نتنياهو: إسرائيل أحبطت بضربة استباقية هجوماً صاروخياً لحزب الله على مواقع في الجليل وآخر بالمسيّرات كان موجهاً ضد هدف استراتيجي في وسط البلد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العديد من البلدات والقرى في الجنوب اللبناني هو خطوة إضافية نحو تغيير الوضع في الشمال، وادّعى أن إسرائيل أحبطت بضربة استباقية هجوماً صاروخياً لحزب الله على مواقع في الجليل، وآخر بالمسيّرات كان موجهاً ضد هدف استراتيجي في وسط البلد.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية في مقر وزارة الدفاع [الكرياه] في تل أبيب ظهر أمس (الأحد)، وأكّد فيها أيضاً: "أن ما حدث اليوم ليس نهاية المطاف. في ساعات الفجر، حاول حزب الله مهاجمة إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة. لقد أصدرنا تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي بتنفيذ هجوم استباقي شديد لإزالة التهديد. فدمّر الجيش الإسرائيلي آلاف الصواريخ القصيرة المدى، وكلها كانت موجهة لضرب مواطنينا وقواتنا في الجليل. بالإضافة إلى ذلك، أسقط الجيش الإسرائيلي جميع الطائرات المسيّرة التي أطلقها حزب الله في اتجاه هدف استراتيجي في وسط البلد. إننا نوجه إلى حزب الله ضربات مفاجئة وقوية".

وأضاف نتنياهو: "قبل ثلاثة أسابيع، اغتلنا رئيس أركان حزب الله [فؤاد شُكر] واليوم، أحبطنا خطة هجومه. يجب على نصر الله في بيروت وخامنئي في طهران أن يدركا أن هذه خطوة إضافية في الطريق إلى تغيير الوضع في الشمال وإعادة سكاننا إلى منازلهم بأمان، وأكرر: إنها ليست نهاية المطاف".

وكان نتنياهو قال في شريط مصور بثّه ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، صباح أمس، عقب اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، إنه في ساعات الفجر الأولى، تم رصد استعدادات من حزب الله لمهاجمة إسرائيل. وأضاف أنه بالتشاور مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هرتسي هليفي، صدرت تعليمات للجيش بالتحرك بشكل استباقي لإزالة التهديد.

وأعلن البيت الأبيض في بيان صادر عنه أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع الوضع في إسرائيل ولبنان عن كثب. وأضاف أن كبار المسؤولين الأميركيين يواصلون اتصالاتهم بنظرائهم الإسرائيليين، بناءً على تعليمات الرئيس بايدن. وأكد أن واشنطن ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس والعمل من أجل الاستقرار الإقليمي.

من ناحيته، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، وبتوجيه من قيادة المنطقة العسكرية الشمالية وشعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] قامت باستهداف وتدمير آلاف المنصات التابعة لحزب الله التي تم وضعها وزرعها في الجنوب اللبناني. وأضاف أن هذه المنصات كانت موجهة نحو شمال إسرائيل، وبعضها نحو وسطها.

وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي أن حزب الله أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة في اتجاه شمال إسرائيل، أُطلق معظمها بعد بدء إسرائيل هجومها. وأشار إلى أن هذا الهجوم كان جزءاً من هجوم أكبر تمّ التخطيط له وتمكنت إسرائيل من إحباط جزء كبير منه هذا الصباح.

في المقابل، أعلن حزب الله نجاح هجومه على إسرائيل وأدرجه في إطار ردّ أولّي على مقتل القائد العسكري في الحزب فؤاد شُكر، في ضربة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 31 تموز/يوليو الماضي.

وقال حزب الله إنه استخدم مسيّرات وصواريخ كاتيوشا في الهجوم الذي استهدف ثكنات وأهدافاً عسكرية. وأضاف أنه تم إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها، ومن جميع مرابضها، ثم عبرت الحدود في اتجاه الهدف المنشود، ومن مسارات متعددة. وأشار إلى أن ادعاءات إسرائيل بشأن العمل الاستباقي الذي قامت به وتعطيلها هجوم الحزب هي ادعاءات غير صحيحة.

هذا، وأطلق الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في سياق كلمة ألقاها مساء أمس، اسم "عملية يوم الأربعين" على العملية التي نفّذها الحزب ضد مواقع وثكنات إسرائيلية، في إطار الردّ الأولّي على اغتيال القيادي فؤاد شُكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، معلناً أن عملية الردّ انتهت، وإذا تبين أن الرد الأولّي غير كافٍ، فسيحتفظ الحزب بحق الرد إلى وقتٍ آخر، ويمكن للبلد في المرحلة الحالية أن يأخذ نفَساً ويرتاح.

وكشف نصر الله أنّ الهدف الأساسي من العملية حُدّد بقاعدة "غليلوت" لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، التي توجد فيها الوحدة 8200 المعنية بالجمع العلني والتنصّت والتجسّس، وهي تبعد عن حدود لبنان 110 كلم، وعن حدود تل أبيب 1500 متر، مؤكداً أنه تم إنجازها بدقة.

وقال نصر الله إن العملية كانت على مرحلتين، الأولى باستخدام 340 صاروخ كاتيوشا، استهدفت 11 أو 12 موقعاً وثكنة عسكرية مهمة، والثانية عبور عشرات المسيّرات الحدود في اتجاه أهداف عسكرية في العمق الإسرائيلي.

ووفقاً لنصر الله، فإن الحديث الاسرائيلي عن إطلاق 6000 مسيّرة وصاروخ وتدميرها هو ادّعاء كاذب، كذلك أشار إلى أن إسرائيل بدأت، قبل نصف ساعة من توقيت العملية، بشنّ غارات جوية على قرى في الجنوب اللبناني، ولم يكن لديها معلومات استخباراتية، معتبراً أن ما حدث هو عدوان، وليس عملاً استباقياً. وعمّا إذا كان هناك ردّ ثانٍ، قال نصر الله إنه إذا كانت نتيجة الهجوم مُرضية وتحقق الهدف المقصود، سنعتبر أن عملية الردّ على اغتيال شُكر واستهداف الضاحية قد تمت، وإذا لم تكن النتيجة كافية، فسيحتفظ الحزب بحق الرد إلى وقتٍ آخر، أو في المستقبل.

 

 

المزيد ضمن العدد