هذه هي الاستخلاصات التي يجب أن نتعلمها بعد 7 أشهر على القتال
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • الشرّ الإنساني لم يولد مع النازيين، ولم يمت معهم. لقد كان هناك مصادر للشرّ في العالم، وفي تاريخ شعبنا (مثل المذبحة التي نفّذها الرومان وتهجير شعبنا، بعد تمرُّد بار كوخفا)، وأيضاً اليوم، توجد مصادر شرّ قادرة على ارتكاب "فظائع"، كما أثبتت "حماس" يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر...
  • حتى لو جرى الإعداد للهجوم ضد إسرائيل واليهود بتخطيط مسبق، وبعناية، وحتى لو قام محاضرون مسلمون، و"معادون للسامية"، طوال سنوات، بإعداد التنظيمات الطلابية المعارِضة للصهيونية، لهذه اللحظة وهذه الأحداث، وحتى لو كانت تظاهرات "التقدميين" كما يدّعون، يقودها في الولايات المتحدة وأوروبا مسلمون فإن "الفظائع" التي ارتكبتها "حماس" لا تشكل اعتباراً له وزنه في الهجمات ضد إسرائيل، وكعادته، يسارع العالم إلى لوم اليهود.
  • سيكون من الخطأ تجاهُل عاملَين يعملان ضدنا بشكل شرعي: أولاً، التضامن العربي والإسلامي. الحديث يدور حول شعوب، الكرامة بالنسبة إليها شيء مهم، وتشعر بالتضامن عندما تواجه كل ما هو غريب عنها... انتصار إسرائيل في سنة 1948 يشكل جرحاً مفتوحاً في الكرامة العربية بصورة خاصة، والإسلامية عموماً.
  • حتى لو أقام بعض الدول العربية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل - بعكس موقف الجماهير التي قبلت ما قرره الحكام رغماً عنها - فإن الشعور بالكرامة ينهض عندما تضرب إسرائيل العرب مرة أُخرى. وفي الوقت نفسه، فإن ما يُعتبر انتصاراً - ويجب إن نعترف أن "حماس" وجّهت إلينا ضربة ثقيلة جداً خلال يوم كامل - يرمّم الكرامة العربية المهانة، وسيُحفظ في التاريخ كحدث مفصلي.
  • وعلى الرغم من "الفظائع" التي نفّذتها "حماس"، ومن الضربة القاسية التي لحقت بالغزيين نتيجة ذلك، فإن ما يجري يثير الكراهية لإسرائيل واليهودية، والرغبة في إعادة الاعتبار إلى الكرامة العربية.
  • العامل الثاني، هو معاناة الفلسطينيين عموماً، وبشكل خاص سكان غزة خلال النصف عام الماضي. إن وجود نحو 5 ملايين فلسطيني يعيشون في هذا البلد تحت الاحتلال، أو تحت حصار إسرائيلي جزئي، وعدد آخر مشابه، هم لاجئو الـ48 الذين يعيشون في الأردن وسورية ولبنان - عبارة عن جرح مفتوح في الوعي العربي، ومصدر تضامُن وعدم استقرار.
  • مشاهد الدمار والقتل في غزة تفتح من جديد قصة الذل والأذى اللاحقَين بالكرامة العربية والإسلامية. نحن لا نرى في إسرائيل هذه المعاناة والقتل، وذلك بسبب "مجاملة" الإعلام الإسرائيلي لنا، إلّا إن العالم العربي يرى هذه المشاهد، بفضل الجزيرة والقنوات الإعلامية الغربية، وبشكل يومي، ويزداد ألمه وكراهيته. كما تؤثر هذه المشاهد في الغربيين، وتؤدي إلى إحياء كراهية اليهود الموجودة لديهم أصلاً، وإن كانت خامدة.
  • إذاً، الصورة هي أن إسرائيل كانت وستظل تعيش في خطر يشكله العرب والمسلمون من حولها - وحتى في داخلها - بما في ذلك الدول التي وقّعنا معها اتفاقيات سلام، ما دام الصراع الدموي لا يزال مستمراً مع الفلسطينيين. هذا الخطر سيكبر، منذ الآن، وسيصل إلى مستويات تشبه تلك التي شهدناها في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. لا تستطيع إسرائيل الاعتماد على العالم الغربي، ولا حتى على الولايات المتحدة، كما أن التأييد لنا محدود أصلاً في العالم المسيحي، والطلاب التقدميون سيشكلون قيادات الغد، والهجرة الإسلامية الواسعة يمكن أن تؤثر في الغرب، وأن ترجح الكفة ضدنا.
  • الخلاصة الضرورية هي أن على دولة إسرائيل العمل على حلّ الصراع مع الفلسطينيين - وفي الوقت نفسه، عليها بناء قوة عسكرية أكبر بكثير مما لديها حالياً، وهو ما سيساعدها على الصمود وحدها في حرب طويلة. ويجب على العالم اليهودي تنظيم صفوفه لمحاربة معاداة السامية بطريقة أفضل مما هي عليه الآن.
 

المزيد ضمن العدد