هذه هي الشروط التي يمكن أن تسمح بإتمام صفقة المخطوفين
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- من المنتظر أن يتوجه الوفد الإسرائيلي للتفاوض بشأن صفقة المخطوفين إلى قطر يوم الخميس، تُجمع المؤسسة الأمنية على أن الظروف باتت جاهزة لإتمام الصفقة، وأننا وصلنا إلى نقطة الحسم. ويشرح رؤساء المؤسسة الأمنية أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى مرحلة حقق فيها إنجازات كبيرة، وأنه سينجح في التغلب على العقبات الأمنية، مثل إخلاء ممر نتساريم والخروج من ممر فيلادلفيا. والسؤال هو: ما هي الظروف التي نضجت؟ ولماذا يؤيد كل الأطراف الذين على علاقة بالمفاوضات الصفقة؟ ولماذا غيّرت "حماس" موقفها؟
- مصير المخطوفين: الأمر الأول الذي يذكره هؤلاء الأطراف هو أن مصير المخطوفين هو المطروح على المحك. أمس، وصل خبر موت اثنين من المخطوفين خلال وجودهم في أسر "حماس". منذ الصفقة الأولى وحتى الآن، توفي 13 مخطوفاً. تقول مصادر لها علاقة بالمفاوضات إن في الإمكان إنقاذ عشرات المخطوفين من الموت، لذا، يجب إنهاء الصفقة في أقرب وقت ممكن.
- التوقيت السياسي: بعد اغتيال محمد الضيف، في إمكان نتنياهو أن يسوّق للجمهور الآن مقولة إن الضغط العسكري حقق إنجازات كبيرة، وأدى إلى تركيع "حماس"، وهذا يساعد على التوصل إلى صفقة. علاوةً على ذلك، لمّح رئيس الحكومة إلى أنه سيكون أكثر مرونةً خلال العطلة إزاء ما يتعلق بالصفقة، في ضوء معارضة سموتريتش وبن غفير والتخوف من قيامهما بإسقاط الحكومة. وبحسب التقديرات، هناك أغلبية في الحكومة وفي "الكابينيت" مع الصفقة.
- الانتخابات في الولايات المتحدة: استخدمت الولايات المتحدة أدوات ضغط كبيرة على الوسطاء، وخصوصاً مصر وقطر. وفي ضوء دراما انسحاب بايدن، يرغب الأميركيون في الهدوء من أجل التركيز على الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ورسالة إدارة بايدن هي: إنها فرصة، وبعدها ستكون الإدارة مشغولة بالانتخابات.
- على الصعيد الاستراتيجي: لم يتغير هدف الحرب، لكن الوقائع تغيرت. قبل بضعة أشهر، لم يكن أحد يتحدث عن معركة متعددة الجبهات، بل كنا في خضم معركة تقوم على تبادُل الضربات مع إيران وحزب الله والحوثيين. وبحسب مصادر في المؤسسة الأمنية، هناك حاجة إلى الانتهاء من غزة والاهتمام بإيران، وهناك حاجة إلى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم. يقول الجيش إنه بحاجة إلى التركيز على الشمال. في المقابل، باتت قوات الاحتياط منهكة، بعد مئات الأيام التي أمضاها عناصرها بعيداً عن منازلهم، وفي ظروف صعبة. هناك حاجة استراتيجية إلى إنهاء المعركة في غزة والتفرغ للمحور الإقليمي المعارض للمحور الإيراني الذي يحاول استنزاف إسرائيل.
- تركيع "حماس": الآن، "حماس" في نقطة ضعف، والجمهور في غزة يتوق إلى وقف إطلاق النار. لقد تلقت "حماس" ضربة قوية باغتيال محمد الضيف، وإسرائيل تكثّف عملياتها ضدها في الضفة الغربية. كما قام الوسطاء بالضغط على "حماس" بشدة، وتواجه ضغطاً عليها من الجمهور الغزي. علاوةً على ذلك، يشعر السنوار و"حماس" بخيبة أمل إزاء فكرة أن توقف الولايات المتحدة إسرائيل. حتى المحاكم الدولية لم توقف الحرب. في المرحلة الثالثة، تستطيع إسرائيل الاستمرار في القتال، وفي "حماس" يرون أن الشرخ بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليس عميقاً. وهناك مؤشرات من دول الخليج إلى أنها مستعدة لـ"اليوم التالي، الذي لا يشمل حماس".
- الأطراف المعنية بالمفاوضات تدرك هذا الوضع جيداً، وتشرح أنه يمكن أن يتغير، وكل إطار من هذه الأطر التي تعمل لمصلحة إسرائيل حالياً، يمكن أن يتغير. لذلك، يتحدث كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية عن فرصة قد لا تتكرر، لأنه يوجد، إلى حد كبير، تقاطُع في الظروف التي نضجت، والتي قد تتغير لاحقاً.