دول تشجع على "الإرهاب"
تاريخ المقال
المصدر
- للأسف الشديد، نرى في الأيام الأخيرة الإدارة الأميركية تدفع قدُماً بخطة لإنهاء الحرب، وإقامة دولة فلسطينية. ولا حاجة إلى أن نشرح أنه بالنسبة إلينا في إسرائيل، فإن خطة كهذه هي جائزة لـ"الإرهاب"، وهي ستبقي "حماس" في السلطة، وتجلب إلينا أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر جديدة في المستقبل غير البعيد.
- وفي محاولة لمنع هذه الخطة الفظيعة أو كبحها، فقد أخذتُ على عاتقي مهمة الاجتماع بكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وعرضتُ عليهم المغزى الحقيقي لخطتهم، وقد عدتُ البارحة من زيارة طويلة للولايات المتحدة، التقيت خلالها عشرات أعضاء الكونغرس، والناطق بلسان البيت الأبيض، جون كيربي، ورئيس مجلس النواب، مايك جونسون.
- وكانت الرسائل التي نقلتُها إليهم هي التالية: لا لدولة فلسطينية، ولا وقف لإطلاق النار، ونعم لوقف تمويل الأونروا، ونعم لانتصار إسرائيلي واضح، والذي يشكّل مصلحة أميركية لا تقل أهمية عن المصلحة الإسرائيلية. وسرّني أنني اكتشفت أنه، على الرغم من سياسة الإدارة الأميركية هناك، فهناك اهتمام بهذه الرسائل من طرف كبار المسؤولين في الحزبَين، الديمقراطي والجمهوري، والذين يدركون أن هذه السياسة تشجع "الإرهاب"، وتقدّم حوافز إلى الإسلام الراديكالي في كل أنحاء العالم للعمل على تحقيق أهدافه بواسطة "الإرهاب"، بصورة تؤذي كثيراً المصالح الأميركية، وعملياً، تُبعد الاستقرار والسلام اللذَين ترغب في رؤيتهما.
- وأعتقد أنه على المدى الطويل، يتعين على إسرائيل أن تبني خطة استراتيجية تقلّص اعتمادها على دول أُخرى. وحتى ذلك الحين، فإن لهذه اللقاءات في الأشهر المقبلة قيمة كبيرة في نقل الرسائل المهمة إلى إسرائيل، وتأثيرها في الضغوط التي تأتي من الولايات المتحدة وسائر أصدقائنا في العالم.
- لقد التقيت زعماء المنظمات اليهودية الكبيرة، الذين في السنة الماضية، وتحديداً بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، خاضوا ويخوضون نضالاً على جبهتَين؛ الأولى في الدفاع دعائياً عن إسرائيل، والثانية في مواجهة الصعود الدراماتيكي للعداء للسامية. ولاحظتُ تحولاً مهماً وسط الجمعيات والتنظيمات اليهودية نحو التقرب الكبير، سواء من الهوية اليهودية، أو من دولة إسرائيل، حتى في أواسط الذين كانت مواقفهم بعيدة عن ذلك في الأعوام الأخيرة.