تقرير: نائب مستشار الأمن القومي الأميركي: ليست لدي أي ثقة في الحكومة الإسرائيلية الحالية في كل ما يتعلق بنيّات إقامة دولة فلسطينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الليلة قبل الماضية أن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، أكد أنه ليست لديه أي ثقة في الحكومة الإسرائيلية الحالية في كل ما يتعلق بنيّات اتخاذ خطوات تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية.

وأفادت الصحيفة أنها نقلت تأكيد فاينر هذا عن تسجيل من لقاء جمعه بقادة عرب أميركيين في مدينة ديربورن في ولاية ميشيغن الأميركية، وذلك خلال قيامه، يوم الخميس الماضي، بزيارة إلى هذه المدينة التي تضم جالية عربية أميركية كبيرة. وزار فاينر المدينة برفقة مسؤولين آخرين في إدارة الرئيس جو بايدن، منهم السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، لدعم مساعي الرئيس للفوز بولاية ثانية في انتخابات 2024 أمام دائرة انتخابية تُعتبر حاسمة، لكنها غاضبة عليه بسبب دعمه لإسرائيل خلال حربها مع حركة "حماس" في قطاع غزة.

وتُعد ميشيغن ولاية حاسمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. ويشكّل العرب الأميركيون نحو 2% من سكان الولاية. وديربورن، التي تضم أعلى نسبة من السكان العرب الأميركيين في الولايات المتحدة لكل فرد، ممثَّلة في الكونغرس من جانب النائب رشيدة طليب، وهي أول أميركية فلسطينية تُنتخب لهذا المنصب، وكانت على رأس الداعين في الحزب الديمقراطي إلى وقف إطلاق النار.

ووفقاً للصحيفة، فقد تحدث فاينر إلى الحاضرين خلال الاجتماع بشأن جهود إدارة بايدن لإنهاء الحرب في غزة وبناء علاقات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، وهو ما قال إنه خطوة ضرورية نحو إقامة دولة فلسطينية، وستتطلب تنازلات من جميع الأطراف.

ونقلت الصحيفة عن فاينر قوله: "سيتعيّن علينا أن نفعل أشياء للسعودية لن تحظى بشعبية كبيرة في هذا البلد وفي الكونغرس. فهل ستكون إسرائيل مستعدة للقيام بالأمر الصعب المطلوب منها، وهو خطوات هادفة بالنسبة إلى الفلسطينيين فيما يتعلق بمسألة الدولتين؟ لا أعرف إذا كان الجواب على ذلك هو نعم. ليست لدي أي ثقة في الحكومة الإسرائيلية الحالية."

كما وصف فاينر بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يذكر أسماءهم بأنهم بغيضون، وقال إنه كان على الإدارة في واشنطن اتخاذ موقف أقوى ضد أولئك الذين شبهوا سكان قطاع غزة بالحيوانات.

وقال فاينر: "يتعين عليّ أن أقول إنه من منطلق رغبتنا في التركيز أكثر على حل المشكلة وعدم الانخراط في جدل خطابي مع أشخاص أعتقد أننا نعتبرهم، في كثير، من الحالات بغيضين إلى حد ما، فنحن لم نشر بصورة كافية إلى أننا نرفض تماماً هذا النوع من الآراء ولا نتفق معه."

كما أعرب فاينر عن أسفه إزاء أخطاء ارتكبتها إدارة بايدن في تعاملها مع الحرب، ولا سيما فيما يتعلق بما يُنظر إليه بأنه عدم اهتمام بشأن الخسائر في صفوف السكان المدنيين، إذ رفضت الإدارة دعم الدعوات إلى وقف إطلاق النار.

وقال فاينر: "إننا ندرك تماماً أننا ارتكبنا أخطاء في التعامل مع هذه الأزمة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتركنا انطباعاً ضاراًّ للغاية بسبب عدم قيام الرئيس والإدارة والبلد بإيلاء القيمة المطلوبة لحياة الفلسطينيين." وأعرب عن ندمه لأن خطاب بايدن بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب لم يأت على ذكر الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة، وقال: "لا يوجد ما يبرر ذلك، وما كان يجب أن يحدث، وأعتقد أنه لن يحدث مجدداً. لكننا نعلم أنه تسبب بكثير من الضرر."

ورفض فاينر طلب "نيويورك تايمز" التعليق على التقرير.

وقالت وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء في وقت لاحق إن مكتب الناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أكد صحة التصريحات التي وردت في التقرير، لكنه سعى للتقليل من أهميتها، قائلاً إن الرئيس وفاينر كانا يعلقان على المخاوف التي كانت لدى الولايات المتحدة منذ بعض الوقت وستتواصل مع استمرار الحرب الإسرائيلية بشأن الخسائر في أرواح الفلسطينيين والحاجة إلى الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين.