نتنياهو: إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها وستفعل كل ما هو ضروري لحماية نفسها حتى لو كان ذلك يتعارض مع النصيحة التي قدمها حلفاؤها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

بعد اجتماعَين مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية- الأمنية ["الكابينيت"] أمس (الأربعاء) أن إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها، وستفعل كل ما هو ضروري لحماية نفسها، حتى لو كان ذلك يتعارض مع النصيحة التي قدمها حلفاؤها.

ووصل وزير الخارجية البريطاني، ووزيرة الخارجية الألمانية، إلى إسرائيل أمس في زيارة سريعة، في إثر الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل ليلة السبت - الأحد الماضية، والذي أطلقت فيه طهران نحو 350 طائرة مسيّرة وصاروخاً هجومياً على إسرائيل.

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن هدف هاتين الزيارتين هو حثّ ألمانيا وبريطانيا إسرائيل على ضبط النفس في أعقاب هذا الهجوم، وتحذيرها من أن أي أعمال حربية مباشرة إضافية مع إيران يمكن أن تؤدي إلى تصاعُد التوترات في الشرق الأوسط، وإلى حرب شاملة.

وبدا أن نتنياهو يرفض توصية بيربوك وكاميرون، إذ قال خلال اجتماع "الكابينيت" إن الوزيرين قدّما اقتراحات ونصائح مختلفة. وأضاف أن هذه النصائح هي موضع تقدير، لكنه في الوقت عينه، أكد أن إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها، وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها.

وكان وزير الخارجية البريطاني كاميرون أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أنه يقرّ بحق إسرائيل في اتخاذ قراراتها، وأضاف أنه من الواضح أن إسرائيل ستقوم بردّ انتقامي ضد طهران، وهو يأمل بتنفيذ ذلك بطريقة ذكية وقاسية، وألّا يؤدي أيضاً، بقدر الإمكان، إلى تصعيد.

وحثّ كاميرون إسرائيل أيضاً على تحويل اهتمامها مرة أُخرى إلى قطاع غزة، حيث دخلت الحرب ضد حركة "حماس" شهرها السابع. وقال: "إن الحاجة الحقيقية هي إعادة التركيز على ’حماس’، وعلى المخطوفين، وعلى إدخال المساعدات والتوصل إلى هدنة في الصراع في غزة".

أمّا وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك فكانت أكثر صراحةً في معارضتها لخطة إسرائيل الردّ على إيران، لكنها شددت على أن بلدها لا يزال متضامناً تماماً مع إسرائيل. وقالت: "لا ينبغي السماح لإيران ووكلائها، مثل حزب الله أو الحوثيين، بصبّ الزيت على النار"، وأكدت أنه سيكون هناك عواقب للضربة الإيرانية، إذ يعمل الاتحاد الأوروبي على فرض مزيد من العقوبات على طهران.

وكررت بيربوك دعوتها لإسرائيل إلى التحلي بضبط النفس، وقالت إنه يجب على الجميع الآن التصرف بحكمة ومسؤولية. وأضافت: "أنا لا أتحدث عن الاستسلام، بل عن ضبط النفس الحكيم، الذي لا يقلّ أهميةً عن القوة. والأمر الأكيد أنه لن يستفيد أحد من الرد على إيران؛ لا أمن إسرائيل، ولا العشرات من المخطوفين الذين ما زالوا في يدي ’حماس’، ولا سكان غزة الذين يعانون، ولا الكثير من الناس في إيران الذين يعانون هم أنفسهم في ظل النظام، ولا الدول الأُخرى في المنطقة التي تريد، ببساطة، العيش بسلام".

والتقى الوزير البريطاني والوزيرة الألمانية في وقت سابق أمس كلاً من رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، وركزت المحادثات على احتمال الردّ الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.