تقرير: رئيس "الشاباك" يطالب بإقامة لجنة تحقيق في الإخفاقات التي أدّت إلى حدوث هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بغية وضع حد لجميع الأكاذيب التي يروّجها أعضاء كنيست من الليكود
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أول أمس (الجمعة) إن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] رونين بار حثّ خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية ["الكابينيت"] يوم الخميس الماضي، على إقامة لجنة تحقيق رسمية على الفور لفحص الهجوم الذي قامت به حركة "حماس" في المستوطنات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والإخفاقات في إسرائيل التي مكنّت من حدوثه.

وأضافت قناة التلفزة أن بار شدّد على أن الجمهور الإسرائيلي العريض بحاجة ماسة إلى مثل هذا التحقيق، وكذلك جهاز "الشاباك". وأشار إلى أن من شأن ذلك أن يضع حداً لجميع الأكاذيب والمؤامرات، في إشارة إلى ادعاءات أن قدرة "حماس" على مباغتة إسرائيل بالدرجة التي فعلتها خلال الهجمات واجتياز جميع دفاعاتها كانت بسبب خيانة من داخل البلد. وقد تم نشر مثل هذه المزاعم من جانب عضو الكنيست المثيرة للجدل تالي غوتليف [الليكود] التي روّجت مؤخراً ما وُصف بأنه نظرية مؤامرة تسعى لربط المتظاهرين ضد التعديلات القضائية بالفظائع التي ارتكبتها "حماس". ونشرت غوتليف لقطة من مقال من موقع لليمين المتطرف، معروف بترويجه نظريات مؤامرة، زعم أن جهاز الموساد الإسرائيلي تلقى رسالة من الأميركيين، فحواها أنهم اعترضوا محادثات بين زوج الناشطة شيكما برسلر [إحدى قادة الاحتجاجات ضد "خطة إصلاح الجهاز القضائي" التي عملت الحكومة الإسرائيلية على الدفع قدماً بها قبل الحرب على غزة]، وهو من جهاز "الشاباك"، وزعيم حركة "حماس" في قطاع غزة يحيي السنوار قبل 4 أيام من هجوم هذه الحركة على منطقة "غلاف غزة" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ونفى كلٌّ من "الشاباك" والموساد مزاعم غوتليف بقوة، وقالوا إن لا أساس لها من الصحة.

وخلال اجتماع "الكابينيت" يوم الخميس الماضي، سألت وزيرة المواصلات ميري ريغف، من الليكود، عمّا إذا كان هناك أي حقيقة في الادعاءات التي روّجتها النائبة غوتليف. فردّ عليها بار غاضباً: "إنها مجرد كذبة. وما فعلته يتجاوز الخط الأحمر. إن إعلان هوية موظف في ’الشاباك’ هو منحدر زلق. أطلب منكم إدانة التصرف ومعالجته. هؤلاء هم مقاتلون ترسلونهم إلى المعركة".

وقالت قناة التلفزة 12 إن بار حصل على دعم من وزير المال بتسلئيل سموتريتش الذي قال: "نحن ممثلو جمهور، ويمكن مهاجمتنا. لكن لا يمكن مهاجمة قادة المؤسسة الأمنية في زمن الحرب".

وأوضحت القناة أن بار أرسل في وقت سابق من الأسبوع الفائت رسالة عاجلة إلى رئيس الكنيست والمستشارة القانونية للحكومة ومسؤولين كبار آخرين، انتقد فيها غوتليف لقيامها بنشر نظريات مؤامرة وادعاءات غريبة بشأن تصرفات مفترضة لموظف في "الشاباك"، وقال إن الاتهامات الباطلة عرّضت حياة وسلامة الموظف وعائلته للخطر.

كما نفى جهاز الموساد هذا الادعاء بقوة.

من جهتها، وجهت الناشطة برسلر، بواسطة محاميها، رسالة إلى غوتليف، طالبتها فيها بالتراجع عن نظرية المؤامرة الوهمية ضد مناهضي خطة الحكومة لإصلاح الجهاز القضائي، ودعتها إلى التنازل عن حصانتها البرلمانية، حتى يكون في الإمكان تقديم دعوى ضدها بتهمة التشهير.

يُذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو [رئيس الليكود] يقاوم، حتى الآن، الدعوات إلى إقامة لجنة تحقيق رسمية للنظر في الإخفاقات التي مكنّت من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو يؤكد أن التحقيقات ضرورية، لكن عليها الانتظار إلى ما بعد الحرب. ومن المتوقع أن يكون نتنياهو وسلوكه في التعامل مع حركة "حماس" على مدى الأعوام الطويلة التي أمضاها في رئاسة الحكومة محل اهتمام رئيسي من جانب أي لجنة تحقيق.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أثار رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي غضب وزراء الليكود وبقية الأحزاب اليمينية عندما أعلن تشكيل فريق خارجي للتحقيق في إخفاقات الجيش، وقال عدد من هؤلاء الوزراء إن مثل هذا التحقيق يمكن أن ينعكس سلباً عليهم أيضاً. وفي إثر ذلك، أعلن هليفي، يوم الخميس الماضي، تجميد هذا التحقيق.