افتتاحية: يتعين علينا تأييد الصفقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • ليس للمخطوفين لدى "حماس" وقت، فمنذ الصفقة السابقة، قُتل جزء منهم، ولا يمكننا أن نعرف وضع الآخرين الجسدي والنفسي. إن كل ثانية تمر تعرّض حياتهم، التي تغيرت بصورة كبيرة، للخطر. لذلك، يتعين علينا قبل كل شيء مطالبة الحكومة بالموافقة على الصفقة التي تعرضها "حماس"، وإعادة المخطوفين إلى منازلهم.
  • ووفقاً للمسودة التي نشرتها "رويترز"، فإن الاقتراح الذي أرسلته "حماس " إلى الوسطاء يتضمن مرحلتين: الأولى هي إطلاق سراح النساء والأولاد والجنديات والمتقدمين في السن والمرضى في مقابل إطلاق سراح 700 إلى 1000 أسير فلسطيني، بينهم 100 من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد. أمّا في المرحلة الثانية، فيتم تبادل "الكل في مقابل الكل"، ويجري الاتفاق على موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بعد إطلاق المخطوفين المتوقع في المرحلة الأولى.
  • وكما هو منتظر، فقد سارع ديوان رئيس الحكومة إلى اتهام "حماس" بالاستمرار في "مطالبات مبالغ فيها"، لكن الأمر الوحيد غير المقبول هو الوعود البائسة التي تعهّد بها رئيس الحكومة طوال 5 أشهر، بأن القتال سيُضعف "حماس" ويدفع قُدُماً بتحرير المخطوفين.
  • بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن مطالب "حماس" ليست مبالغاً فيها، وفي هذا الصدد، قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي: "الرد الأخير من ’حماس‘ يتجاوب مع حدود المخطط الذي عملنا عليه منذ أشهر." ولا تملك إسرائيل ترف المماطلة، فإذا رفضت الصفقة المقترحة، وعادت إلى طرح مطالب هدفها إفشال الصفقة والاستمرار في الحرب، فسيكون لذلك مغزى واحداً؛ هو أن الحكومة ورئيسها قرّرا التخلي عن المخطوفين وترْكهم لمواجهة الموت أو استمرار معاناتهم في الأَسر.
  • يجب على الأميركيين الاستمرار في الضغط على نتنياهو كي يقبل بالصفقة. وكما فهموا جيداً، فإن نتنياهو ربط مصيره السياسي باليمين القومي الذي يريد استمرار الحرب، واحتلال غزة، وبناء مستوطنات يهودية هناك، حتى لو كان الثمن التخلي عن المخطوفين. يجب على الأميركيين أن يمارسوا ضغطاً معاكساً في مواجهة ضغط اليمين من أجل التوصل إلى اتفاق، ومن دون ذلك، فلن تحدث الصفقة.
  • لكن ليس الأميركيون وحدهم من يجب عليهم أن يضغطوا، ففي مقابلة أجرتها إيلينا دايان مع غادي أيزنكوت، قال الأخير إنه أيد استمرار الصفقة السابقة على الرغم من أن "حماس" انتهكتها. وقد دفع ثمن فشل الصفقة عدد من المخطوفين من حياتهم، ومرارة حياة عائلاتهم. ويجب على أيزنكوت ألاّ يتردد هذه المرة، في التوضيح، إلى جانب بني غانتس، لنتنياهو والكابينيت والحكومة أنهما لن يواصلا التخلي عن المخطوفين.
  • وتتحدث الحكومة والجيش عن استمرار القتال أشهراً وربما أكثر، ولا يمكن انتظار إعادة المخطوفين حتى تحقيق "النصر المطلق"، ويجب الدفع قُدُماً بصفقة مخطوفين فوراً.