فصول من كتاب دليل اسرائيل
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
انتقد قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع عُقد في بحر الأسبوع الماضي، واستمر ساعات، وشهد خلافاً على خلفية المفاوضات الجارية لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس".
وفي الاجتماع الذي عُقد يوم الأربعاء الماضي للتباحث في المفاوضات، قال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، لنتنياهو: "نشعر بأنك توفدنا من أجل التفاوض، ومن ناحية أُخرى تقوم بإجراء تغييرات على المقترح."
وشارك في الاجتماع كل من وزير الدفاع، يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرتسي هليفي، ورئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، رونين بار.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 تسريبات وانتقادات قادة الأجهزة الأمنية لنتنياهو، وبينها انتقادات لرئيس جهاز "الشاباك" الذي أعرب عن شعوره بأن نتنياهو لا يريد مقترح الصفقة المطروح على الطاولة، وخاطبه قائلاً: "إذا كانت هذه نيتك فعلاً، فأخبرنا." كما أكد مسؤول ملف المخطوفين في الجيش، اللواء في الاحتياط نيتسان ألون، أن كل الشروط التي أضافها نتنياهو على المقترح لن يتم قبولها، ولن تكون هناك صفقة، وأضاف: "مع ما تقوله، ليس هناك ما يمكن الاستمرار فيه، ونحن لا نزال عند نقطة الصفر."
وذكر رئيس جهاز الموساد خلال الاجتماع أن هناك صفقة مطروحة، وإذا تأخر التوصل إليها، فإن الفرصة يمكن أن تضيع.
ومن جانبه، فقد اتهم نتنياهو قادة الأجهزة الأمنية بالكسل وعدم معرفة كيفية إدارة المفاوضات، وأكد أنه بدلاً من الضغط على رئيس الحكومة، فإنه ينبغي الضغط على يحيى السنوار [قائد "حماس" في غزة].
ونقلت قناة التلفزة نفسها عن مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية قولهم عقب الاجتماع: "إن نتنياهو لا يريد صفقة في هذا الوقت، وهو مستمر في إصراره على الرغم من أننا أوضحنا له أننا نعلم كيف نتعامل مع تداعيات الصفقة. يجب فهم أننا في الوقت الحالي أمام مفترق حرج؛ فإمّا دخول حرب شاملة، وإمّا التوصل إلى صفقة."
هذا وقال مسؤول رفيع المستوى في فريق المفاوضات لصحيفة "هآرتس" إن جميع المسؤولين في الفريق يرجحون أن نتنياهو غير معني بإبرام الصفقة. وأضاف: "هناك هوة واسعة بيننا وبين رئيس الحكومة. جميعنا على قناعة بأن التعديلات الإسرائيلية الجديدة ستؤدي إلى نسف المفاوضات، ومن ناحية أُخرى، فإن لدينا أدوات تتيح لنا التعامل الأمني في صفقة لا تشمل هذه التعديلات."
وعلمت صحيفة "هآرتس" أن أعضاء فريق المفاوضات عرضوا على نتنياهو أن يقوم بصوغ صفقة جديدة بصورة أفضل من المقترح الحالي، على أن تتضمن تغييرات قام هو بإدخالها على المقترح، وفي مقدمها الإصرار على بقاء الجيش في محور "نتساريم" ومحور فيلادلفيا، إلاّ إن نتنياهو رفض الاقتراح، وقال إنه مهتم بمواصلة مناقشة الصفقة الحالية وفق شروطه.
وقال بيان صادر عن عائلات المخطوفين الإسرائيليين إن ما نشر معناه أن نتنياهو قرر الانسحاب من الصفقة التي عمل عليها هو بنفسه، وأضاف: "لن نسمح بالتخلي عن المخطوفين، ونطلب من فريق المفاوضات وقادة الأجهزة الأمنية الظهور فوراً أمام الرأي العام وتقديم تقرير موثوق بشأن مَن يعيق المفاوضات لإطلاق المخطوفين، ودوافع ذلك."
ويُذكر أن رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، ورئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، قاما أمس بزيارة قصيرة إلى مصر لإجراء محادثات بشأن استكمال المفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، والتقيا رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عباس كامل، ومسؤولين مصريين آخرين لبحث استئناف المفاوضات عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران.
وعلمت "هآرتس" أن محادثات القاهرة لم تحقق أي اختراق، وأن الصفقة لا تزال بعيدة.
وأقامت عائلات المخطوفين الإسرائيليين مساء أمس تظاهرات قبالة وزارة الدفاع في تل أبيب، وفي عدة أماكن في أنحاء إسرائيل.
وجاء في بيان صادر عن عائلات المخطوفين أن هناك صفقة على الطاولة، لكن نتنياهو قام بإحباطها بصورة متعمدة ومباشرة، وهو يجر الأمور نحو التصعيد.
وأشار البيان إلى أن جميع المسؤولين الأمنيين في إسرائيل يدعمون الصفقة، وإلى أنه بعد موافقة "حماس" عليها، قام نتنياهو بإدخال شروط جديدة من أجل نسفها، وأكد أن الصفقة تصب في مصلحة إسرائيل الأمنية، وأن الطرف الوحيد الذي يعارضها لأسباب شخصية هو رئيس الحكومة.