قال موقع "إكسيوس" الإخباري الأميركي، أمس (السبت)، إن الولايات المتحدة اقترحت صيغة جديدة لأجزاء من صفقة تبادُل الأسرى في مقابل وقف إطلاق النار المقترح بين إسرائيل وحركة "حماس"، في محاولة للتوصل إلى الاتفاق، في الوقت الذي قام أقارب المخطوفين المحتجزين في قطاع غزة بتظاهرات احتجاج لحثّ الحكومة على التوصل إلى اتفاق.
وقال الموقع إنه نقل هذا النبأ عن ثلاثة مصادر مطلعة بشكل مباشر على المحادثات، وهي الولايات المتحدة والوسيطتان قطر ومصر، وأشار إلى أن التركيز تمّ على تعديل البند الثامن من الاتفاق، والمتعلق بالمفاوضات التي ستُعقد خلال وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، المنصوص عليه في المرحلة الأولى من الاتفاق.
ونُقل عن أحد المصادر المذكورة قوله: "تعمل الولايات المتحدة جاهدة لإيجاد صيغة تسمح بالتوصل إلى اتفاق"، في حين توقّع آخر أن يتم التوصل إلى الاتفاق، إذا وافقت "حماس" على التغييرات.
وبموجب النص الحالي للاقتراح، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق من شأنها أن تشهد وقف القتال في غزة لمدة 6 أسابيع، وخلال هذه الفترة، ستفرج "حماس" عن المخطوفين الأحياء المتبقين من النساء وكبار السن والمرضى. وبالتزامن مع ذلك، من المقرر أن يعقد الجانبان محادثات للتوصل إلى هدنة ثانية مدتها 6 أسابيع، تقوم "حماس" خلالها بإطلاق المخطوفين الأحياء المتبقين، بمن فيهم الشباب والجنود. لكن يمكن لإسرائيل استئناف القتال، إذا ما تبين أن "حماس" تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق. وحسبما ورد، تريد "حماس" أن تتناول المحادثات خلال المرحلة الأولى من الاتفاق عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في مقابل إطلاق المخطوفين الذكور الأحياء فقط. بينما تريد إسرائيل أيضاً مناقشة نزع السلاح في غزة من بين أمور أُخرى.
ووفقاً لبعض تسريبات الاقتراح الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر، فإن البند الثامن ينص على ما يلي: "في موعد لا يتجاوز اليوم السادس عشر [من المرحلة الأولى]، بدء المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين للاتفاق على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، بما في ذلك تلك المتعلقة بمفاتيح تبادُل الرهائن والأسرى (الجنود والرجال المتبقين)، وينبغي الانتهاء من ذلك والاتفاق عليه قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة [الأولى]".
وكان مصير الاقتراح غير واضح الأسبوع الفائت، بعد أن قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة التلفزة الإسرائيلية اليمينية 14 إنه مستعد لسحب الجيش بشكل موقت من قطاع غزة في مقابل صفقة جزئية تشهد عودة بعض المخطوفين، لكنه سيواصل بعد ذلك القتال، حتى يتم تدمير "حماس". لكن بدا كما لو أن نتنياهو يتراجع عن تصريحه في اليوم التالي، مؤكداً أنه لا يزال ملتزماً المقترح الإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار الذي رحّب به الرئيس الأميركي جو بايدن.
من ناحية أُخرى، تعهد منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين، الذي نظّم تظاهرته الأسبوعية في وسط تل أبيب مساء أمس، مواصلة دعوة الحكومة إلى تحقيق الصفقة التي قدمها بايدن لأول مرة في خطاب ألقاه يوم 31 أيار/مايو الماضي.
وفي دعوته إلى التظاهرة الأسبوعية أمس، قال المنتدى: "يتعين علينا الموافقة على الاتفاق، ولا يمكننا تفويت هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق يعيد جميع المخطوفين إلى ديارهم، الأحياء لإعادة تأهيلهم، والقتلى لدفنهم بشكل لائق".
في موازاة ذلك، أُقيمت تظاهرة أُخرى في شارع كابلان في تل أبيب للمطالبة باستقالة الحكومة الإسرائيلية وإجراء انتخابات جديدة. وقال منظمو هذه التظاهرة إنهم سيقومون بإعلان إضراب تجاري يوم 7 تموز/يوليو المقبل، بمناسبة مرور 9 أشهر على يوم الهجوم الذي شنّته حركة "حماس"، وفشلت الحكومة في منعه.