دائماً ما تبدأ الأمور بالمستوطنين
تاريخ المقال
المصدر
- لو قلت لكم قبل نصف عام إن حرباً كبيرة ستنشب في غزة، وبعد "مذبحة" ومئات الرهائن، وستقوم دول صديقة لنا، خلال الحرب، بفرض عقوبات ضد إسرائيليين، بعضهم جنود، وبعضهم أبناء عائلات ثكلى- كنتم ستقولون إنني مجنونة. لكن هذا هو الواقع الذي يحدث أمامنا: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا- وسيأتي مزيد من الدول - فرضوا عقوبات خلال الأيام الأخيرة ضد شخصيات من المستوطنين في الضفة الغربية، بسبب العنف ضد الفلسطينيين.
- عيلاي فدرمان هو مقاتل في وحدة الهندسة، أصيب في غزة، وبعد الشفاء، صمم على العودة إلى القتال. هذا الأسبوع، وخلال وجوده في قلب خان يونس لإعادة الرهائن وإبادة التنظيم "النازي" الذي نما على الحدود، تلقى خبراً بشأن عقوبات فرضتها عليه حكومة بريطانيا. عيلاي لم تتم إدانته باعتداءات على الفلسطينيين- وكل ذنبه أنه يسكن في مزرعة ميتاريم في جبل الخليل، وهي مزرعة تُعتبر هدفاً لاعتداءات "إرهابية" ينفّذها عرب المنطقة، ويرافقهم "فوضويون" من البلد والعالم.
- عيلاي والمستوطنون الذين فُرضت عليهم عقوبات ليسوا هم المسألة، إنهم فقط الحجة التي تُستعمل ضد دولة إسرائيل.
- "كالإرهاب" العربي، إن ملاحقة المستوطنين هي فقط البداية. الهدف هو الجنود والضباط، أفضل أبنائنا الذين يحاربون "الإرهاب" كل يوم، وتقوم جهات مختلفة بجمع أسمائهم وتمريرها إلى جهات خارجية. سلطات تنفيذ القانون الإسرائيلية أيضاً هي الهدف، وضمنها المحكمة العليا. قالوا لنا دائماً إن المحكمة قوية للدفاع عنا دولياً. وها نحن- النظرية تنهار. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدعوى القضائية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، لم تساعدنا المحكمة العليا.
- هذه الخطوة هي نتيجة حملة "عنف المستوطنين" الكاذبة التي تدور في الأعوام الماضية، وتقودها منظمات يسارية "متطرفة"، مثل "بتسيلم" و"ييش دين"، وأيضاً "لنكسر الصمت"، وأصدقاؤها الذين يحصلون على تمويل من أوروبا. وبالمناسبة، لن تجدوا قرشاً مخصصاً لرصد العنف الفلسطيني ضد اليهود. هذه الضريبة ندفعها لقاء الدعم الدولي (الآخذ بالتراجع) في الحرب في غزة. يخلقون نوعاً من أنواع المساواة "متطرفون من الطرفين"، ويضعون النخبة والمستوطنين في الخانة نفسها.
- هدف الحملة ليس عيلاي من جبل الخليل، إنما الإشارة إلى أن سلطات القانون في إسرائيل لا تعمل، ولذلك، على العالم التدخل وإنقاذ الفلسطينيين المساكين من المستوطنين، والدولة والجيش شريكان في هذا العنف. والنتيجة عقوبات ضد أشخاص، من منتخبي الجمهور، جنود، وأيضاً مؤسسات ورجال أعمال.
- الحديث هنا يدور حول خطوة سياسية مخططة ضد إسرائيل التي تقاتل في هذه الأيام من أجل حياتها في "غابة الشرق الأوسط". هذه الخطوة سياسية، الهدف منها إعادة إحياء حلم إقامة دولتين. هذا جزء من استراتيجيا واسعة لتفعيل الضغط ضد الجمهور الإسرائيلي. أمّا الهدف، فهو خنق الاستيطان في الضفة وإقامة دولة فلسطينية على حساب إسرائيل.
- أين الدولة؟ لم تكن موجودة هناك قط. وزارتا الخارجية والقضاء لم تحاولا قط التعامل بجدية مع هذه الحملة الكاذبة بشأن عنف المستوطنين. وكذلك الأمر بالنسبة إلى منتخبي الجمهور، الوزراء وأيضاً رؤساء الدولة. بعضهم استهتر بالتهديدات والتحذيرات، وبعضهم يتماهى مع الحملة. كل شيء كان على الطاولة، والمنح المالية لـ"بتسيلم" وأصدقائها يتم رصدها عبر مركز NGO Monitor، كما أن التحذيرات تتوالى منذ فترة طويلة.
- مَن الذي يلاحق المواطنين والجنود بشكل غير قانوني؟ مَن يمرر الأسماء والتفاصيل إلى الجهات الخارجية، وهل يحدث هذا بشكل قانوني؟ إنها أسئلة أساسية يجب أن تُسأل، ويجب تفعيل الجهات المعنية للدفاع عن الملاحَقين. هذا يحتاج إلى استجابة سياسية، وليس فقط مدنية، أمام التنظيمات، وأيضاً الدول. وليس من أجل عيلاي الذي يقاتل في خان يونس، إنما من أجل الدولة، إذا كانت تسعى للحياة.