أن هناك مباحثات تجري مع القاهرة لإقامة جدار حدودي متطوّر، يشمل وسائل تكنولوجية، ويفصل قطاع غزة عن الأراضي المصرية.

تجدر الإشارة إلى أن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية وجّه أمس دعوة إلى غالانت وغانتس من أجل المشاركة في المؤتمر الصحافي مع نتنياهو، إلا أنهما رفضا ذلك، حسبما أوردت قناة التلفزة الإسرائيلية 12.

وقالت القناة نفسها إن غانتس وغالانت رفضا المشاركة في المؤتمر الصحافي من دون أي تنسيق بينهما، ورجّحت أن يكون سبب هذا الرفض عائداً إلى موضوع "اليوم التالي" للحرب في غزة، وغضب الوزيرين من نتنياهو، على خلفية عدم مناقشة ذلك حتى الآن في "كابينيت الحرب". كما رجّحت أن يكون هناك سبب آخر لعدم مشاركتهما، يعود إلى رفضهما تصريحات نتنياهو السياسية، على غرار ما حدث في المؤتمرات الصحافية المشتركة الأخيرة.

وقال مقربون من غانتس لقناة التلفزة، إنه لطالما كان رئيس تحالُف "المعسكر الرسمي" أول مَن يبادر ويشارك في تصريحات مشتركة بشأن الحرب في غزة، لكن في هذا المساء، لا يرى أن هناك سبباً وجيهاً، أو حدثاً كبيراً يتطلب ذلك.

من ناحية أُخرى، شارك آلاف الإسرائيليين مساء أمس في تظاهرة أقيمت في تل أبيب للمطالبة بإطاحة نتنياهو من رئاسة الحكومة. كما نُظمت تظاهرة أُخرى لعائلات الأسرى والمخطوفين الإسرائيليين، طالبت بعقد صفقة فورية لتبادل الأسرى.

يُذكر أن نتنياهو تراجع في آخر لحظة عن مناقشة مسألة "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، والمستمرة منذ 85 يوماً، في جلسة كان من المقرّر أن يعقدها "كابينيت الحرب" يوم الخميس الماضي، وقرر طرح الموضوع للمناقشة في الكابينيت الموسع [المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية- الأمنية]، وذلك في ظل ضغوط مارسها عليه شركاؤه في معسكر اليمين، الشريك في الائتلاف الحكومي. وأشارت مصادر مقربة من رئيس الحكومة في وقت سابق إلى أن الحكومة شهدت أزمة سياسية قصيرة، على خلفية معارضة شركاء نتنياهو من حزبَي "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" قراره طرح المناقشات بشأن التصورات الإسرائيلية المتعلقة بمستقبل قطاع غزة، في إطار مداولات "كابينيت الحرب" المقلص الذي يشارك فيه الليكود وتحالُف "المعسكر الرسمي" برئاسة بني غانتس، وليس ضمن مداولات الكابينيت الموسّع.