الغارة على بيروت: لماذا الآن، لماذا هناك، وما الذي قد يحدث؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • ما زال من غير الواضح ما إذا كانت محاولة الاغتيال في بيروت قد نجحت، لكن بغض النظر عن نتيجتها، وقبل أن نعرف كيف سيردّ حزب الله، يمكننا هنا أن نعلّق على ثلاث نقاط مرتبطة بالحدث:
  1. توقيت الرد الإسرائيلي: وقع الحادث المأساوي في مجدل شمس مساء السبت. لم يكن في إمكان أحد التنبؤ بأن مثل هذا الأمر سيحدث في هذا الوقت وهذا المكان، لكن كان يجب أن يكون واضحاً للجميع أن حدثاً مأساوياً من هذا النوع يسقط فيه عدد من الضحايا قد يحدث، بل إنه من شبه المؤكد أنه سيحدث. لو كنا في زمن آخر، لكان الجيش الإسرائيلي يجهّز لتنفيذ عملية خاصة للقوات الجوية يمكن تنفيذها في وقت قصير، بعد الغارة المعادية الخطِرة - التي تتلقاها إسرائيل. هذا ما كان يجب أن يحدث يوم السبت الماضي. فلو كانت إسرائيل قصفت ليلة السبت هدفاً نوعياً لحزب الله، لا شخصية قيادية فيه (هدف نوعي يتمثل في بنية تحتية، على سبيل المثال)، لكنا سنكسب على أربعة مستويات: فالرد الفوري يخلق دائماً شعوراً بالقوة وثقة بالنفس، يبتلعهما ضجيج الهجوم علينا، كما أن الرد الفوري يتيح لنا ضرب هدف نوعي بصورة ناجعة، قبل أن يخليه حزب الله، ويتيح تحييد الضغط الذي يمكن أن تمارسه الدول الصديقة لإسرائيل عليها، بشأن ضرورة عدم مهاجمة بيروت نفسها.

لكننا لم نفعل ذلك لسبب ما. ربما تمثل السبب في عدم وجود أمر عملية مُحكم وجاهز لدى سلاح الجو، وهذا غريب. وربما كان السبب وجود رئيس الوزراء في الولايات المتحدة، وعدم استعداده لتفويض وزير الدفاع خلال غيابه، وهكذا تم تفويت فرصة الرد في الوقت المناسب، وضد الهدف المناسب. وبغض النظر عن ذلك، لقد آن الأوان للتوقف عن هذه العادة الغريبة التي تحول دون سفر رئيس الوزراء يوم السبت [بدعوى عدم انتهاك حرمة السبت اليهودي]، فإن كان في الإمكان انتهاك حرمة السبت لالتقاط الصور مع [المختطفة الإسرائيلية التي تم تحريرها] نوعة أرغماني فور تحريرها يوم السبت، فإن رئيس الوزراء يمكنه أيضاً العودة إلى البلد التي تشهد حالة حرب في أقرب وقت ممكن.

  1. الجبهة المهمة: أمضى رئيس الوزراء أسبوعاً في الولايات المتحدة، ولم يخُض أيّ نقاش بشأن الموضوع الرئيسي - جبهة لبنان. وسواء اندلعت الحرب في هذه الأيام، أو تم تأجيلها، فمن الواضح أن الحرب في لبنان هي التحدي الرئيسي لإسرائيل. كان من المفترض بنتنياهو أن يحاول الحصول على دعم أميركي لثلاثة أمور: الحرب في الشمال (إذا قررنا أنه لا يمكننا تجنُّبها)، ووجوب توجيه الحرب نحو دولة لبنان وبنيتها التحتية، وليس ضد حزب الله، لكي نتمكن من الانتصار فعلياً، والأهم من ذلك: عدم اكتفاء الولايات المتحدة بإرسال المساعدات في حال شنّت إيران هجوماً، بل إرسالها رسالة تهديد لإيران، مفادها أن هجومها على إسرائيل قد يؤدي إلى رد أميركي في إيران نفسها. لم يُجرِ رئيس الوزراء مثل هذا الحوار لسبب بسيط: لقد كان يعلم بأن الإجابة الأميركية المتوقعة ستكون: إننا مستعدون لدعمكم، وتسريع تزويدكم بالذخائر، لكن عليكم أولاً توقيع صفقة الأسرى. أمّا نتنياهو، فقد بذل كل جهده للتهرب من ذلك.
  2. صفقة الأسرى: نسمع منذ شهرين مسؤولين أمنيين كباراً يقولون إن هناك نافذة فرص للتوصل إلى صفقة أسرى في غزة، وإن لم نستغلها، قد تُغلق النافذة. وفعلاً، إذا دخلت إسرائيل في حرب شاملة في لبنان، فإن نافذة الفرصة ستُغلق بسرعة. لن يكون لدى السنوار أيّ سبب يدعوه إلى الرغبة في التوصل إلى صفقة، لأنه يرى أن حرباً شاملة في الشمال - من المتوقع أن تنضم إليها عناصر أُخرى من سورية والعراق هي بمثابة تحقيق لحلمه الكبير.
  • وهكذا، بدلاً من التوصل إلى استعادة الأسرى أخيراً، وإنهاء الحرب في غزة، ثم التوصل إلى وقف إطلاق نار في الشمال، أو على الأقل، أن يكون لدينا جاهزية كاملة، وبدعم أميركي - فإننا قد نجد أنفسنا فعلاً في حرب متعددة الجبهات، في ظل توتّر العلاقات مع الولايات المتحدة، ونواجه تداعيات أمنية واقتصادية خطِرة جداً.