الجيش الإسرائيلي يعلن أنه قام باغتيال القائد في حزب الله فؤاد شُكر خلال قصف استهدف مبنى سكنياً في الضاحية الجنوبية لبيروت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعلنت مصادر مسؤولة في حزب الله أن طفلين وامرأة قتلوا، وأصيب أكثر من 85 شخصاً في قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال محاولة إسرائيلية لاغتيال قائد كبير في حزب الله مساء أمس (الثلاثاء).

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عنه أنه قام باغتيال القائد في حزب الله فؤاد شُكر (الحاج محسن)، بينما ذكر مصدران أمنيان في لبنان أن شُكر نجا من محاولة الاغتيال والقصف الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية.

وقال بيان الجيش الإسرائيلي: "هاجمنا في بيروت، وعلى نحو دقيق، القائد المسؤول عن قتل كثيرين من الإسرائيليين". وأضاف البيان: "من خلال عملية تصفية دقيقة قام بها الجيش الإسرائيلي، شنّت طائرات حربية غارات على منطقة بيروت، بناءً على معلومات استخباراتية وردت من شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] وقضت على المدعو الحاج محسن، وهو فؤاد شُكر، القيادي الأبرز في حزب الله ومسؤول الشؤون الاستراتيجية فيه، وبالإضافة إلى ذلك، كان يُعتبر اليد اليمنى لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ومستشاره لشؤون التخطيط وإدارة الحرب".

وأشار البيان إلى أنه حتى هذه المرحلة، لا يوجد تغيير في التعليمات للجبهة الداخلية.

وجاءت الغارة الإسرائيلية على بيروت بعد ثلاثة أيام على مقتل 12 شخصاً جرّاء سقوط صاروخ بجانب ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان، واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ، متوعداً برد قاسٍ، إلا إن الحزب نفى ذلك، وقال إنه لا علاقة للحزب بالحادث على الإطلاق، وينفي نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص. وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية ["كابينيت"] فوّض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتحديد طبيعة الرد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر أمس أنه يريد تجنّب أيّ حرب أوسع مع حزب الله، لكنه في الوقت عينه، أكّد أن قواته مستعدة لأيّ سيناريو.

واتهم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري في بيان صادر عنه حزب الله بجرّ شعب لبنان ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها إلى تصعيد أوسع، وأضاف: "على الرغم من أننا نفضل حلّ الأعمال العدائية من دون حرب أوسع، فإن الجيش الإسرائيلي على استعداد تام لأيّ سيناريو".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الغارة على ضاحية بيروت قتلت القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شُكر، المعروف أيضاً بالحاج محسن. وأضاف في تغريدة نشرها في موقع "إكس": "في عملية مميتة ودقيقة ومهنية، قتلت قوات الجيش الإسرائيلي، الليلة، رئيس هيئة أركان حزب الله. إن يدي الحاج محسن ملطختان بدماء كثيرين من الإسرائيليين". وأشار غالانت إلى أن هذه الغارة جاءت ردّاً على قيام حزب الله بتجاوز الخط الأحمر.

في المقابل، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جنين هينيس بلاسخارت، أمس، عن قلقها العميق إزاء الضربة التي شنها الجيش الإسرائيلي على منطقة مكتظة بالسكان في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. واعتبرت المسؤولة الأممية في بيان صادر عنها أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً، وقالت إنها على اتصال وثيق بالمحاورين الرئيسيين في النزاع، ودعت إلى التهدئة.

ودان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ما وصفه بأنه عدوان إسرائيلي سافر على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيراً إلى أنه أدى إلى سقوط العشرات من المواطنين اللبنانيين بين قتيل وجريح.

وقال ميقاتي في بيان: "لم تشبع آلة القتل الإسرائيلية من استهداف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع، وصولاً إلى عمق العاصمة بيروت، وعلى بُعد أمتار من أحد أكبر المستشفيات في لبنان"، مضيفاً أن "هذا العمل الإجرامي الذي حدث الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية التي تحصد المدنيين، في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي الإنساني، وهو أمر نضعه أمام المجتمع الدولي الذي يجب عليه تحمّل مسؤولياته والضغط بكل قوة لإلزام اسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية".

وأكد ميقاتي أن لبنان يحتفظ بحقه الكامل في القيام بكل الإجراءات التي تساهم في ردع العدوان الإسرائيلي، وأوضح أنه دعا الحكومة اللبنانية إلى الانعقاد اليوم (الأربعاء) لمناقشة آخر التطورات.