الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه في الفترة التي سبقت هجوم "حماس"، قدّم أربع وثائق تحذّر من مغبة تداعيات الأزمة الداخلية على النظرة حيال إسرائيل إلى نتنياهو، والأخير ينفي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

اعترف الجيش الإسرائيلي، رسمياً، أمس (الخميس)، بأنه قدّم لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الفترة التي سبقت هجوم حركة "حماس"، يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أربع وثائق تحذّر من مغبة التداعيات التي يمكن أن تترتب على كيفية نظر الأعداء في جميع الجبهات إلى الضرر بالتكتل الاجتماعي في إسرائيل، وبالجيش الإسرائيلي، وخصوصاً على خلفية الأزمة الداخلية التي يشهدها البلد تحت وطأة خطة إصلاح الجهاز القضائي.

وجاء اعتراف الجيش الإسرائيلي هذا ردّاً على طلب جمعية "هَتسلاحا" ["نجاح"] الحصول على معلومات تتعلق بتقارير قُدمت لنتنياهو بشأن تهديدات تواجهها إسرائيل في أعقاب قيام حكومة هذا الأخير بالدفع قدماً بخطة الإصلاح، الرامية إلى إضعاف الجهاز القضائي منذ بداية سنة 2023.

وأشار الجيش الإسرائيلي في رده على طلب الجمعية إلى أنه في الإمكان القول إنه خلال سنة 2023، وبين شهرَي آذار/مارس وتموز/يوليو، تم إرسال 4 وثائق مختلفة من شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"]، بيّنت كيف ينظر أعداء إسرائيل في جميع الجبهات إلى الضرر الجاري في تكتل المجتمع في دولة إسرائيل، وفي الجيش الإسرائيلي بشكل خاص.

ونفى نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة أن يكون تلقّى تحذيرات من شعبة "أمان" بشأن هجوم محتمل من غزة، ووصف اعتراف الجيش بأنه ادّعاء مخالف للحقيقة، وأكد أن الجيش عرض تقييماً معاكساً تماماً، فحواه أن "حماس" غير معنية بالتصعيد، بل بالتسوية مع إسرائيل. كما أكد أن هذا التقييم كان مشتركاً على الدوام بين جميع الأجهزة الأمنية التي ادّعت، كذلك، أن "حماس" مردوعة.

وتطرّق البيان إلى الادعاء الذي ورد في وثائق الجيش بشأن التأثير السلبي لعدم التماسك في إسرائيل في أعدائها، فقال إن هذا ما حذّر منه رئيس الحكومة نفسه مرات عديدة، مركّزاً على ظاهرة الرفض [ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، احتجاجاً على خطة نتنياهو لإضعاف الجهاز القضائي].

تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو سبق له أن نفى، بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، أنه تلقّى تحذيرات من احتمال نشوب حرب مع "حماس".

وكتب نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه في موقع "تويتر"، أنه خلافاً لادّعاءات كثيرة، لم يقدّم في أيّ وضع، وفي أيّ مرحلة، تحذيراً لرئيس الحكومة من وجود نيّات حرب من جانب حركة "حماس". وأضاف أنه على العكس من ذلك، قدّرت جميع الجهات الأمنية، وضمنها رئيس شعبة "أمان" ورئيس جهاز "الشاباك"، أن "حماس" مردوعة، وأن وجهتها نحو تسوية. وشدّد على أن هذا هو التقدير الذي قُدّم، المرة تلو الأُخرى، لرئيس الحكومة ولـ"الكابينيت" من جميع الجهات الأمنية وأجهزة الاستخبارات حتى نشوب الحرب. غير أن نتنياهو اعتذر لاحقاً عن أقواله هذه، وكتب في 29 تشرين الأول/أكتوبر أنه أخطأ، وأنه يمنح جميع قادة الأذرع الأمنية دعماً كاملاً.

 

المزيد ضمن العدد