نعم لإعادة المخطوفين وإقامة دولة فلسطينية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- من الصعب أن نجد نتيجة أفضل للحرب التي تخوضها إسرائيل الآن ضد "حماس" غير إعادة المخطوفين فوراً، وإمكان إقامة دولة فلسطينية، وافق زعماء إسرائيل على قيامها، وفق القواعد التي وضعها قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 1947. وأيضاً في اتفاق السلام الموقّع بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد في أيلول/سبتمبر 1978، هناك اتفاق إسرائيلي - مصري يقضي بانسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة، باستثناء بعض النقاط العسكرية، وإتاحة المجال لقيام حُكم ذاتي لسكان المناطق.
- هذه النتيجة مرغوب فيها كثيراً لإسرائيل، ويمكنها أن تصلح جزءاً مما تسببت به مأساة 7 أكتوبر، وتُحرر إسرائيل من حُكم أبارتهايد وحشي، ومن السيطرة على حياة ملايين الفلسطينيين، وهم ليسوا مواطنين إسرائيليين. هذه السيطرة المستمرة منذ 57 عاماً، تسببت بأذى كبير لإسرائيل، وهي سبب "الإرهاب" الذي لا يمكن التغلب عليه. وعندما سنحت الفرصة لتحقيق ذلك، فإن نية رئيس الحكومة، استمرار الواقع الحالي في المناطق أيضاً في المستقبل، أمر صادم. من الواضح أنه لا يهتم بأن تصبح إسرائيل دولة طبيعية تعيش بسلام مع جيرانها، بل يفضل نظام الأبارتهايد.
- بافتراض أن "حماس" خرجت من اللعبة، أو تقبلت الواقع، فهذه فرصة لقيام دولة فلسطينية، وفق ما يقوله محمود عباس: دولة ضمن حدود أيار/ مايو 1967، عاصمتها القدس. مثل هذه الخطوة سيؤدي إلى قيام دولة تتعاون مع إسرائيل في مجالات عديدة، بينها الأمن، كما تفعل السلطة الفلسطينية منذ أعوام، كما سيؤدي إلى القضاء على "الإرهاب" الفلسطيني، ولن يكون هناك حاجة إلى الاحتفاظ بقوات كبيرة في المناطق المحتلة من أجل محاربة "الإرهاب".
- هناك مجموعتان من المواطنين الإسرائيليين أخذتا الدولة رهينة: الحريديم، الذين نجحوا في تحرير أنفسهم من الخدمة العسكرية، ومن التعليم الأساسي؛ وهناك المستوطنون، من حركة "غوش إيمونيم"، ومَن جاء بعدها، والذين أتى منهم يغآل عمير الذي اغتال يتسحاق رابين، في بداية الطريق التي كان من الممكن أن تؤدي إلى دولة فلسطينية.
- ما يحدث مع الحريديم يُلحق ضرراً كبيراً بإسرائيل، ربما ليس مهماً لغير الإسرائيلي. مشروع الاستيطان والاحتلال المستمر، اللذان تتميز بهما إسرائيل، لا يمكن أن يتقبلهما أي إنسان عاقل في العالم. إنه مشروع فصل عنصري معادٍ للقانون الدولي، كما نص عليه مجلس الأمن في الأمم المتحدة.
- وهو مشروع يتعارض مع ما وافقت عليه إسرائيل في سنة 1947، وفي سنة 1978، وفي اتفاقات أوسلو، وهو سبب حياة إسرائيل على حد السيف، وهو سبب العداء لنا من جانب كل الذين لا يفهمون كيف يمكن لإسرائيل أن تقيم نظام فصل عنصري، يقوم على القمع وحرمان ملايين الناس من حقوقهم. إن العلاقة إزاء إسرائيل اليوم هي بعكس ما يجب أن تكون عليه، ومما كانت عليه قبل المشروع الاستيطاني. وهذا يشكل خطراً حقيقياً.
- من المخيب للأمل أن يتوحد 99 عضو كنيست في الوقوف ضد تحرّك دولي من دول صديقة وقريبة من إسرائيل تفكر في أن هذه هي نهاية تأييدها لإسرائيل، وأنه يجب عليها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأن هذا ليس بالضرورة ضد مصلحة إسرائيل. لقد ساهم تأثير العالم في إلغاء نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، وسيكون من الجيد أن يساعد زعماء العالم على إلغاء نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، والموقف الخطر لرئيس الحكومة.
- لا حاجة إلى القول إنه إذا قررت إسرائيل المضي في الطريق التي اقترحناها هنا، فإنها ستوقّع اتفاق سلام مع السعودية، والرئيس جو بايدن المؤيد الحقيقي لإسرائيل، سيُنتخب مجدداً، وموجة العداء للسامية في العالم ستختفي، لكن الأهم من هذا كله أن إسرائيل ستصبح دولة طبيعية لديها علاقات جيدة مع محيطها كله.