إدانات دولية للهجوم العنيف الذي شنّه مستوطنون إسرائيليون ضد سكان قرية جيت الفلسطينية وأملاكهم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

دان البيت الأبيض الأميركي الهجوم العنيف الذي شنّه مستوطنون إسرائيليون، مساء يوم الخميس الماضي، ضد سكان قرية جيت في محافظة قلقيلية في شمال الضفة الغربية، وأسفر عن مقتل فلسطيني وتخريب عدد كبير من الأملاك، وشدد على ضرورة محاسبة الجناة.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الهجمات التي يشنّها المستوطنون العنيفون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية غير مقبولة، ويجب أن تتوقف. وأضاف أنه يتعين على السلطات الإسرائيلية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المجتمع الفلسطيني من أيّ أذى، ويشمل ذلك التدخل من أجل وقف مثل هذا العنف ومحاسبة جميع مرتكبيه.

كما دان السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك لو الحادث. وكتب في منصة "إكس": "لقد شعرت بالفزع من الهجوم العنيف الذي شنّه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. يجب أن تتوقف هذه الهجمات، ومحاسبة المجرمين".

وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن أعمال الشغب التي يقوم بها المستوطنون غير مقبولة، واقترح فرض عقوبات على عناصر في الحكومة الإسرائيلية داعمة للعنف الذي يمارسه المستوطنون.

وكتب بوريل في منصة "إكس": "يتعيّن على الحكومة الإسرائيلية إيقاف هذه الأعمال غير المقبولة على الفور". وتعهّد تقديم اقتراح لفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على عناصر داعمة للمستوطنين العنيفين، بمن فيهم بعض الأعضاء في الحكومة الإسرائيلية. وسيتطلب مثلُ هذه الخطوة موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة.

وكان عشرات المستوطنين الإسرائيليين، كثيرون منهم ملثمون، هاجموا قرية جيت الفلسطينية، وأضرموا النيران في المنازل والمركبات. وألقى المستوطنون الحجارة والزجاجات الحارقة، الأمر الذي أدى إلى إحراق أربعة منازل وست مركبات على الأقل.

وذكر مسؤول أمني إسرائيلي أن أكثر من 100 مستوطن شاركوا في هذا الهجوم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن شاباً فلسطينياً يبلغ من العمر 23 عاماً يدعى رشيد سيدا، قُتل خلال الهجوم، وأصيب فلسطيني آخر بجروح خطِرة برصاص المستوطنين.

ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الهجوم، في بيان صادر عنها، بأنه إرهاب دولة منظم.

وقال ناصر سيدا، رئيس المجلس المحلي في جيت: "لقد استيقظنا على رائحة النيران، وكان الأطفال خائفين. لو لم يخرج شبابنا لمحاولة صدّ المستوطنين لكان من الممكن أن تقع كارثة أكبر كثيراً. إنه أمر مرعب للغاية. كما أنه بات من السهل جداً قتل الفلسطينيين في هذه الأيام".

وأشار سيدا بإصبع الاتهام إلى البؤرتَين الاستيطانيتَين الزراعيتَين جلعاد ويتسهار، اللتين يحاول سكانهما إزعاج حياة سكان جيت عمداً.

ودان ساسة إسرائيليون أعمال الشغب هذه.

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إنه ينظر إلى الحادث بخطورة شديدة، لكن بدا كأنه يصف هذه الأفعال بأنها محاولة لمحاربة "الإرهاب"، وليست إرهاباً، قائلاً: "إن الذين يحاربون ’الإرهاب’ هم فقط الجيش وقوات الأمن، وليس أيّ شخص آخر".

وأصدر رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ بياناً قال فيه إنه يدين بشدة أعمال الشغب هذه، ودعا إلى اتخاذ إجراءات سريعة لتقديم المخالفين للقانون إلى العدالة.

 كما ندّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بمن وصفهم بأنهم حفنة من المتطرفين.

وألقى زعيم حزب "الديمقراطيين" اليساري يائير غولان باللائمة على الائتلاف الحاكم، وكتب في منصة "إكس": "إن نتنياهو هو الذي أحضر ممثلي مثيري الشغب في قرية جيت إلى الكنيست وعيّنهم وزراء، وبالتالي فهم ليسوا أقلية متطرفة، أو مشكلة صغيرة، بل مجموعة عنيفة تحظى بدعم حكومي هائل".