يجب علينا عدم مجاراة حزب الله في لعبته
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • النيران في الشمال لا تتوقف للحظة، كثيفة وفتاكة أكثر من أيّ وقت مضى، وفي المقابل، تكتفي قيادتانا السياسية والعسكرية بالتصريحات والتهديدات الفارغة التي لم يعد يتعامل معها أحد بجدية - لا هنا، ولا في لبنان. بعد كل شيء، ما هو عدد المرات التي يمكن فيها الإعلان أن صبرنا نفذ، أو التهديد بأننا سنعيد لبنان إلى العصر الحجري؟
  • في الوقت الذي تكتفي إسرائيل بالتصريحات الفارغة من المضمون، وعملياتها محدودة وحذرة، وتأتي دائماً كردّ على ضربات العدو، فإن حزب الله لا يقف جامداً في مكانه. فبعد 7 أشهر من القتال، فقد خلالها مئات القتلى والمصابين الذين لا يقدمون ولا يؤخرون، بالنسبة إليه، اكتشف نقطة ضعف في منظومة الدفاع العسكرية، وهي الصعوبة في التصدي للمسيّرات، ومن خلال استغلال نقطة الضعف هذه، يهاجم بكل قوته أهدافاً داخل إسرائيل. وإلى جانب ذلك، عزز الحزب وتيرة وقوة النيران التي يُطلقها علينا، حتى أنه وسّع نطاق المناطق التي تصل إليها صواريخه ومسيّراته.
  • الضعف الذي تعكسه القيادة الإسرائيلية يشجعه على الاستمرار فيما يقوم به.
  • وعلى الرغم من ذلك، فإن قيادات حزب الله تعود وتشرح أنها غير معنية بحرب شاملة، كأن ما يجري في الشمال، على الأقل بالنسبة إلى السكان هناك والجنود على طول الحدود، ليس حرباً... بعد كل شيء، حزب الله حقق ما يريده، ولا يحتاج إلى تصعيد يمكن أن ينتزع منه إنجازاته. إنه يسوّق نفسه حامياً لغزة، ومَن نجح في إجلاء آلاف الإسرائيليين عن منازلهم، وفي نهاية المطاف، هو مَن يهاجم أهدافاً في إسرائيل على طول الحدود.
  • يبدو أن القيادة الإسرائيلية تخاف من حزب الله، وتنقل عدوى خوفها إلى الجمهور برمته. هذا الخوف يدفع إلى الشلل ويمنع القدرة على التفكير بمنطق، أو التفكير خارج الصندوق إزاء كل ما يتعلق بالتعامل الملائم مع حزب الله، وإنهاء الحرب التي يخوضها ضدنا في الشمال.
  • من حُسن حظنا، لسنا وحدنا الذين نتخوف من حزب الله، هو أيضاً يخاف منا. الحقيقة أن الردع الإسرائيلي يتآكل في ضوء عجز حكومة إسرائيل على الحدود الشمالية، كما هي الحال في غزة، إلاّ إن حزب الله لا يزال يتخوف من أنه في حال فُرضت علينا الحرب في الشمال، فسنردّ بحرب قاتلة، وهو يعلم ما لا يفهمه المجتمع لدينا، أنه في حالة الحرب الشاملة، يمكن أن يضرب ضربات مؤلمة في العمق الإسرائيلي، لكن قوته لن تصمد أمام إسرائيل المتكاتفة، المجندة، والمصممة، وستضرب لبنان كما ضربت غزة.
  • في الأسابيع الأولى من الحرب، اختارت إسرائيل التركيز على الحدود الجنوبية، والدخول في عملية دفاعية في مواجهة حزب الله، إلا إن ما كان ممكناً ومطلوباً في بداية الحرب تحول، بالتدريج، إلى أمر لا يطاق. واقع حرب الاستنزاف هذه في الشمال يدفّعنا أثماناً كبيرة، وأيضاً يضرّ بما تبقى من قوة ردعنا.
  • ومن هنا، فإن مواصلة الجلوس مكتوفي الأيدي والتزام سياسة الاحتواء والرد المحدود استنفدت نفسها. حرب الاستنزاف التي فرضها علينا حزب الله يجب أن تنتهي، والمهم أن التشديد على هذا لا يعني، بالضرورة، الحرب الشاملة.
  • إسرائيل لا تستغل تفوّقها العملياتي والاستخباراتي على حزب الله، وأيضاً لا تستغل خوف التنظيم من الحرب.
  • إذاً، ما يجب القيام به هو البدء بالرد بقوة وحزم، ولا حاجة إلى البدء باغتيال نصر الله، أو تسوية الضاحية بالأرض، معقل التنظيم في جنوبي بيروت. يمكن أولاً اتخاذ سلسلة ردود تضع للتنظيم خطوطاً حمراء من دون جرّ المنطقة إلى حرب. مثلاً، أن نضرب في العمق اللبناني عندما يعترض حزب الله مسيّرة تابعة لسلاح الجو. لماذا لا نردّ بهذه الطريقة كل مرة يضرب فيها حزب الله البلدات والمواطنين في الحدود الشمالية؟
  • في نهاية المطاف، إن مَن لا يتجرأ ويخاطر، سيجد نفسه في نهاية المطاف، يُجَرّ رغماً عنه، وفي موعد غير ملائم له، إلى مواجهة شاملة مع حزب الله، مثلما حدث بيننا وبين "حماس" بالضبط.