تفجير أنبوبَي الغاز: مرحلة جديدة في المواجهة المباشرة مع إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

تشكّل صناعة النفط والغاز إلى جانب المصانع البتروكيماوية التي تصّنع النفط الخام في إيران العنصر الاقتصادي الأكثر أهمية في الدولة؛ ليس فقط لأن مداخيل الدولة الإيرانية تأتي أكثرها من هذه الصناعة، بل أيضاً لأن هذه الصناعة تزوّد حاجات السوق المحلي، البالغ 83 مليون نسمة، بالطاقة والنفط والغاز.

وذكرت "نيويورك تايمز" في تقرير لها (يوم الجمعة) أن إسرائيل هي التي تقف وراء تفجير أنبوبَين أساسيَين من الغاز في إيران، وكذلك وراء الانفجار الذي دوّى في معمل بتروكيماوي في طهران يوم الخميس. ويُعتبر غاز الطهي إكسير الحياة اليومية للعائلات في إيران، وكذلك بالنسبة إلى صادراتها، وعندما تتعطل أنابيب الغاز والنفط، وتتضرر مصانع إنتاج المواد الكيماوية، فإن هذا يلحق ضربة قوية بحياة المواطنين، وبقدرة النظام في طهران على ضمان الأمن الاقتصادي اليومي للسكان.

والذي نفذ تفجير أنبوبَي الغاز في إيران والمعمل البتروكيماوي يعلم ذلك جيداً، وإذا كانت تكمن وراء هذا يد إسرائيل الطويلة، أي "الموساد"، كما ادعت "نيويورك تايمز"، فإن السبب مفهوم؛ فالإيرانيون يخوضون منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر حرباً ضدنا بواسطة "أذرعهم" (وهم حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسورية).

... ويمكن التقدير أن الفكرة الإسرائيلية هي أنه إذا كان سكّان إسرائيل في الشمال لا يقدرون على العودة إلى منازلهم، وكان سكان إيلات مضطرين إلى الهرع إلى الملاجئ، فإن سكان إيران سيدفعون الثمن. ولا تستطيع طهران الاختباء وراء أذرعها، ويبقى مواطنوها يعيشون حياتهم الطبيعية، إنما يجب أن يعرفوا أن للسياسة العدوانية لنظامهم تأثيراً مباشراً فيهم.

... على ما يبدو، فإن الهجوم على أنابيب الغاز في إيران وعلى مصنع للبتروكيماويات يدخل ضمن استراتيجيا أُخرى للمس بإيران والإيرانيين. وفي الأشهر الأخيرة، حدثت اغتيالات، نُسبت إلى إسرائيل، لضباط في الحرس الثوري يقومون بتشغيل الميليشيات الشيعية في سورية، أو يساعدون حزب الله في استخدام السلاح الذي في حيازته، وإذا كانت إسرائيل وراء هذه الاغتيالات، فإن هدفها التوضيح للإيرانيين أنهم سيدفعون الثمن مباشرة. ويمكن التقدير أن قيادة "الموساد" في إسرائيل رأت أن الهجوم المباشر على كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني في سورية غير كافٍ، لذلك، فقد قررت المس مباشرة بالاقتصاد ونسيج الحياة اليومية في إيران.

وعلى ما يبدو، فإن هذا لا يشكل النهاية، فإسرائيل امتنعت حتى الآن من مهاجمة إنتاج وتصدير النفط الإيراني، والذي يشكّل القلب النابض للاقتصاد الإيراني. وما امتنعت الولايات المتحدة من القيام به حتى الآن، على الرغم من معرفتها بأن الميليشيات في العراق والحوثيين في اليمن تشغّلهم مباشرة طهران، تقوم به إسرائيل من دون أن تعلن مسؤوليتها عنه، وهذا ما تدّعيه "نيويورك تايمز"، والتي تُعتبر مصدراً موثوقاً.