الحاجة إلى العمل عبر ائتلاف دولي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • تُظهر الاستعدادت لرد إيران أو أحد وكلائها مرة أُخرى الحاجة الإسرائيلية إلى ائتلاف للدفاع عنها. وقد شددت العقيدة الأمنية الإسرائيلية التقليدية على الحاجة إلى العمل بصورة مستقلة، لكن طبيعة التهديدات والحروب تغيرت، وتواجه إسرائيل الآن صعوبة في مواجهة التهديدات المتعددة الجبهات التي تقودها إيران بصورة منفردة. وبناء على ذلك، يتعين على إسرائيل استبدال الأسطوانة، وإدراك المصالح الحساسة لدول الائتلاف إذا كانت تنوي أن تستغل بصورة جيدة ميزات العمل عن طريقه.
  • ومن أجل إزالة أي شك، فإن هناك دولاً عربية، وحتى غربية، شريكة في الائتلاف لم تشارك مؤخراً في التحرك المشار إليه. إنما التخوف هو من إيران والحوثيين، وتوجد هناك الرغبة في منعهم من تحقيق إنجاز، وفي المقابل، عدم الوقوف في خط النار، الذي هو الهدف الذي يضعه أعضاء الائتلاف الدولي نصب أعينه.
  • ويواجه العديد من الدول العربية تهديدات تشبه تلك التي تواجهها إسرائيل، وأساساً، تهديد الصواريخ المتعددة والمسيّرات. لكن حتى الدول المجهزة جيداً بوسائل قتالية تتردد في دخول مواجهة مباشرة مع وكلاء إيران، كي لا نقول مع إيران نفسها، وهي تدرك أن ميزان القوى ليس في مصلحتها، ويمكن أن يعكس قوة إيرانية متزايدة مع اقترابها من عتبة النووي. إن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف الدولي ملزمون بالدفاع عن أمن إسرائيل ومنع تعاظم قوة إيران، لكنهم أيضاً يريدون منع التصعيد الذي يلحق الضرر بمصالحهم الاقتصادية والاستراتيجية.
  • وقد أكد الهجوم الإيراني في نيسان/أبريل الماضي، الذي أُحبط بالكامل، أهمية التحرك عبر ائتلاف إقليمي، بل أيضاً ضرورته. ولقد كان الإحباط إلى حد بعيد ثمرة التخطيط والتنفيذ وقيادة القيادة الوسطى الأميركية، ومن دونه، لم يكن في إمكان الأميركيين تجنيد دول عربية قريبة وبعيدة من أجل عمليات الكشف والإنذار والاعتراض.
  • لكن العمل الائتلافي له محدداته وأثمانه؛ فهو أولاً يفرض الأخذ في الحسبان مصالح الشركاء وتنسيقاً كبيراً، ويتطلب وقتاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدول العربية ليست أكيدة من أن الولايات المتحدة ستهب إلى مساعدتهم كما تساعد إسرائيل، لذلك، فهي تقف موقف المتفرج... ويُضاف إلى ذلك التخوف من الرأي العام العربي من أن تبدو هذه الدول شريكة في ائتلاف دولي معادٍ للفلسطينيين وهدفه الدفاع عن إسرائيل. كما أن تخوف هذه الدول من إيران ووكلائها كبير إلى حد أنها رفضت المشاركة في الائتلاف الدولي الذي أقامه الأميركيون في البحر الأحمر، ولم تصدر عنها إدانات لهجمات الحوثيين.
  • في أي ائتلاف إقليمي أمني سينشأ، ستكون هناك ركائز سرية دفاعية في طبيعتها، لكن يجب ألاّ نقلل من أهمية هذه المنظومة، فالائتلاف الدفاعي يتيح المجال لتوزيع العبء، ودفاع ممتاز، وردع مسبق، و"عمق استراتيجي" مطلوب.
  • لا مجال بعد اليوم لـ "لا تأخذ في حسابك الأغيار"، وفي إمكان إسرائيل تعزيز التعاون الإقليمي وتحويل الائتلاف بقدر الإمكان إلى ائتلاف دائم، ومن المهم أن تساعد خطوات الائتلاف العمليات الإسرائيلية الهجومية، هذا فقط إذا فهمت إسرائيل جيداً حساسية جيرانها ومنحتهم ونفسها معهم بصورة خاصة أفقاً سياسياً.
  • إن القناة الفلسطينية هي مفتاح التغييرات الإقليمية، وهي التي يمكن أن تمنح الدول العربية البراغماتية، وخصوصاً الخليجية، حرية تحرك أكبر إزاء إسرائيل، وتحويل الائتلاف الأمني إلى منظومة سياسية واقتصادية تغير الواقع.