ما يجري في غزة والشمال سينفجر في وجوهنا
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • لا يمكن الكذب على الناس لوقت طويل؛ فإن ما يجري في غزة وفي المواجهة مع حزب الله في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلاً أم آجلاً، وعندها ستظهر الحقيقة العارية الكاملة.
  • لا يوجد تفكير استراتيجي، ولا مواجهة مع المشكلات الحقيقية، لأن الدولة تفضل أن تعيش في الأوهام؛ فَهُم يهتمون بالصور من أجل إرضاء الجمهور والجيش، ولا يحضّرون الجبهة الداخلية لحرب إقليمية ستكون أصعب وأقسى آلاف المرات من الحرب في القطاع.
  • في كل يوم يُقتل لنا جنود ويسقط جرحى في كمائن وعبوات لدى دخولهم منازل مفخخة من دون أن تُفتَش، ومن دون استخدام الوسائل المناسبة قبل دخولهم، ورئيس هيئة الأركان صامت ومنقطع عن الواقع؛ فمنذ وقت، فقد السيطرة على الميدان، لكنه بدأ تعيين قادة على شاكلته.
  • إن هذه فضيحة، وهي الأخطر منذ تأسيس الجيش، فقد فشل رئيس هيئة الأركان فشلاً ذريعاً منذ تأسيس الدولة، وبدلاً من تحمُل المسؤولية والاستقالة، قرر المحافظة على هذا الجيل من الفوضى والتقصير الذي يترأسه مع القادة الذين يشاركونه التقصير، وهُم يعيّنون قادة ألوية وعمداء، جزء منهم يتحمل مباشرة مسؤولية ما جرى، للمحافظة على إرثهم الذي أدى إلى أكبر كارثة شهدتها دولة إسرائيل خلال 75 عاماً منذ قيامها.
  • يجب إيقاف رئيس هيئة الأركان فوراً! فإذا استمر المستوى السياسي في هذا الطريق، فإننا سنجد أنفسنا في وضع أسوأ كثيراً مما كنا فيه قبل الهجوم على قطاع غزة، وسنخسر كل الإنجازات التي حققناها، ولن نحقق هدفَي الحرب؛ القضاء على "حماس" وإعادة المخطوفين إلى منازلهم. هذا بالإضافة إلى أننا سندفع ثمناً باهظاً جداً من خسارة لجنودنا في المناطق التي أعلنّا أنها تحت سيطرتنا، كمدينة غزة وجباليا وأحياء الزيتون والشجاعية.
  • لقد خسرنا الحرب ضد "حماس"، ونخسر الآن حلفاءنا في العالم بوتيرة سريعة، والقضاء الكامل على "حماس" لم يعد مطروحاً على جدول الأعمال، ولم ننجح في إعادة المخطوفين. إن المناورة التي هلل لها كل الشعب الإسرائيلي لم تصمد في الاختبار، ولم تعط النتيجة التي يضع الجميع فيها آمالهم. صحيح أن المقاتلين يقاتلون بشجاعة، لكن وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان أدارا الحرب من زاوية تكتيكية، لا استراتيجية، وفي المعارك التكتيكية لا يمكن أن ننتصر في الحرب.
  • وإذا لم ننجح في إعادة جزء من المخطوفين أحياءً، فإن هذه الحرب ستسجَل في وعي الجمهور كأكبر تقصير بين حروب إسرائيل منذ تأسيسها، سواء أكان من جهة الضربة الفظيعة التي تعرّضنا لها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أم من جهة الفشل الذريع في القتال في قطاع غزة.
  • وحتى الآن، فإن المستوى السياسي يعمل على إقامة إدارة دولية تحل محل السلطة المدنية لـ "حماس"، ونحن قريبون جداً من "صوملة" الوضع في غزة، إذ لا يوجد قانون أو سلطة كما يجري منذ سنوات في الصومال.
  • إن رئيس الحكومة، بيبي نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان، هرتسي هليفي، يقودوننا إلى اللامكان، وفي طريق بلا مخرج، ولا سبيل للعودة إلى الوراء. هذا ويسود بينهم توتر كبير، وكل واحد منهم يمسك بيد رفيقه محاولاً المحافظة على تماسكه... وهُم يفعلون كل ما يخطر في بالهم، ويُضعفون كيان الأمة بصورة مخيفة.
  • كما أنهم الذين جبلوا علينا أسوأ جحيم على وجه الأرض في تاريخ شعب إسرائيل منذ أيام المحرقة النازية، بالإضافة إلى أنهم يمهدون الطريق للجحيم القادم من دون تفكير استراتيجي أو عقلاني، إنما انطلاقاً من العواطف والمخاطرة بأمن البلد والاستمرار في القتال. وفي رأيهم، فَهُم يقودوننا بالصورة الأفضل، على الرغم من أنه مع كل يوم يمر، فإن الأهداف التي حدودها للحرب (القضاء الكامل على "حماس"، وإطلاق المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة) تبتعد أكثر فأكثر. فضلاً عن أن الاقتصاد والمسائل الاجتماعية والعلاقات الدولية تنتقل من تأجيل إلى آخر. فإلى أين نحن ذاهبون؟
  • هؤلاء الزعماء الثلاثة وصموا المجتمع الإسرائيلي، وإذا اندلعت حرب إقليمية دمرت البلد، فإن تاريخ شعب إسرائيل لن ينسى لهم ذلك أبداً.