حتى عندما كان غانتس وأيزنكوت في الحكومة، لقد كانت دائماً حكومة نتنياهو - بن غفير - سموتريتش
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بالأمس، أعلن بني غانتس استقالة المعسكر الرسمي من حكومة نتنياهو - بن غفير- سموتريتش. من حكومة كانت كذلك قبل شهر وشهرين وثلاثة. "الوحدة" الظاهرية كانت مزيفة، لأنه حتى عندما كان غانتس وأيزنكوت في "كابينيت الحرب"، فإن القوة الحقيقية كانت في أيدي زعماء أحزاب اليمين المتطرف العنصري.
  • غرق الجيش الإسرائيلي في وحل غزة من دون استراتيجية خروج، ومن دون أيّ فكرة عمّا يمكن أن يحدث بعد "رفح"، المنطقة التي تحولت إلى أسطورة، هي الثمار الفاسدة لحضور بن غفير وسموتريتش؛ وأيضاً نتيجة التخلي، عملياً، عن الحلف الإقليمي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشمل التطبيع مع السعودية؛ واستمرار استباحة الضفة الغربية، وعربدة المستوطنين الذين يزداد عنفهم.
  • لقد كان لغانتس وأيزنكوت تأثير في بداية الطريق، لكن ليس في الأمور السياسية الكبيرة. لقد جرى استخدامهما كغطاء مريح لنتنياهو في مواجهة الولايات المتحدة والغرب. وعندما كان المسؤولون الرفيعو المستوى في الإدارة الأميركية يأتون إلى إسرائيل ويجتمعون بوزراء المعسكر الرسمي، كانوا يخرجون من هنا بانطباع أن الوضع غير ميؤوس منه.
  • كل هذا انتهى، تحديداً، بعد مرور 8 أشهر على تأليف حكومة الطوارىء، عندما تدخل استقالة الوزراء الثلاثة (الوزير حيلي تروفر) حيّز التنفيذ. لقد تعهّد غانتس، أمس، أن يمثل معارضة مسؤولة، ولم يتوقع أحد منه غير ذلك. لقد قال: "سنخرج للتظاهر وفق القانون، وليس بدافع الكراهية". وقصد بذلك التظاهرات في ساحة كابلان [المعارِضة للتعديلات القضائية والمطالِبة باستقالة نتنياهو] التي خرجت أحياناً عن السيطرة (وتميزت خصوصاً بوحشية الشرطة التي تذكّرنا بروسيا والصين). وهذا كلام مؤسف يصدر عن غانتس الذي حاول تمييز نفسه من المتظاهرين "الكابلانيين". أيّ تظاهرة هي قانونية، وإذا كان غانتس، وهو في طريقه إلى الخروج من الحكومة، يقوم بتشويه سمعة تنظيمات الاحتجاج والنضال، فيجب ألّا ننتظر منه شيئاً.
  • من جهة أُخرى، قال غانتس أمراً آخر بدا معروفاً "نحن نستقيل بقلب مثقل، لكن بقناعة"، وتطرّق غانتس، وبالتفصيل، إلى بنود كتاب الاتهام ضد نتنياهو، كما فعل قبله أيزنكوت. لا جدال بشأن الوقائع، اعتبارات سياسية شخصية هي التي تفرض مسار الحرب، من جهة، ومن جهة ثانية، الادارة السياسية الفوضوية والخطِرة التي تجرّ إسرائيل إلى الهاوية.
  • لقد أثنى غانتس بكلمات حارة، لا نسمعها عادةً في السياسة، على وزير الدفاع يوآف غالانت الذي سيحلّ محله في الطبقة الـ14. وفي المديح الذي أغدقه عليه، أراد أن يقول: "يوآف، مكانك ليس هنا". وربما حاول التلميح إليه بأن عليه تجاوُز الخطوط. وإن لم يكن الآن، في ذروة الحرب، ربما فور انتهائها. وقال عنه: "أنت زعيم حقيقي ووطني"، ومن هنا، يمكن التعرف على الآتي.
  • ... لقد عاد ائتلاف نتنياهو إلى حجمه الأصلي، 64 عضو كنيست. وحكومة "اليمين بالكامل"، التي خلّفت هنا خراباً بأحجام هائلة. رئيس حكومة التقصير و"المذبحة" سيضطر، من الآن فصاعداً، إلى مواجهة صنّاع التخريب الذين أدخلهم إلى الحكومة. والتقدير أنه سيفكك "كابينيت الحرب"، ويكتفي بـ"الكابينيت السياسي الأمني". ولن يكون هناك غانتس وأيزنكوت وتروفر لتلقّي هجمات اليمين، بينما نتنياهو صامت ومستمتع.
  • بالأمس، توكأ نتنياهو على بطولة المقاتلين الذين خاطروا بحياتهم في عملية أرنون لإنقاذ 4 مخطوفين من قلب غزة. واليوم، سيطرح على هيئة الكنيست قرار الاستمرار في تطبيق قانون تهرُّب الحريديم من الخدمة العسكرية، الذي يرمز إلى العكس تماماً.  هذا اليوم سيكون مخزياً للكنيست الإسرائيلي، وله شخصياً.
  • بالأمس، وبعد إعلان غانتس استقالته، قال نتنياهو إن بابه مفتوح أمام أيّ حزب صهيوني. وهذا كذب خالص صادر عن شخص نسيَ قول الحقيقة. فهو الذي دفع جدعون ساعر [زعيم حزب اليمين الرسمي] إلى الاستقالة قبل شهرين ونصف، ويرفض بشدة ضم أفيغدور ليبرمان إلى "الكابينيت المصغر"، على الرغم من تجربته الكبيرة. وثمة مَن يقول إن سارة نتنياهو هي التي وضعت فيتو على اسمه.