المرحلة المقبلة: فرض حصار على شمال القطاع
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • أقرّ المستوى السياسي والجيش في بداية الحرب، وبحزم، بأن المعركة في القطاع هي "فقط ضغط عسكري" يسمح بتحقيق أهداف الحرب. مرّ أكثر من 10 أشهر، ولا يبدو أننا قريبون من تحقيق أيّ هدف من أهداف الحرب. السبب وراء عدم النجاح هو ليس فشل العملية العسكرية. بالعكس، العملية العسكرية تسير كما يجب. المشكلة أن العملية العسكرية وحدها لن تحقق الأهداف.
  • منذ بداية الحرب، تنازلت إسرائيل عن جهدَين مهمَّين لا يقلاّن أهميةً عن الضغط العسكري. الجهد الأول بشأن "اليوم التالي للحرب"، والردّ بغرور: "عندما نصل إلى اليوم التالي، سنتحدث عنه". يجب أن يكون الرد: "في اليوم التالي، لن تكون السلطة لحركة ’حماس’ في غزة، لكن أيضاً لن يكون هناك حُكم عسكري إسرائيلي أيضاً. إسرائيل مستعدة الآن لإجراء حوار مع كل جهة عربية أو غربية من أجل التوصل إلى حلّ يضمن أن تكون غزة منزوعة السلاح في اليوم التالي".
  • الجهد الثاني الذي تنازلنا عنه هو الضغط الاقتصادي. لقد تم التوصل إلى صفقة التبادل الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر لسبب بسيط، وهو أنه لم يدخل إلى غزة سوى شاحنتَي مساعدات يومياً. وكان طلب "حماس" المركزي في تلك الصفقة زيادة عدد الشاحنات إلى 200 شاحنة يومياً. إن أمثال [يحيى] السنوار لا يخافون من الضغط العسكري. يخاف أمثال السنوار من أمرين: وجود بديل في الحكم وغضب الناس. وإسرائيل تنازلت قصداً عن هذَين البعدين، والنتيجة واضحة.
  • إن "حماس" راضية عن الوضع الحالي لأربعة أسباب: تزويد سكان القطاع بالغذاء والوقود مضمون؛ "حماس" هي التي تسيطر على المساعدات؛ توزيع الغذاء يعزز ثروتها؛ وهذه الأموال نفسها تسهّل عليها تجنيد مقاتلين جدد. في هذه الظروف، لا يوجد أيّ سبب يدفعها إلى تسريع توقيع الصفقة. إن الصعوبة المركزية في التوصل إلى صفقة أسرى تنبع من سبب آخر إضافي، وهو أن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يدفع "حماس" إلى الموافقة على الصفقة هو إنهاء الحرب، بطريقة يمكن أن تعتبرها نصراً لها، وأيضاً بقاؤها في السلطة. وافقت الحركة قبل بضعة أشهر على معادلة بسيطة: إعادة جميع المخطوفين في مقابل إعلان رسمي (بالإضافة إلى ضمانات) أن الحرب انتهت، وأن الجيش ينسحب من القطاع. نتنياهو لم يوافق على ذلك، وصمم على مواصلة الحرب، ولذلك، وصلنا إلى هذه المعادلة التي نناقشها الآن. هذه المعادلة سيئة لإسرائيل، وأيضاً لـ"حماس"؛ في نظر إسرائيل، هي لا تضمن عودة المخطوفين، وفي نظر "حماس"، هي لا تضمن نهاية الحرب.
  • إذاً، ما الذي يمكن القيام به؟ الخطوة التي يجب القيام بها هي نفسها الخطوة التي قمنا بها في تشرين الثاني/نوفمبر. مع استكمال بناء ممر نيتساريم، يكون الجيش قد حاصر شمال القطاع كله. هذا ما يخلق ظروفاً مثالية لفرض حصار على جزء من قطاع غزة. وبعكس الأقوال في الهواء، فإن الحصار ليس فقط تقنية يُسمح بها خلال الصراعات المسلحة، بل تقنية مفضلة، بحسب وثيقة رسمية لوزارة الدفاع الأميركية.
  • وبحسب هذه الوثيقة أيضاً، من المسموح تجويع العدو حتى الموت، عبر منع إدخال المياه والغذاء والوقود إلى المناطق المحاصرة. الشرط الوحيد هو السماح للمدنيين بالخروج ومنحهم الوقت الملائم. لذلك، يجب على الجيش تبليغ 300 ألف مدني موجودين في شمال القطاع، أن عليهم المغادرة خلال أسبوع، وبعدها لن يتم إدخال أيّ شيء إلى هذه المنطقة. بعد ذلك، لن يبقى أمام الـ5000 "إرهابي" الموجودين هناك سوى احتمالين، الاستسلام، أو الموت.
  • إن هذا الإنجاز سيسمح، ولو بشكل متأخر، بالبدء بمبادرة إلى إيجاد بديل حكومي في المرحلة الأولى في شمال القطاع. وأكثر من ذلك، إن عملية كهذه ستكون ضرورية، إذا أردنا تغيير الواقع الصعب الذي علقنا فيه، وامتداد الحرب إلى جبهات إضافية.
  • تتجّه الأنظار إلى ساحتَي لبنان وإيران، لكن العملية، هذا الأسبوع، في [مستوطنة] "كدوميم" والعملية الصعبة في تل أبيب، وواقع الضفة الغربية الغارقة بالسلاح والمواد المتفجرة و"المخربين" - أمور كلها تخلق حالة من الخطر الذي لا يقلّ عن خطر غزة. إن لم نعرف كيف نغيّر الواقع في حرب غزة، فسيكون من الصعب التعامل مع الجبهات الأُخرى. والطريقة الأفضل لتغيير الواقع في غزة اليوم هي القيام بما يجب القيام به منذ وقت طويل.
 

المزيد ضمن العدد