الإيرانيون يخطفون القمة ولا يتطرقون إلى الموضوع الأساسي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • اليوم ستُعقد القمة التي يتحدث عنها الأميركيون ويتطلعون إليها، وربما الأميركيون هم الذين يتطلعون إلى هذه القمة، بينما أغلبية الإسرائيليين فقط تعلم الطرف الذي تجري معه الصفقة. وترفض "حماس" إرسال مندوبين، لأنها فهمت من الجدل الذي دار في الكابينت بين مؤيدي الصفقة والمعارضين لها أن الجمهور الإسرائيلي هو مع المعارضين لها، ووحدهم الأميركيون ووكلاؤهم عندنا، وبعضهم في الحكومة الإسرائيلية، يعلقون أملاً على هذه القمة التي فرص نهايتها بصفقة ليست كبيرة.
  • ويتوق الأميركيون بشدة إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار إلى درجة أنهم يريدون ربط ساحة إيران بلبنان وغزة من أجل إنهاء الحرب. وبعد فشل المحاولات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وحدها، قرروا السير نحو بيت من ورق أكبر، وربط التسوية السياسية في الشمال بإنهاء الحرب في غزة. أين المنطق؟
  • وضمن إطار انعدام المنطق في النظرية الأميركية (أصحاب هذه النظرية في إسرائيل وفي الولايات المتحدة يغذي بعضهم البعض الآخر)، وحالياً بعد رفض "حماس" إرسال مندوبين عنها إلى القمة، يواصل الأميركيون التشبث بموقفهم، وبدلاً من أن يطلبوا من إسرائيل استخدام مزيد من الضغط العسكري من أجل دفع "حماس" إلى طاولة المفاوضات، فقد انتقل اهتمامهم إلى الإيرانيين، الذين يدركون أهمية الصفقة بالنسبة إلى الأميركيين، فقرروا استغلال ذلك لمصلحتهم. وهم الآن يربطون التسوية بهجومهم، ومن الممكن حالياً أن نظام الملالي الذي يكرس نفسه للقضاء على إسرائيل سيرسل مندوبين عنه إلى القمة، وبالنسبة إليه، فهذا ليس أمراً خارجاً عن المألوف، فإسرائيل تتفاوض مع قطر في كل ما له علاقة بصفقات المخطوفين، وما سيحدث لو تفاوضت مع إيران.
  • لكن بعكس قطر، التي قبلنا بها على مضض، نحن في حرب مع إيران، وهذه الحرب كانت حرب ظلال طوال عقود، وتحولت إلى حرب علنية، وليس من المؤكد أن هذا شيء سيء؛ فالاستراتيجيا الإيرانية هي استنزافنا لوقت طويل، وليس من مصلحة الإيرانيين دخول حرب "حامية" معنا لأن هذا يلحق الضرر بالمشروع النووي الإيراني، لذلك، فسيسعى نظام الملالي إلى الاستمرار في حرب "باردة" ضدنا على نار منخفضة، سيحاول عن طريقها استغلال سذاجة الغرب من أجل كسب الوقت على طريق القضاء على إسرائيل.
  • ويعتمد هذا النظام على هذا الأمر تحديداً، فإن أشرس عدو بالنسبة إلى إيران هو صحوة إسرائيلية من وهم نظرية أوباما وبايدن وهاريس، والتخلص من الذين يقودون هذه النظرية في إسرائيل. إن كل من يعادي استراتيجيا التنازلات والتسويات هو خطر على إيران، وهذا بعكس رأي الخبراء الأمنيين الذين يجلسون في الاستديوهات، والذين يحبهم الإيرانيون.
  • ويقرأ الإيرانيون الخريطة بصورة صحيحة، ويعلمون أنه بعد وقت قليل، سيحين موعد الانتخابات الأميركية، والمرشح المريح أكثر بالنسبة إليهم هو كامالا هاريس، لذلك، فسيبذلون بسلوكهم وتصرفهم كل شيء من أجل عدم عرقلة حملتها الانتخابية؛ فإذا ردوا بصورة حادة على إسرائيل، فإنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى حرب، وهذا سيشكل مشكلة لهاريس في مواجهة الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، وهو أمر لا يرغب فيه الإيرانيون. إنهم يحسبون خطواتهم بحكمة في الطريق إلى الحصول على سلاح نووي، من دون أن يزعجهم أحد، وإذا كانت هناك حاجة إلى قمة أو صفقة من أجل كسب الوقت، فإن الإيرانيين سيقفزون في اتجاه الفرصة خلال ثانية.
  • لذلك، فإن القمة التي تنعقد اليوم مع الأسف لا تهتم بالمخطوفين أو بإعادتهم، إنما هي ببساطة استغلال للأبرياء من المخطوفين وللنظرية من جانب نظام الملالي الذي يريد التلاعب بنا كدمى، وإذا كان "وكيل" إيران في غزة لن يحضر المحادثات، فإن رأس "الأخطبوط" يعرف كيف يهزمنا بطريقة أُخرى.