بعد الليلة التي أعادت خلط الأوراق: يجب بدء الحرب من جديد
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • بسبب إخفاقَين تاريخيَين، تعيش إسرائيل في أزمة استراتيجية خطِرة. إخفاق السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أدى إلى تفكك الجدار الحديدي. ومن دون رؤية أمنية، وصلت إسرائيل إلى لحظة امتحان قومي كبير مع استخبارات تعاني الخلل وجيش برّي ضعيف، وأيضاً دولة غير فعالة. ونتيجة لذلك، فإن سيادتها تزعزعت، وتُرك مواطنوها وحيدين في النقب الغربي، حيث ارتُكبت "مذبحة نازية". وفي نظر جهات كثيرة خطرة في الشرق الأوسط، فإن القوة الإقليمية الرائدة أصبحت دولة يمكن إلحاق الضرر بها، وآن الأوان لضربها.
  • إخفاق ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر أدى إلى تراجُع مكانة إسرائيل في العالم. وبغياب استراتيجية شاملة، منظمة ومرتبة- أدارت إسرائيل الحرب بطريقة خرقاء وغير حكيمة، ومن دون إبداع، والنتيجة أنها لا تزال تفشل في إخضاع "حماس"، ولم تنجح في تحرير الرهائن، وتقريباً، أصبحت دولة معزولة. وفي نظر كثيرين من الأطراف المهمّين في المجتمع الدولي، فإن إسرائيل فقدت طريقها وشرعيتها، وتحولت إلى أزعر بلطجي يتعرض للضرب المميت.
  • وفي ليلة 14 نيسان/ أبريل، تمت عملية خلط الأوراق من جديد- ومنحت إسرائيل فرصة كبيرة لتصحيح الإخفاقين. ما حدث ليلة السبت -الأحد أن إيران تصرفت بفوقية وتهوّر. وبخطوة واحدة، استطاعت تحقيق نتائج تغيّر الواقع: تجديد الحلف الأميركي- الإسرائيلي، وبناء التحالف العربي- الإسرائيلي، وترميم الردع الإسرائيلي (إلى حد ما)، وأعادت الفخر الإسرائيلي وصوغ الحرب في الشرق الأوسط على أنها حرب إيرانية- إسرائيلية.
  • ممنوع تضييع هذه الفرصة التي منحتها طهران للقدس. يجب استغلال إطلاق الـ331 صاروخاً ومسيّرة في الهجوم "المجرم" على الدولة اليهودية حتى النهاية. هذه هي اللحظة المناسبة لفتح صفحة جديدة. هذه هي اللحظة الملائمة لإنهاء الحرب الفاشلة التي أدرناها في النصف عام الماضي- وبدء حرب جديدة. صحيحة، وطويلة، وضرورية ووجودية.
  • الممنوعات واضحة: ممنوع ضرب إيران من دون مباركة الولايات المتحدة، ومن دون التنسيق مع الدول العربية "البراغماتية". وممنوع القيام بما قمنا به في غزة: الدخول إلى مصيدة زرعها لنا أعداؤنا واللعب وفقاً لقواعدهم. ممنوع أن تفقد إسرائيل القمة الأخلاقية التي وصلت إليها من جديد. وممنوع أن تظهر إسرائيل كدولة أُخرى في الشرق الأوسط غارقة في الوحل، وتدير معركة دامية مع جيرانها. ممنوع على إسرائيل وضع قوتها في خطر وفقدان تفوّقها.
  • لكن من الواضح ما يجب القيام به. الآن، لدى إسرائيل رصيد استراتيجي كبير ونادر: لديها  الحق في ضرب إيران وإشعال الشرق الأوسط. وفي مقابل تأجيل هذه الفرصة، يمكن لإسرائيل تحقيق إنجازات كبيرة جداً. مثلاً، يمكنها أن تطلب من الولايات المتحدة حلفاً دفاعياً، وتعاظم قوتها الأمنية، وغطاء سياسياً لضربة مستقبلية في لبنان. وعلينا أن نطالب أوروبا بتعاون استراتيجي في مقابل المحور الروسي- الإيراني. أمّا الدول العربية، فعلينا أن نطالبها باتفاق سلام إسرائيلي- سعودي وحلف شمال أطلسي إقليمي وخطة مارشال في قطاع غزة. وعلينا أن نطلب من قطر الرهائن.
  • هل تبدو قائمة المشتريات هذه طموحة جداً ؟ من الممكن. لكن يبدو أن جو بايدن يريد إعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر. أميركا الديمقراطية تريد الحؤول دون انتخاب ترامب. الولايات المتحدة أيضاً تتخوف من الصين، وأوروبا تتخوف من روسيا، والملوك العرب يتخوفون من إيران. لذلك، حان الوقت للقول للجميع إنهم إذا أرادوا منع حرب كارثية فورية في الشرق الأوسط، فعليهم الدفع (لإسرائيل) نقداً. وعليهم أيضاً دفع كثير من الأثمان (لإسرائيل). ثمن عدم الرد الإسرائيلي هو تعاظُم قوة إسرائيل.
  • في سنة 1990، نجح جورج بوش الأب وجيمس بيكر في إقامة ائتلاف غربي- عربي خرج في حرب ضد صدام حسين. وبعد ذلك بعام، حرّكا مسار السلام في الشرق الأوسط، ومنحا إسرائيل شبكة أمان اقتصادية سمحت لها باستقبال المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق. ما سمح بهذه القوة المذهلة هو سيطرة إسحاق شامير على نفسه. الآن، على إسرائيل أن تطالب بمقابل مشابه لقاء سيطرتها على نفسها، لكن من بايدن وجيك سوليفان. في المرحلة الأولى، عليهما إقامة حلف غربي- عربي- إسرائيلي يصارع "نظام الشر" التابع للخميني، وفي المرحلة الثانية، عليهما قيادة مسار سلام شرق أوسطي. الآن، يجب استبدال الحرب في غزة بحرب العالم الحرّ كله ضد إيران.