عنف المستوطنين حطّم الأرقام القياسية ولا أحد يعبأ بذلك تقريباً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • 32 ثانية هي مدة الفيديو الذي لا يترك مجالاً للخيال، ولا يمكن أن يترك أحداً غير مبال. يصوّر الفيديو 4 مستوطنين يهاجمون بالعصي امرأتين و3 رجال فلسطينيين يجلسون في باحة منزلهم في جنوب الخليل. ثلاثة من المهاجمين كانوا مقنّعين، وواحد كان وجهه مكشوفاً. لقد انقضوا على الفلسطينيين وضربوهم بالهراوات. أحد الفلسطينيين سقط على الأرض وغاب عن الوعي، بينما أصيبت امرأة في رأسها. مَن كان يصوّر الفيديو صرخ " أيها الجندي"، متوجهاً إلى جندي جاء سيراً على الأقدام مع المستوطنين، ووجّه سلاحه نحو المعتدى عليهم، أي الفلسطينيين. وعندما استدار المستوطنون، مغادرين المكان، بعد إنهاء مهمتهم، أطلق الجندي النار في الهواء، وهو ينظر إلى الفلسطينيين الذين تعرضوا للهجوم.
  • أول مَن نشر الفيديو المروع كانت مراسلة الشؤون الفلسطينية في قناة "كان للأخبار" نوريت يوحنان، بالإضافة إلى خبر في الإذاعة. وباستثناء ما كتبه بار بليغ وجاكي خوري في "هآرتس"، لم أعثر على ذِكر لهذا العمل الإجرامي.
  • لقد نقلت يوحنان عن جعفر النجار الذي شهد الحادثة، أن كل شيء بدأ مع مستوطن قام برعي قطيعه في أرض قريبة من منازل فلسطينيين. ويقول النجار إنه استنجد بالشرطة التي أرسلته إلى الجيش. وبعد مرور 3 ساعات من دون أن يحدث شيء، طلب الفلسطينيون بأنفسهم من الراعي مغادرة المكان. فقام هذا الأخير بالاتصال بأحدهم، وبعد مرور خمس دقائق، وصل إلى المكان عدد من المستوطنين برفقة جندي مسلح. "قالوا لنا إنهم سيأخذون القطيع الذي ادّعوا أننا سرقناه"، يروي النجار، "وبدأ الجندي ومستوطن بتفتيش قطيعنا، وجاء أربعة أشخاص إلى منزل شقيقي، بينما كان يجلس مع ابن عمي وزوجتي أمام مدخل المنزل، قال لهم أخي إن هذا منزله، حينها، بدأ الاعتداء الذي رأيناه في الفيديو". تم نقل رجل وامرأة إلى المستشفى، وهما يعانيان جرّاء جروح بليغة. وعندما غادر الرجل المستشفى، قدم شكوى إلى الشرطة مدعومة بالفيديو المذكور أعلاه.
  • وماذا حدث؟ أنتم تعرفون. لو كان الوضع معاكساً، لتم القبض على المتورطين في القضية منذ وقت طويل، لكن يُسمح لأسياد هذا البلد بكل شيء في هذه القطعة من الأرض التي تسمى "يهودا والسامرة". لقد كان عنف المستوطنين موجوداً على الدوام، لكنه بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصبح أكثر وحشيةً وقسوةً، وهو تقريباً غير موجود في الخطاب العام. روح إيتمار بن غفير تغرس الثقة في نفوس أهل الفضيلة بأن كل شيء مسموح، وأغلبية وسائل الإعلام تنحاز إليه.
  • لكن الأمر المثير للغضب وجود موقوف واحد فلسطيني. لقد قرر الجيش، لسبب غير معروف، توقيف أحد رجال القرية ساعات طويلة. وجرى التحقيق معه، ولم يفرج عنه إلّا بعد أن تأكد من أنه لم يفعل شيئاً. في المقابل، لم يتم استجواب أي مستوطن.
  • الدم الفلسطيني مباح، باسم الانتقام، ودم اليساريين مباح، باسم المعارضة، ودم هذه الدولة نفذ، ولم يبقَ سوى ظل شاحب لمجتمع ديمقراطي متعطش إلى الحياة، ويرغب في السلام مع جيرانه، إسرائيل هذه قتلوها.
  • الناطق بلسان الجيش ردّ على الحادثة قائلاً: "وصلت معلومات عن تعرُّض امرأة ورجل فلسطينيَّين لهجوم من عدد من الإسرائيليين المقنّعين في منطقة جنوب الخليل. أحد مقاتلي الجيش الإسرائيلي، الذي أُرسل إلى المكان، أطلق النار في الهواء وأوقف الهجوم. وجرى تقديم شكوى إلى الشرطة".
 

المزيد ضمن العدد