بعد ستة أشهر؛ كيف وصلنا إلى هنا؟ وكيف يمكن الخروج؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • بعد أسبوع، تكون قد مرت نصف سنة على الحرب، ويمكننا أن نُجري ميزاناً موقتاً للوضع في ميدان القتال، وفي الميدان السياسي، ونحاول وضع طريقة للخروج من الورطة. لكن من أجل الاتفاق على كيفية الخروج، يجب الموافقة على مبادئ أساسية.
  • إن الحرب الدائرة هنا هي حرب بين شعبَين على أرض واحدة، ولكل شعب تاريخ من آلاف السنوات التي لها علاقة بذلك، والتي تمنحه "الحق التاريخي" في البلد. وقد حددت المنظمات الدولية والأمم المتحدة حقنا وأيضاً حق الفلسطينيين عبْر تقسيم البلد، ويعترف العالم بحدود الهدنة لسنة 1949 على أنها حدودنا. في حرب 1967، أضافت إسرائيل أراضي مُخْتَلَفاً عليها، وأقامت فيها مستوطنات لا يعترف العالم بقانونيتها. وتدعو قرارات الأمم المتحدة التي لها علاقة بالمناطق إلى حل للنزاع عن طريق مبدأ الدولتَين.
  • وفي اتفاقات أوسلو، وافقت الزعامة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية (العلمانية) على مبدأ الدولتَين ضمن حدود الهدنة، كما وافقت حكومات إسرائيل منذ أيام رابين وصولاً إلى نتنياهو على مبدأ الدولتَين، مع تبادُل أراضٍ من أجل إبقاء المستوطنات في الضفة داخل أراضيها، وقد قبلت السلطة الفلسطينية مبدأ تبادُل الأراضي، وكذلك الجامعة العربية، لكن لم يجرِ الاتفاق على حجمها.
  • لكن هذا الصراع القومي له بُعد آخر ديني جعله أكثر تعقيداً؛ فبعد انسحاب إسرائيل من غزة سنة 2005، فازت "حماس"، وهي حركة تابعة للإخوان المسلمين، في الانتخابات النيابية الفلسطينية، وسيطرت على القطاع، وتنكرت لاتفاقات أوسلو، ورفضت الاعتراف بإسرائيل. وفي المقابل، حاولت التيارات الدينية القومية في إسرائيل منع إمكان تقسيم الضفة بين الشعبَين عبْر توزيع المستوطنات.
  • وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنت "حماس" هجوماً وحاولت احتلال أجزاء من النقب وارتكبت "فظائع" كثيرة، وردّت إسرائيل على ذلك بحرب هدفها القضاء على القوة العسكرية والسلطوية للحركة، مع إدراكها أنها لا يمكن أن تقبل بوجود قوة في الحكم في غزة هدفها تدمير إسرائيل. وخلال ستة أشهر، اتضح أن تحقيق هذا الهدف يتطلب أشهراً كثيرة، وهناك حاجة إلى حُكم بديل مدني من "حماس".
  • على الصعيد العسكري، ظهرت حدود قوتنا، وخصوصاً اعتمادنا على الولايات المتحدة من ناحية التسلُح، كما اتضح أيضاً أنه، بعد مرور 6 أشهر على حرب الاستنزاف في مواجهة حزب الله، فإن قوة الحزب لا تزال كبيرة، وعشرات الآلاف من سكان الجليل لا يمكنهم العودة إلى منازلهم.
  • أمّا على الصعيد السياسي، فلم يجرِ العثور على جهة رسمية شرعية قادرة على أن تحل محل "حماس" باستثناء السلطة الفلسطينية، لكن من أجل ذلك، ستضطر إسرائيل إلى العودة إلى مبدأ الدولتَين. وفي ضوء ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فإنه من المعقول أن تشترط إسرائيل ذلك بنزع سلاح الدولة الفلسطينية وتغيير منظومة التعليم لديها، والإبقاء على جزء أساسي من المستوطنات في الضفة الغربية في مقابل تعويضات إقليمية على مراحل تستمر لسنوات، وأن يجري اختبار القبول الفلسطيني بوجود دولة إسرائيل قبل منحها الاستقلال الكامل. وهذه العملية تسمح باستكمال أهداف الحرب من دون الغرق في وحل غزة، ومن دون أن نخسر تأييد الغرب. كما سيسمح هذا بتحقيق المبادرة السعودية التي، في إطارها، ستوقع دول أعضاء في الجامعة العربية اتفاقات سلام مع إسرائيل، وسيخسر أعداؤنا، وفي طليعتهم إيران، ذريعة الاستمرار في الصراع، وهو ما سيسمح أيضاً بالتوصل إلى اتفاق ينسحب بموجبه حزب الله إلى ما وراء الليطاني ويجنب لبنان حرباً قاسية.
  • إن الموافقة على دولة فلسطينية ستؤدي إلى استقالة أحزاب اليمين المتطرف، وهذه الخطوة ممكنه إذا قدّمت أحزاب الوسط مظلة أمان إلى نتنياهو تسمح له بالبقاء من دون أحزاب اليمين والأحزاب الحريدية أيضاً، والتي ترفض المشاركة في تحمُل عبء الخدمة العسكرية الإلزامية. وفي إمكان حكومة موقتة مؤلفة من الوسط واليمين المعتدل إنهاء الحرب مع أفق سياسي مضمون، وتحديد موعد للانتخابات، والاهتمام بالحلول السلمية، والخروج من غزة، باستعادة الرهائن واستبدال الحُكم في القطاع، والاهتمام بالمشكلات الداخلية الملحة، وفي طليعتها التجنيد وترميم الجيش، والحوكمة في النقب، ومعالجة مشكلة الجريمة بصورة عامة، والتزام فرض التعليم الأساسي من أجل دمج الحريديم في الاقتصاد.