تقرير: تظاهرة صاخبة بالقرب من مقر إقامة نتنياهو في القدس بعد نشر شريط فيديو يُظهر علامات حياة لدى أحد المخطوفين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

نشرت حركة "حماس"، أمس (الأربعاء)، شريط فيديو يُظهر علامات حياة لدى المخطوف الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، البالغ من العمر 23 عاماً.

وفي شريط الفيديو، الذي تبلغ مدته نحو 3 دقائق، يعرّف غولدبرغ بولين، الذي شوهد وهو فاقد إحدى يديه، عن نفسه، ويطلب من الحكومة الإسرائيلية إعادته والمخطوفين الآخرين إلى البلد. ولم يتم تأريخ الفيديو، لكن غولدبرغ بولين يقول فيه إنه محتجز منذ 200 يوم تقريباً، وهو ما يشير إلى أن تصويره تمّ مؤخراً.

وجرى اختطاف غولدبرغ بولين من حفلة "سوبر نوفا" الموسيقية، بالقرب من كيبوتس "ريعيم"، صباح يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين، بقيادة "حماس"، حدود إسرائيل من قطاع غزة، وتسببوا بقتل 1200 شخص، واحتجزوا 253 كرهائن.

وسبق أن أصدرت "حماس" مقاطع فيديو مماثلة للمخطوفين الذين تحتجزهم، إلا إن وسائل الإعلام الإسرائيلية، في معظمها، لا تقوم بنشر مقاطع الفيديو هذه. لكن عائلة غولدبرغ بولين وافقت على نشر فيديو ابنها.

وقال منتدى عائلات المخطوفين والرهائن في بيان صادر عنه أمس، إن صرخة غولدبرغ بولين هي صرخة جماعية لكل المخطوفين، وفحواها أن وقتهم ينفد بسرعة.

وأضاف البيان: "لا يمكننا أن نتحمل إضاعة مزيد من الوقت. يجب أن يكون المخطوفون على رأس سلّم الأولويات، ويجب إعادتهم جميعاً إلى البلد، سواء أولئك الذين هم في قيد الحياة، لبدء عملية إعادة تأهيلهم، أو أولئك الذين قُتلوا، من أجل دفنهم بطريقة كريمة".

وبعد وقت قصير من بث شريط الفيديو، تظاهر المئات من الإسرائيليين بالقرب من مقر إقامة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس، مطالبين بعقد صفقة تبادُل أسرى مع "حماس"، وقام عدد منهم بإلقاء مفرقعات نارية، وأشعل النيران في الشارع المؤدي إلى مقر إقامة نتنياهو. وفي وقت لاحق، اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية، استخدمت خلالها الأخيرة خراطيم المياه لتفريق المحتجين. 

كما قام مئات المتظاهرين الآخرين بمحاصرة كنيس كان فيه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير [رئيس "عوتسما يهوديت"] الذي أصر على المرور من الطريق الذي شهد التظاهرة، رافضاً طلب الشرطة الخروج من طريق آخر. ولحظة خروجه، تعرّض بن غفير للهجوم من المتظاهرين قبل تدخّل الشرطة التي حالت دون وصول المحتجين إلى الوزير. واستخدمت الشرطة وسائل تفريق المتظاهرين، بما في ذلك المياه العادمة.

من جانبها، قالت عائلة غولدبرغ بولين، بعد مشاهدتها الفيديو والسماح بنشره: "إن صرخة هيرش هي صرخة جميع المخطوفين. لم يعد لدى إسرائيل مزيد من الوقت لتضيّعه، يجب وضع المخطوفين قبل كل شيء، فمن دونهم، لن تقوم لإسرائيل قيامة، ولن يتحقق النصر، ويجب إعادة الجميع إلى ديارهم".

يُذكر أن مجموعة من عائلات المخطوفين والجنود القتلى عقدت الليلة قبل الماضية حلقة أسئلة وأجوبة مفتوحة في ساحة المخطوفين في تل أبيب، بمناسبة مرور 200 يوم على اختطافهم، وعلى الحرب في قطاع غزة. وبعد الحلقة، سارت مجموعة كبيرة من العائلات عبر الشارع إلى مقر وزارة الدفاع، وهتفت بشعارات تطالب بإعادة المخطوفين.

واستمرت حلقة الأسئلة والأجوبة ما يزيد قليلاً عن ساعة، ولم يجب المتحدثون خلالها إلا على بعض الأسئلة، لكن كثيرين من أفراد الجمهور كانوا مشاركين ناشطين في الحدث. وبدلاً من إلقاء خطابات مُعدة مسبقاً من منصة، جلس أعضاء الحلقة أمام الجمهور وناقشوا شعورهم بالذنب، وما إذا كانوا لا يزالون متفائلين بالمستقبل، واحتمالات بقائهم في إسرائيل في المدى الطويل، وغيرها من المواضيع الشخصية.

ووجّه ليرون إلدور، والد الجندي عدي إلدور الذي قُتل في خان يونس في شباط/فبراير الماضي، انتقادات حادة إلى اللامبالاة تجاه المخطوفين، وأكد أنه يشعر بأنها سائدة للغاية في المجتمع الإسرائيلي. وأضاف أن ما يجب التركيز عليه في الوقت الحالي هو إخراج الناس من لامبالاتهم والنزول إلى الشوارع.

كما سخر إلدور من الشعارات التي أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة، مثل شعار "معاً سننتصر" و"الحب الأبدي غير المشروط"، مؤكداً أنه لا يوجد هناك "معاً سننتصر"، ولا يوجد "حب أبدي غير مشروط".

وبعد انتهاء حلقة الأسئلة والأجوبة، قامت مجموعة كبيرة من عائلات المخطوفين بطلاء نفسها باللون الأحمر الذي يرمز إلى لون الدم، وسار بعض أفرادها بأيادٍ مقيدة، متجهين نحو مقر وزارة الدفاع، للاعتصام أمامه. وحمل عدد منهم لافتات تحمل صور أقاربهم المخطوفين، واستخدموا العصي التي حملت اللافتات للضرب على الأرض بشكل إيقاعي، بينما تجمع مزيد من الناس حولهم. وغطى شريط لاصق كُتب عليه الرقم 200 فم كل فرد من أفراد العائلات. وقبل أن يتفرقوا، بدأ ذوو المخطوفون ومناصروهم بترديد الرقم 200، وهو عدد الأيام التي مرت منذ هجوم يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، الذي تم فيه احتجاز أقاربهم كرهائن.