تقرير/ الوسطاء: جولة مفاوضات الدوحة بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة كانت جادّة وبناءة، و"حماس" تؤكد أن الإدارة الأميركية تحاول إشاعة أجواء إيجابية كاذبة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة، أول أمس (الجمعة)، بعد مشاركته في لقاء شمل مسؤولين كباراً من الوسطاء في المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس"، الولايات المتحدة ومصر وقطر، بشأن التوصل إلى اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة وتبادُل الأسرى بين الطرفين.

وأفاد بيان أميركي مصري قطري بأنه على مدى 48 ساعة في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وقطر في محادثات مكثفة كوسطاء، بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، مشيراً إلى أن المحادثات كانت جادة وبناءة، وأُجريت في أجواء إيجابية.

كما كشف البيان أن واشنطن قدمت، بدعم من قطر ومصر، لكلا الطرفين [إسرائيل وحركة "حماس"] اقتراحاً يقلص الفجوات فيما بينهما، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن يوم 31 أيار/مايو 2024، وقرار مجلس الأمن رقم 2735. ويبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسدّ الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.

وأضاف البيان: "ستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالمخطوفين".

وأعلن البيان أن كبار المسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وقطر سيجتمعون مرة أُخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق، وفقاً للشروط المطروحة اليوم.

كما ذكّر البيان بما قاله قادة الدول الثلاث، الأسبوع الماضي، أنه لم يعد هناك وقت نضيعه، ولا أعذار يمكن أن تُقبل من أيّ طرف، تبرر مزيداً من التأخير. وحان الوقت لإطلاق المخطوفين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق.

وختم البيان الأميركي المصري القطري المشترك بالقول: "الآن، أصبحت الطريق ممهدة لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية".

في المقابل، قال مسؤول في حركة "حماس" إن الوفد الإسرائيلي وضع شروطاً جديدة في سياق نهجه للتعطيل، مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر - محور فيلادلفيا. كما طلبت إسرائيل أن يكون لها الحق في وضع فيتو على أسماء أسرى وإبعاد أسرى آخرين إلى خارج المناطق [المحتلة]، وشدّد المسؤول نفسه على أن "حماس" لن تقبل أقل من وقف كامل لإطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين وصفقة تبادُل من دون قيود وشروط إسرائيل.

في موازاة ذلك، قال قيادي في "حماس" لوكالة "رويترز" للأنباء إن الإدارة الأميركية تحاول إشاعة أجواء إيجابية كاذبة، وليس لديها أيّ نيّة جدية بشأن وقف الحرب، إنما تهدف إلى شراء الوقت.

يُذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كشف يوم 31 أيار/مايو الماضي عن مقترح إسرائيلي لهدنة في غزة، ينصّ على 3 مراحل، تشمل وقفاً لإطلاق النار، وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق الآهلة في غزة، وإدخال مساعدات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. لكن منذ ذلك الحين، فشلت المحادثات في تحقيق نتائج بسبب نقاط خلافية بين الطرفين.

وفي إسرائيل، أعلن ديوان رئاسة الحكومة في بيان صادر عنه، مساء أمس (السبت)، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض أعرب لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن تفاؤل حذر بشأن إمكان التقدم إلى الأمام على أساس المقترح الأميركي المعدل، الذي يتضمن عناصر مقبولة من إسرائيل. وبحسب البيان، فإن ديوان رئاسة الحكومة يأمل بأن تسفر الضغوط الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة، إلى جانب الوسطاء، على "حماس"، عن سحب الحركة معارضتها للمقترح الأميركي وإتاحة المجال أمام تحقيق انفراجة في الاتصالات.

وتظاهر الآلاف من الإسرائيليين في ميدان المخطوفين في تل أبيب، مساء أمس، للمطالبة بإعادة المخطوفين. وأكدت هيئة عائلات المخطوفين أن إسرائيل موجودة في الوقت الحالي أمام مفترق طرق مصيري: إمّا صفقة تبادُل، وإمّا تصعيد.