غانتس يدعو إلى تسريع التطبيع مع السعودية لتشكيل تحالُف إقليمي ضد "حماس"، ويطالب بتحديد موعد قريب للانتخابات العامة، بغية "الحفاظ على الوحدة"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

دعا الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي بني غانتس [رئيس "المعسكر الرسمي"] إلى الدفع قدماً بخطوة التطبيع مع السعودية وبناء تحالُف واسع مع الدول المعتدلة في منطقة الشرق الأوسط، كجزء من تسوية إقليمية تضمن إنهاء سلطة حركة "حماس" في قطاع غزة، وتساهم في تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية على القطاع، وشدّد على ضرورة عدم إلحاق أي ضرر بالعلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة، والتي وصفها بأنها استراتيجية.

وجاءت دعوة غانتس هذه في سياق مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس (الأربعاء)، ودعا فيه أيضاً إلى التوافق على موعد لإجراء الانتخابات العامة في إسرائيل، بغية عدم الإضرار بالمجهود الحربي، واقترح تنظيمها في أيلول/سبتمبر المقبل، وذلك في ظل تصاعُد الاحتجاجات المناوئة لحكومة بنيامين نتنياهو، وازدياد مستويات العنف المرافقة للتظاهرات الداخلية.

وقال غانتس: "لدينا في الوقت الحالي فرصة لتحقيق تغيير استراتيجي ضد ’حماس’، وضد كل مَن يسعى لإيذائنا، وعلى رأسهم إيران. وعلى كل مَن يريد أن يشعل حرباً إقليمية ضدنا أن يجد نفسه في مواجهة تحالُف إقليمي، هو التحالف الإبراهيمي. ولا بُد من المضي قدماً نحو توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية، يشمل تشكيل إدارة من دول عربية لقطاع غزة. إن اتفاقاً كهذا سيكون جزءاً مركزياً من جهود استبدال سلطة ’حماس’. من ناحيتي، سأعمل على تحقيق مثل هذا المسار في الأسابيع المقبلة".

وشدّد غانتس على ضرورة الوحدة القومية في مواجهة كل الصعوبات، وقال: "لا ينبغي أن نضع الخلافات بيننا جانباً، لكن يجب الحرص على إدارتها بطريقة تسمح لنا بمواصلة القتال [في قطاع غزة] معاً. إن ما يحدث في أروقة الحكومة، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، وفي الشوارع، أمر خطِر، ويجب إيقافه. كما أنه لا يجوز في زمن الحرب سنّ قانون التهرب من الخدمة العسكرية. ولا يجوز إجراء مقارنات بين المتظاهرين ضد الحكومة وأعداء إسرائيل. يجب تدمير أعدائنا والاستماع إلى إخواننا. كما يجب عدم المساس بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. وعلينا أن نتذكر ما فعله أعداؤنا بنا يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويجب ألّا نعود إلى الانقسام الذي كان سائداً في 6 تشرين الأول/أكتوبر".

وأضاف غانتس أن إسرائيل ستقاتل "حماس" أعواماً عديدة، كما أنه لا يمكن تحمُّل ترك سكان الشمال بعيداً عن منازلهم، وعلى الحكومة أن يكون هدفها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان هذا الصيف، وأن تخصص جميع الموارد العسكرية والسياسية لهذا الغرض. كما أشار إلى أنه من أجل الحفاظ على الوحدة والنجاح في تحقيق المهمات الماثلة أمام البلد، يجب التوصل إلى موعد متفق عليه للانتخابات خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل. وقال إن موعداً متفقاً عليه للانتخابات العامة، سيتيح الوقت لمواصلة الجهود الأمنية، بينما سيعلم السكان بأنهم سيصوتون على الثقة بقياداتهم في الوقت القريب. وأكد أن ذلك سيمنع التصدع، وقد يتيح المجال أمام انضمام مزيد من الأحزاب إلى حكومة الطوارئ.

وتعقيباً على تصريحات غانتس هذه، قال حزب الليكود في بيان صادر عنه إنه في مثل اللحظة المصيرية الحالية لدولة إسرائيل، وفي خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة، يجب على غانتس التوقف عن الانخراط في سياسة وضيعة، فقط بسبب تفكُّك حزبه. وأكد البيان أن الانتخابات العامة الآن، ستؤدي حتماً إلى الشلل والانقسام والإضرار بالقتال في مدينة رفح، وستضرب فرص التوصل إلى صفقة تبادُل أسرى.

وقال البيان إن الحكومة ستواصل عملها حتى تحقيق كافة أهداف الحرب.

 

 

المزيد ضمن العدد