بين الصفقة وبين انهيار المجتمع

فصول من كتاب دليل اسرائيل

المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • إنها أيام مظلمة، نعيشها في زمن صعب لا يُحتمل.
  • الأخبار التي وصلتنا بشأن مقتل المخطوفين الستة، فضلاً عن إطلاق النار على ثلاثة عناصر من الشرطة ضحّوا بحياتهم في المعركة من أجل هذا البلد، أصابتنا جميعاً في نقطة ضعفنا، وأيقظت كل الشياطين. يفرك السنوار يديه بفرح حيال مشهد انقسام المجتمع الإسرائيلي. لكن هذا ليس قدراً، ويمكن أن يتغير.
  • كان يجب على رئيس الحكومة، قبل مسألة صفقة المخطوفين، خفْض رأسه وإعلان أسفه لأنهم خُطفوا، ولم ينجح في إعادتهم إلى منازلهم. وهذا لا علاقة له بالتكتيك، أو بالسياسة، أو الاستراتيجيا، أو أيّ شيء آخر، بل له علاقة بالأخوّة، المفهوم الغائب هنا.
  • وماذا الآن؟ حالياً، ليس من الواضح البتة أن في الإمكان التوصل إلى صفقة، وليس بأيّ ثمن. لكن قضية فيلادلفيا توضح المعضلة: إمّا الإصرار على المحور، وإمّا زيادة فرص تحرير المخطوفين. يتعين على الحكومة أن تكون شفافة، وأن تتوقف عن القول إنه يمكن السير بالأمرين معاً. نحن نخسر المخطوفين. وليس لدينا مزيد من الوقت. ومن واجب حكومة منتخبة القول: إن قرارنا بشأن المضيّ في الحرب حتى هزيمة "حماس" هزيمة مطلقة، هو الأمر الصحيح الذي يجب القيام به، وسنحاول إنقاذ حياة المخطوفين، لكن هذا الأمر له أولوية ثانوية. يجب على الحكومة أن تكون شفافة، وأن تعترف بأن سلّم القيم تغيّر.
  • من جهة أُخرى، يجب ألّا نخدع أنفسنا بأنه لن يكون للصفقة ثمن أمني باهظ. من المؤكد أنه سيكون لها هذا الثمن. وكل مَن يدّعي خلاف ذلك يخلق وهماً كاذباً. لذلك، لا يمكن إسكات النقاش. وأتشجع هنا على القول إنه يجب إجراء نقاش حقيقي وصريح بشأن تداعيات الموافقة على الصفقة، أو رفضها.
  • يجب على الحكومة تغيير توجُّهها والذهاب نحو الصفقة بكل قوتها. أولاً، لأنه يجب إنقاذ مزيد من الأرواح والنفوس والعائلات والجماعات. ثانياً، عودة كل المخطوفين في التوابيت، ستفكك ما تبقى من أخوّة في المجتمع الإسرائيلي، والتي من دونها، سينهار المشروع الصهيوني.
  • ثالثاً، ما دام هناك مخطوفون، لا يمكننا الانتصار على "حماس" انتصاراً مطلقاً. نحن نخوض قتالاً، ويدنا مكبلة وراء ظهرنا، حققنا إنجازات كبيرة في مواجهة "حماس"، لكن هذا يوشك على أن يُستنفد، ويجب إعادة تنظيم الأمور بصورة مختلفة.
  • قد يكون علينا القتال أعواماً طويلة في غزة، وسنكون مُجبرين على العودة إليها، إلى أن يتم القضاء على "حماس". وسنضطر إلى وضع خريطة طريق واضحة، بحيث حتى لو توصلنا إلى صفقة، يجب ألّا نعتبر ذلك الوضع النهائي في غزة. فقط، عندما نقضي على الأصولية هناك، يمكننا ضمان الأمن والبدء بمسار سلام في المستقبل.
  • وماذا الآن؟ يجب ألّا نحرق كل شيء. ويتعين على رئيس الحكومة أن يأخذ في حسابه الوضع الاجتماعي في إسرائيل في القرارات، وأن يعتبر الأخوّة والحصانة الداخلية رصيداً. ويجب أن يوضح للجمهور أنه يريد صفقة مسؤولة، وأن يتوقف عن التصريحات العلنية، بدلاً من المفاوضات الصامتة.
  • إن الغضب على الحكومة مفهوم، ويجب التعبير عنه، لأن الدم يغلي في عروق كثيرين. لكن يجب ألّا ننسى لِلحظة أن وظيفتنا، حالياً، هي التصرف بمسؤولية لأن خروج الأمر عن السيطرة داخلياً، يمكن أن ينتهي بهجوم خارجي، وبمزيد من الموت.
  • نحن نمرّ بلحظات مصيرية، لدرجة أن رمي أيّ عود ثقاب، سيشعل حريقاً مدمراً، وسيكلفنا جميعاً ثمناً غالياً جداً. يجب أن نتحلى بالمسؤولية، وهذا واجبنا جميعاً، من رئيس الحكومة، وصولاً إلى كل بيت في إسرائيل.