إطالة أمد الحرب تعرّض أمن الدولة للخطر. الصفقة هي الحل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قبل عشرة أشهر، "فُرضت" على إسرائيل معركة ضارية في الجنوب، في أعقاب "المجزرة الفظيعة" التي نفّذها مقاتلو "حماس" ضد مواطني إسرائيل. هذه المعركة مستمرة إلى ما لا نهاية،  وأنا  أقول ما أقول لأنه لم يكن من الصواب إنهاء هذه الحرب منذ زمن طويل، بل لأن استمرار هذه المعركة يخدم المصالح السياسية للسيد الذي فرّط بأمن إسرائيل اليوم، وهذا الشخص لا يزال، للأسف، رئيس حكومتها.
  • لطالما اقتضت العقيدة الأمنية الإسرائيلية، على امتداد وجود الدولة الإسرائيلية، أن على الدولة خوض حروب قصيرة، بقدر الإمكان، ونقل القتال إلى ساحة العدو بأسرع وقت ممكن. أمّا في حرب "السيوف الحديدية"، فقد تم التخلي هذه العقيدة العسكرية.  فالحرب الراهنة ليست فقط حرباً مستمرة إلى الأبد، لكنها تدور على أراضينا. لقد أضحى قطاعان من هذا البلد خاليَين من سكانهما، وأصبح عشرات الآلاف من الإسرائيليين لاجئين في وطنهم.
  • إن استمرار الحرب يكبّدنا أثماناً باهظة في صفوف المقاتلين والضباط. فجميع الأبحاث المختصة بعلم النفس العسكري تعترف بأن المقاتل يفقد جزءاً كبيراً من نسبة يقظته ووضوح أفكاره، بعد 45 يوماً على وجوده تحت الضغط القتالي المتواصل. وبناءً عليه، فإن ذنب السيد الذي فرّط بأمن إسرائيل هنا، أكبر كثيراً من مسؤوليته المباشرة عمّا حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. إنه مسؤول عن إخفاق متواصل بسبب إطالة أمد الحرب من دون جدوى، وهو ما يتسبب في إيذاء أهلية وجاهزية الجيش، ويمس بقدرة آلاف المقاتلين والضباط الإسرائيليين على القتال.
  • يترتب على استمرار الحرب آثار خطِرة في القدرة المدنية الإسرائيلية على الصمود. إن شنّ حرب على الجبهة الشمالية، وحرب مباشرة في مواجهة إيران، سيضعان مواطني إسرائيل في ظل تهديد مباشر وفوري بأحجام لم يسبق أن عاشها الإسرائيليون حتى اليوم. وفقط وقف إطلاق النار المستمر يسمح للمواطنين، وللسلطات المحلية، وهيئات الطوارئ المدنية، وسائر الجهات الخدماتية، بإمكان تحقيق إعادة الإعمار المادي وإعادة التأهيل النفسي المطلوبَين.
  • كل قائد يحترم نفسه يعرف مصطلح "اقتصاد الحرب"، واقتصاد الذخائر، ثم "اقتصاد قطع الغيار" المشتق من اقتصاد الذخائر. لقد قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل، حتى الآن، مساعدات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والمصانع الحربية تعمل على مدار الساعة، وعلى الرغم من هذا كله، فإن هناك نقصاً في كل شيء. تحدثوا مع رجال الاحتياط الذين تعرفونهم شخصياً، لكي تعرفوا أن هناك نقصاً مقلقاً في أغراض ضرورية جداً في عتادهم.
  • المفترض بالقائد، إذا كان يتمتع بالمسؤولية، أن يوقف الحرب في أول فرصة، ليعيد بناء الجيش الإسرائيلي، تحضيراً لتحديات المستقبل. قد تشكل أشهر معدودة من الهدوء فارقاً هائلاً بين أن يكون لدينا جيش مؤهل، وأن يكون لدينا جيش منهك وغير مؤهل. لكن هذا الحديث يُشعر السيد الذي أهمل أمن إسرائيل بالملل.
  • تتوفر طريقة آمنة ومسؤولة لوقف الحرب: التوصل إلى صفقة تضمن تحرير المختطفين. هذه الصفقة مطروحة على الطاولة، ويمكن تحقيقها في فترة زمنية قصيرة نسبياً. أمّا خيار السيد الذي فرّط بأمن إسرائيل، المتمثل في تأجيل الصفقة والتسبب بالتصعيد، فهو بمثابة شهادة لا تقبل التشكيك على مستوى الخطر الذي يمثله على أمن إسرائيل، والمصلحة النظامية والقومية.
  • هذا ما تحتاج إليه إسرائيل هنا، والآن: صفقة تبادُل، ووقف لإطلاق النار في الشمال والجنوب، وعودة اللاجئين [الإسرائيليين] إلى منازلهم، وإعادة تأهيل مدنية وعسكرية. إلى جانب أمر آخر صغير، يجب أن يتم الحسم داخل إسرائيل، سياسياً، هناك حاجة إلى إجراء انتخابات في أقرب فرصة، وانتخاب قيادة مسؤولة تتمتع بثقة الشعب. لدينا شعب رائع، وقيادة فظيعة. لقد آن الأوان لاستبدال القيادة، وهذا قد يحدث غداً صباحاً، إذا كنا عازمين بما يكفي على التخلص من حُكم السيد الذي يفرّط بأمن إسرائيل.