أفاد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس (السبت) بأن قادة كباراً في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن هدفَي إسرائيل المعلنَين من وراء الحرب التي تشنها ضد قطاع غزة، والمتمثلَين في تدمير حركة "حماس" وإطلاق المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين لديها، غير متوافقَين.
وأشار التقرير إلى أن الحديث يدور حول 4 قادة كبار تحدثت معهم الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
وردّاً على ذلك، قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش ليس على دراية بوجود مثل هذا التقييم للقادة، وأكد أن ذلك لا يعكس موقف الجيش. وأضاف أن إطلاق سراح المخطوفين هو أحد أهداف الحرب، وهو جهد رئيسي للقوات المقاتلة.
وقال القادة الأربعة الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية إن التحديات غير المتوقعة في التعامل مع حركة "حماس"، وتردُّد القادة الإسرائيليين في اتخاذ قرارات، جعلا من غير المرجح أن تتم استعادة 130 مخطوفاً إسرائيلياً تحتجزهم هذه الحركة، إلا من خلال الطرق الدبلوماسية.
كما أشار التقرير إلى أن الحرب لم تتقدم بالوتيرة المتوقعة عند بدايتها. وقال إنه استناداً إلى مراجعة تقييمات الجيش وخططه منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كان هناك توقُّع بأن تكون للجيش سيطرة عملياتية على مدن غزة وخانيونس ورفح بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، لكن في حين تم تحقيق هذا الهدف في مدينة غزة، فإن المعارك في خانيونس لا تزال مستمرة، ولم تبدأ القوات الإسرائيلية بأي عمليات جدية في رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع. علاوةً على ذلك، فوجئت إسرائيل بحجم شبكة أنفاق "حماس" التي تم تقييمها قبل اندلاع الحرب بأنها تبلغ نحو 160 كيلومتراً، لكن إسرائيل تعتقد الآن أنها تمتد إلى نحو 724 كيلومتراً.
وأعرب القادة الذين تحدثوا للصحيفة عن إحباطهم من رفض السياسيين صوغ أي خطط لقطاع غزة ما بعد الحرب.
وكان تقرير لقناة التلفزة الإسرائيلية 13 أشار الأسبوع الفائت إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي حذّر القادة الإسرائيليين من أن المكاسب التي تحققت خلال فترة أكثر من ثلاثة أشهر من القتال قد تتآكل بسبب عدم وجود خطة لإدارة ما بعد الحرب. كما حذّر هليفي من أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى العودة والعمل في مناطق أنهى فيها القتال.
كما وجّه الوزير في "كابينيت الحرب" غادي أيزنكوت ["المعسكر الرسمي"] انتقادات إلى إدارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للحرب الدائرة في غزة.
وقال أيزنكوت في مقابلة أجراها معه برنامج "عوفدا" في قناة التلفزة الإسرائيلية 12 يوم الخميس الماضي، إن الحديث عن نصر كامل على حركة "حماس" هو حديث غير واقعي.
وأضاف أيزنكوت، وهو رئيس سابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وفقد نجله وابن شقيقته في الحرب ضد قطاع غزة: "إن كل مَن يتحدث عن الهزيمة المطلقة، لا يقول الحقيقة. لهذا السبب، لا ينبغي لنا أن نروي حكايات خرافية. إن الوضع الفعلي في قطاع غزة هو أن أهداف الحرب لم تتحقق بعد، كما أن الحرب لا تحدث فعلاً، فهناك انتشار مخفّض للقوات وطريقة عمل مختلفة".
وكان وزير الدفاع يوآف غالانت أكد الأسبوع الماضي أن المرحلة المكثفة من الهجوم البري الإسرائيلي في شمال غزة انتهت، وستنتهي قريباً في منطقة خانيونس جنوب القطاع أيضاً، وحذّر من أن عدم اتخاذ قرار سياسي فيما يتعلق بمستقبل غزة قد يضرّ بتقدّم العملية العسكرية.