تقرير: رزمة صفقة مع الولايات المتحدة: بنيامين نتنياهو يفكر في الموافقة على الاعتراف بدولة فلسطينية في مقابل التطبيع مع السعودية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في صدد دراسة الموافقة على الاقتراح الأميركي؛ وهو الاعتراف بدولة فلسطينية في مقابل انعطاف تاريخي بشأن السعودية.

واستناداً إلى مصدر سياسي مطلع، فإن الخطة تقضي بأن يعترف الأميركيون بصورة أحادية بالدولة الفلسطينية، بينما تعرب إسرائيل عن معارضتها لهذا الأمر، وتعلن أن الاتفاق الدائم الذي سيتضمن دولة فلسطينية يناقَش فقط في مفاوضات مباشرة، والقبول بالخطوة الأميركية هدفه التوصُّل إلى تحقيق خرق سياسي تاريخي بشأن السعودية.

وفي يوم الخميس الماضي، ذكرت "واشنطن بوست" أن إدارة بايدن تنوي الاعتراف بصورة رسمية بالدولة الفلسطينية خلال أسابيع معدودة، وقد حظيت هذه الخطوة بانتقادات حادة من جانب عدد كبير من الوزراء في الحكومة، بحجة أنها تعرّض إسرائيل للخطر، ولا سيما بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.

لكن رئيس الحكومة رد متأخراً، وبصورة معتدلة، على الخطوة التي تنوي واشنطن القيام بها. وفي مساء السبت، قال نتنياهو للصحافيين: "إسرائيل ترفض رفضاً مطلقاً الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، والتي يجب أن تتم فقط عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفَين، ومن دون شروط مسبقة." وأضاف: "ستواصل إسرائيل رفضها الاعتراف بصورة أحادية بالدولة الفلسطينية، إذ يقدّم اعتراف كهذا، بعد ’مذبحة‘ 7 تشرين الأول/أكتوبر، جائزة إلى ’الإرهاب‘ الذي لم نشهد له مثيلاً، وسيمنع أي حل مستقبلي للسلام."

ويشرح مصدر سياسي أن التأخير في رد نتنياهو، والصيغة المختصرة التي اختارها، هما نتيجة التفاهم مع الإدارة الأميركية، الذي يعرب نتنياهو في إطاره عن معارضته الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، وعن موافقته على إجراء مفاوضات بشأن حل مستقبلي من دون شروط مسبقة.

ويأمل نتنياهو بهذه الصيغة أن يتمكن الأميركيون من إقناع السعودية بأن إسرائيل قطعت شوطاً طويلاً في القضية الفلسطينية. وفي المقابل، فإن الرياض ستكون مستعدة لاعتراف تاريخي بإسرائيل.

وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو لم يتخذ قراراً نهائياً في هذا الاتجاه، وهو يفحصه بجدّية مع الوزير درمر، الذي تجري عن طريقه المحادثات مع الأميركيين.

وما يجب ذكره أن إسرائيل تعارض منذ عشرات الأعوام توجُه الدول الغربية نحو الاعتراف بصورة أحادية بالدولة الفلسطينية. وفي تقدير القدس، فإن اعترافاً كهذا هو جائزة، ويقلل من رغبة الفلسطينيين في إجراء مفاوضات مع إسرائيل، لأن المجتمع الدولي ينتزع منها تنازلات بصورة أحادية الجانب.

وذكر مصدر سياسي أنه إذا دخلت الخطوة الأميركية حيز التنفيذ، فإنها ستشكل ضربة سياسية قاسية، وفي تقديره، فإن دولاً غربية كثيرة ستحذو حذو واشنطن وتعترف بالدولة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن هناك أهمية كبيرة لصيغة الاعتراف إذا جرى فيها تحديد ماهية أراضي هذه الدولة، وعاصمتها، ومن سيسيطر على المجال الأمني فيها، بالإضافة إلى جوانب أُخرى.