مسؤولون عسكريون كبار يقترحون إعلان وقف إطلاق نار في الشمال لمدة 48 ساعة، وإذا جرى خرقه، فيهاجمون الجنوب اللبناني بعنف
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • عمليتان ناجحتان نُسبتا إلى إسرائيل يوم السبت. الأولى في سورية والثانية في لبنان. لقد دلّتا على مستوى استخباراتي تكتيكي غير مسبوق، ويشكل تذكيراً مؤلماً بالإخفاق الاستخباراتي في الجنوب في 7 تشرين الأول/أكتوبر. ومع ذلك، فإن هذين الهجومين لن يغيّرا الوضع جذرياً في مواجهة حزب الله، وهو يؤكد، إلى حد ما، الحاجة إلى التغيير.
  • في ساعات الصباح، تكبدت إيران، التي تخوض معركة ضد إسرائيل عن بُعد، ثمناً باهظاً. لقد اغتيل خمسة من "المستشارين العسكريين الكبار" في هجوم على مبنى سكني في حي المزّة في دمشق، كان يجتمع فيه هؤلاء المسؤولون الكبار. ووفقاً للتقارير، من بين القتلى رئيس وحدة الاستخبارات في فيلق القدس في سورية، ومساعده وعضوان آخران من  الفيلق.
  • والمقصود ضربة أُخرى للإيرانيين بعد اغتيال رضي الموسوي قبل شهر، وهو أحد المستشارين المخضرمين للحرس الثوري في سورية. وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت أمس أن طهران تحتفظ بحقها في الرد على الاغتيالات في المكان والزمان المناسبَين. وهدد الرئيس رئيسي: "لن نترك هذه الجريمة الإسرائيلية من دون رد".
  • في يوم الجمعة، نشرتُ مقالاً تحدثت  فيه عن  جولة قمت بها على الحدود، تأكدت فيها، نظرياً وعملياً، من أن هناك حزاماً أمنياً جديداً في الشمال، مؤلفاً من المستوطنات والكيبوتسات المهجورة كلها في الأراضي الإسرائيلية. ويمكن الاستنتاج من الردود التي حصلت عليها أنه مع الأسف، إسرائيل غير مستعدة لدفع الثمن الباهظ لحرب في الشمال، هدفها إنقاذ هذه المستوطنات والكيبوتسات والموشافيم.
  • الضباط الرفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي يريدون تغيير الوضع. في رأيهم، أن الأمر حسمه الهجوم القاسي الذي تعرضت له  كفار يوفال، والذي قُتل فيه باراك إيالون ووالدته ميرة، بعد إصابة منزلهما بصاروخ كورنيت. يقول هؤلاء الضباط "إن المطلوب معادلة جديدة في مواجهة حزب الله"؛ في بداية الحرب في غزة، وعندما كانت الأنظار تتوجه إلى الشمال، خوفاً من فتح جبهة ثانية، انتهج الجيش الإسرائيلي سياسة "الرد على النار بالنار"،  من خلال الرد على كل محاولة خرق للهدوء من الجانب الثاني من الحدود. في الأسابيع الأخيرة، تغيرت السياسة، وكل يوم، يشن الجيش موجة هجمات على أهداف عسكرية تابعة لحزب الله، من دون انتظار إطلاق النار من الجهة الأُخرى من الحدود.
  • في رأي هؤلاء الضباط الكبار، إن الطريق إلى خلق معادلة جديدة هي من خلال إعلان بسيط من الجيش الإسرائيلي، يعلن فيه وقف إطلاق النار مدة 48 ساعة، لكن يجب أن يترافق ذلك مع توضيح بأن أي قذيفة تسقط في أراضينا، وخصوصاً إذا كانت موجهة إلى هدف مدني، فإنها ستؤدي إلى عنف يمكن أن يدمر الجنوب اللبناني، بما في ذلك قصف منازل مشتبه فيهم في القرى الشيعية بالقرب من الحدود، الأمر الذي حرص الجيش على عدم القيام به حتى الآن. الهدوء يُرد عليه بالهدوء. لكن أي إطلاق للنار، سيُرد عليه بنار أكبر كثيراً.
  • وأوضح أحد الضباط الرفيعي المستوى أن المعادلة الحالية التي يسمح فيها حزب الله لنفسه بإطلاق النار مباشرةً على منازل في المنارة والمطلة ومستوطنات أُخرى، أمر خطِر ويجب تفكيكه. ويشاركه هذا الرأي عدد كبير من الضباط ممن يؤمنون بأنه يجب إيجاد واقع جديد بالقوة، لكنهم يدّعون أن ردات فعل قيادة المنطقة الشمالية تقيّدها قيادة الأركان العليا والمستوى السياسي اللذان يحاولان الامتناع، بقدر الإمكان، من إحداث أضرار جانبية وبيئية في لبنان، بعكس الوضع في غزة.
  • ووفقاً لهولاء الضباط، فإن إسرائيل لا تستغل كما يجب حقيقة أن لدى حزب الله الكثير مما يخسره جرّاء التصعيد في هذا الوقت بالذات. وفي رأيهم، يجب العمل بالتدريج، وبالتنسيق مع الأميركيين، كي لا تظهر إسرائيل كمحرّض على الحرب، وعملياً، منح فرصة لعودة الهدوء إلى الحدود بواسطة المبادرة إلى وقف إطلاق النار من جانبنا، وفي الوقت عينه، خلق شرعية لهجوم يعيد الهدوء إلى مستوطنات الشمال في نهاية الأمر.

"يجب تغيير المعادلة"

  • يقول أحد هؤلاء الضباط "لماذا ننتظر احتمال تسلُّل قوة الرضوان؟ لماذا نكثّف عديد قواتنا ونعدّ الكمائن؟ حزب الله هو الذي بادر إلى فتح هذه الجبهة، وهو الذي يجب أن يكون متأهباً لأننا لم ندخل إلى قراه في عيتا الشعب ومارون الراس. هذه المعادلة يجب أن تتغير".
  • بقي الآن تجنيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع لهذه المبادرة. وكان غالانت قام بجولة يوم الجمعة على قيادة المنطقة الشمالية، ويتضح مما قاله أنه مع الرأي القائل إن الهجمات الحالية ضد حزب الله ليست كافية.
  • لقد قال غالانت: "إن نتائج العمليات ضد حزب الله  جيدة، مقارنةً بالهدف الذي وضعناه لها. نحن نكبح محاولات التسلل ونحبطها، ونبعد حزب الله عن السياج، ونضربه ونُلحق الضرر به أيضاً في داخل القرى والمحميات الطبيعية، ونهاجم صواريخه المضادة للمدرعات، والتي يحاولون إطلاقها على إسرائيل. أنا لا أرغب في الحرب، ولا أريد وضعها كخيار أول، لذلك، نحن نحاول استنفاد الاحتمالات والاتفاقات. لكن إذا كنا مضطرين إلى استخدام القوة من أجل إعادة مواطنينا إلى منازلهم، فإننا سنستخدمها".