ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أمس (الأربعاء)، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لم تذكر أسماءهم، أن المحادثات بين إسرائيل و"حماس" بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادُل الأسرى على وشك الانهيار.
وبينما كانت الولايات المتحدة تُعرب عن تفاؤلها علناً، قال هؤلاء المسؤولون للصحيفة إن الجهود المبذولة من أجل إشراك "حماس" في الاقتراح الأخير الذي أقرّته إسرائيل باءت بالفشل حتى الآن، إذ ورد إن مسؤولي البيت الأبيض يشعرون بالإحباط من الخطاب المتشدّد للحركة الفلسطينية ضده.
ونشرت الصحيفة الأميركية أن هذا أدى إلى ازدياد القلق من فشل المفاوضات.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين قوله: "لا نعرف ما إذا كان [زعيم "حماس"] يحيى السنوار يريد هذه الصفقة. لكن إذا لم نتوصل إلى الصفقة، فهناك احتمال لشنّ إيران هجوماً، وتصعيد هذا الوضع إلى مواجهة كاملة". وتتأهب منطقة الشرق الأوسط لردّ تتوعد به إيران بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران يوم 31 تموز/يوليو الماضي، ولم تؤكد إسرائيل، أو تنفي وقوفها وراء الاغتيال.
وقال التقرير إن المسؤولين الأميركيين ما زالوا يأملون بقبول "حماس" الصفقة بصورة مفاجئة، مستشهدين بحالات سابقة وافقت فيها هذه الحركة على صفقات هدنة، تلقائياً، بعد معارضتها العلنية لها.
ومع ذلك، فإن المشكلة هي أن الجانبين يختلفان بشأن العديد من تفاصيل الاقتراح الأميركي الأخير، حسبما أكد التقرير.
وأصرّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل لن تغادر الحدود بين غزة ومصر بالكامل، لأن ذلك قد يسمح لحركة "حماس" بإعادة تسليح نفسها.
ورفض مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن طلب "بوليتيكو" للتعليق.
ويُعتقد أن 105 مخطوفين إسرائيليين ما زالوا في قطاع غزة، بما في ذلك جثث 34 منهم، أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. ومنذ انتهاء هدنة قصيرة استمرت أسبوعاً في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، تعمل مصر وقطر والولايات المتحدة على التوسط بين إسرائيل وحركة "حماس" للتوصل إلى اتفاق آخر من شأنه أن يسمح بتبادُل المخطوفين الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل، ووقف إطلاق النار في القطاع.
واستندت المفاوضات في الأشهر الأخيرة إلى مخطط طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية شهر أيار/مايو الماضي، والذي يشمل ثلاث مراحل، وفي إطاره، تشهد الفترة الأولى، التي تبلغ ستة أسابيع، توقفاً للعمليات البرية الإسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية، في مقابل إطلاق سراح 33 مخطوفاً من النساء والأطفال وكبار السن والجرحى، إلى جانب قيام إسرائيل بإطلاق سراح 990 أسيراً فلسطينياً.
ومع تعثُّر المفاوضات بشأن المخطط مراراً، عُقدت جولة أُخرى من المحادثات في الدوحة الأسبوع الماضي، حيث حذّر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون من أنها قد تكون الفرصة الأخيرة في التوصل إلى اتفاق. وبينما أعربت الولايات المتحدة عن تفاؤلها عندما انتهت المحادثات، لم يتم تحقيق تقدّم كبير، أو أيّ تقدّم على الإطلاق، هذا الأسبوع.