قبل الضربة في إيران، يجب تغيير تركيبة الحكومة
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- الضربة الإيرانية تشكل جزءاً من رؤيا إبادة إسرائيل، وفي إطارها تُطور إيران قدرات إطلاق صواريخ وقدرات نووية، وتفعّل أذرعها- بما في ذلك في الحرب الحالية، التي من المفترض أن تكون بداية لتحقيق هذه الرؤيا. إلا إن المنظومة العسكرية لا تتقدم، استناداً إلى الخطة الإيرانية، وضربة المسيّرات كانت محاولة لتغيير مسار الأمور، قبل لحظة من انهيار "حماس" وتوجُّه الجيش الإسرائيلي إلى حزب الله.
- خلال النصف عام الذي مرّ منذ هجوم "حماس"، تم اغتيال أغلبية مقاتليها، ودُمرت غزة، والدخول إلى رفح يمكن أن يدمر قدرات الحركة العسكرية. أمّا حزب الله، فهو مستمر في حرب استنزاف على طول الحدود، لكن نتائجها غير حاسمة. وقد تكون مراحل نهاية الحرب في غزة هي نفسها مراحل بداية الهجوم الإسرائيلي في الشمال، والصور من غزة تترك أثرها في لبنان جيداً- واللبنانيون لا يريدون ذلك.
- هجمات الأذرع الإيرانية من الحدود السورية والعراق واليمن أدت إلى أضرار ثانوية فقط في إسرائيل، وأيقظت تحالفاً دولياً ضد هذه الأذرع. إيران بحثت عن طريقة للخروج من هذا الوضع، وشكّل اغتيال المسؤول الكبير في مبنى تابع للسفارة مبرراً ملائماً. ما يريدونه الآن هو تغيير اتجاه المعركة الجارية، وأيضاً الظروف الدولية تبدو ملائمة لهم: الأزمة في العلاقات الإسرائيلية- الأميركية، والأصوات التي تتصاعد من أميركا وأوروبا وتطالب بوقف تسليح إسرائيل ودعمها؛ في ظل هذه الظروف، يبدو لهم أنه الوقت الملائم لتغيير ميزان الحرب، عبر توجيه ضربة قوية إلى إسرائيل.
- إسرائيل لا تستطيع التجاوب مع المطلب الأميركي بعدم الرد، إذا كانت لا تريد تشجيع أعدائها على العمل ضدها. ولا تستطيع التخطيط لردها بالاستناد إلى النتائج الهامشية للضربة الإيرانية- إنما استناداً إلى النتائج التي يمكن أن تحدث: تدمير موقع إسرائيل الاستراتيجي، ومحاولة لتفكيك إسرائيل معنوياً، والتأثير في المعركة الحاسمة التي تجري هنا. لذلك، يجب أن يكون حجم كل ردّ كبيراً، وحتى لو كانت هجمات السايبر فعالة، فلا يجب الاكتفاء بها.
- وإذا كانت فاعلية الضربة الإيرانية محدودة، فلا يجب أن ننسى أن نتائجها تنبع أيضاً من الاعتراضات التي نفّذها الأميركيون وبقية دول الائتلاف، وعلى إسرائيل التأكد من أنهم سيكونون إلى جانبها في مواجهة الرد الإيراني الممكن، وإن لم يكونوا إلى جانبها في الهجوم على إيران. المقابل الذي سيحصل عليه الأميركيون سيكون شلّ شريك هجومي في "محور الشر" وإضعافه.
- يجب أن تأخذ الضربة الإسرائيلية بعين الاعتبار أيضاً إمكانية تدخُّل كبير من حزب الله- ولذلك، ينبغي الحسم بسرعة في غزة. تدخُّل حزب الله بشكل كبير يمكن أن يشكل فرصة لضربه وإبعاده عن حدودنا. وإذا كان كلٌّ من إيران و"حماس" وحزب الله ضعفاء، فسيكون لدى إسرائيل الفرصة في تغيير وجه الشرق الأوسط، استناداً إلى الرؤيا الأميركية. ولتحقيق ذلك، يجب على إسرائيل الاندماج في هذه الرؤيا الأميركية، وأن تكون على استعداد مبدئي ومشروط للالتزام بدولة فلسطينية مستقبلية منزوعة السلاح، وتريد السلام- في مقابل السلام مع السعودية ودول إضافية.
- هذه الصورة يجب أن تكون أمام "الكابينيت" عندما يقرر الرد الإسرائيلي، وهو ما يتطلب أيضاً تغييراً في تركيبة الحكومة.