تقرير: "على إسرائيل إقامة منطقة أمنية مساحتها 15 كيلومتراً على الحدود الشمالية داخل الأراضي اللبنانية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال البروفيسور أمتسيا برعام، الباحث الكبير في شؤون الشرق الأوسط لـ "معاريف": "إن سكان الشمال في حاجة إلى العودة إلى منازلهم بعد أن يعرفوا أن لا خطر عليهم من عناصر حزب الله المنتشرين وراء الحدود، والذين لديهم مواقع مراقبة ويجمعون المعلومات الاستخبارية، وأنهم لن يطلقوا الصواريخ المضادة للدروع على مستوطناتهم. وما دامت الحرب مستمرة في غزة، فإن هذه فرصة للجيش الإسرائيلي للقضاء على أي هدف لحزب الله، ويجب أن يقصف فوراً أي شيء يعبر فوق السياج وله أهمية عسكرية. وبعد أن يقوم الجيش بذلك بصورة منهجية، ويدمر كل هدف موجود لحزب الله ضمن مسافة 10-15 كيلومتراً، فسيكون في إمكان السكان العودة إلى منازلهم."

وفي انتظار اتفاق دبلوماسي ممكن يمنع حزب الله من أي نشاط ضمن 10-15 كيلومتراً من الحدود، يرى برعام أنه "من أجل إنضاج الأوضاع للاتفاق، يتعين على الجيش الإسرائيلي بدء العمل كما يجب مع الأميركيين والفرنسيين، وأن يتوصل رئيس الحكومة إلى تفاهمات معهم بشأن الموضوع."

قبل أشهر، تحدثت تقارير متعددة ومتناقضة عن التوصل إلى اتفاق سياسي بين حزب الله وإسرائيل بوساطة أميركية وفرنسية وألمانية وبريطانية ولبنانية، لكن بحسب برعام، فإن هذا الاتفاق لم يجرِ الدفع به قُدُماً بسبب "القيادة السياسية الضعيفة في إسرائيل، والتي هي غير قادرة على العمل مع دول متعددة، وتعرقل محاولات الحلول والاتفاق. ناهيك بحاجتنا الماسة إلى تحسين العلاقات المتزعزعة مع الأميركيين، ووقف المواجهة معهم."

ويتابع برعام: "في اللحظة التي يتم فيها التوصل إلى اتفاق، فإن على إسرائيل إنشاء منطقة أمنية تمتد على مساحة 15 كيلومتراً من الحدود داخل الأراضي اللبنانية، والتحقق بواسطة وسائل للمراقبة من عدم تواجُد أي وجود عسكري لحزب الله. وفي إطار الاتفاق، يجب الاتفاق على أن أي مسلح يشاهَد في المنطقة التي جرى تحديدها، سيطلق عليه الجيش الإسرائيلي النيران، ويجب أن نوضح ذلك لجميع الدول التي توسطت في الاتفاق." وفي رأي برعام، فإنه يجب تكثيف وجود قوات الاحتياط في الشمال بعد توقيع الاتفاق على طول الحدود مع دبابات وحوامات ومسيّرات ووسائل قتالية إضافية، وهنا يقول: "يجب مضاعفة مدة الخدمة لكل جندي احتياطي 4 أو 5 مرات، وإلاّ فسيكون من غير الممكن إعادة سكان الجليل إلى منازلهم."

ومن جهة أُخرى، قال الناطق بلسان كيبوتس مسغاف في الجليل الأعلى إنه منذ بداية الحرب، أُجلي السكان إلى فندق في طبريا، وأعرب عن رأيه فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق سياسي، فقال: "يجب أن نفهم أن هناك أزمة ثقة بين المواطنين، وخصوصاً سكان الحدود الشمالية والجنوبية، وبين الحكومة والجيش. إن مهمة الجيش حماية المواطنين، وليس من المنطقي بالنسبة إليّ أن تقيم دولة إسرائيل منطقة أمنية داخل أراضيها. أعتقد أن الحل الأكثر منطقية والقابل للتطبيق الآن هو إبعاد حزب الله مسافة 10-15 كيلومتراً عن الحدود، وبذل الجهود الدبلوماسية من أجل تنفيذ الاتفاق. نحن لا نريد تعريض أحد للخطر في الحرب، ولا نريد أن يدخل جنودنا لبنان، حيث يمكن أن يتعرضوا للقتل، فقط كي نتمكن من العيش هنا."